تصاعدت حدة التوترات بين الولاياتالمتحدةوتركيا على خلفية اعتقال وفرض الإقامة الجبرية على القس الأمريكى، أندرو براونسون، فى أنقرة بتهم دعم عناصر إرهابية، إذ فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على وزيرى العدل التركى، عبدالحميد غول، والداخلية، سليمان صويلو، تشمل حجز أي ممتلكات محتملة لهما فى الولاياتالمتحدة، ومنع التواصل معهما من قبل أى مسئول أمريكى، وذلك على خلفية رفض الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إطلاق «براونسون». وبررت الوزارة الأمريكية فى بيان لها العقوبات على الوزيرين بدور الوزارتين اللتين يتوليانهما فى احتجاز القس براونسون، وكانت محكمة تركية رفضت التماساً من «برانسون» للإفراج عنه من الإقامة الجبرية خلال محاكمته بتهم الإرهاب، رغم طلب واشنطن إطلاق سراحه. وصعّدت إدارة «ترامب» حملتها للضغط على تركيا، بعدما أمرت محكمة الأسبوع الماضى بنقله من السجن ووضعه قيد الإقامة الجبرية بعد 21 شهرا من اعتقاله ويحاكم القس حاليا فى اتهامات بالإرهاب. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إن الوزيرين لعبا دوراً رئيسياً فى اعتقاله فى 2016 ثم احتجازه. توعدت أنقرةالولاياتالمتحدة بإجراءات عقابية إثر عقوبات فرضتها واشنطن على الوزيرين، وعلقت وزارة الخارجية التركية فى بيان «لا شك فى أن هذا سيضر بشكل كبير بالجهود البناءة التى تُبذل لحل المشاكل بين البلدين». وأضافت «سيكون هناك رد فورى على هذا الموقف العدائى». وتابعت وزارة الخارجية «إننا ندعو الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن هذا القرار الخاطئ» واصفة قرار واشنطن بأنه «موقف عدائي». بدوره سخر وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، من الولاياتالمتحدة وخطوتها ضده وضد وزير العدل، وكتب على حسابه على موقع تويتر: « هناك شىء ملك لنا فى أمريكا: منظمة فتح الله الإرهابية.» مضيفا «لن نتركها هناك، سنستعيدها»، فى إشارة إلى الحركة التى يتزعمها رجل الدين المقيم فى الولاياتالمتحدة «فتح الله جولن» والذى تتهمه تركيا بالتخطيط للمحاولة الانقلابية التى وقعت فى يوليو من عام 2016. ورأى محللون سياسيون أن إعلان تركيا عزمها الرد على العقوبات الأمريكية يعنى وجود نية قوية للتصعيد ضد واشنطن، ومؤشر على أن التوجه الآن نحو تعميق الأزمة بين الجانبين، خاصة بعد أن أعلن وزير الخارجية التركي، أحمد جاويش أوغلو، أن أنقرة سترد على العقوبات الأمريكية، وكتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: «المحاولة من جانب الولاياتالمتحدة، لفرض عقوبات على وزيرينا لن تمر دون رد» موضحا أن الولاياتالمتحدة لن تحقق مطالبها بتسليم القس، من خلال العقوبات. وأكد محللون أن تركيا ترفض الآن أى محاولات من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية، للضغط من أجل تسليم القس الأمريكى وتعتبر أن أى ضغوط أمريكية فى هذا الشأن، هى مساهمة فى دعم أعداء الدولة. يأتى ذلك فيما تراجعت الليرة التركية أمام الدولار الأمريكى حيث سجلت 5 ليرات مقابل العملة الأمريكية.