كتب - أحمد متولي - أحمد قنديل وخالد عبد الخالق بسط الثوار الليبيون سيطرتهم شبه الكاملة علي مقر العقيد معمر القذافي في باب العزيزية في العاصمة طرابلس في حين ضيقوا الطوق علي سرت مسقط رأسه، التي بدأت محادثات مع القبائل المحلية للتوصل إلي دخول المدينة بشكل سلمي ودون مواجهات. وقال ثوار 17 فبراير إنهم يواجهون مقاومة من بعض جيوب الكتائب علي أطراف مجمع العزيزية، وأضافوا أنهم ألقوا القبض علي العديد من أتباع القذافي. ويواصل الثوار تعزيز وجودهم في العاصمة عبر استقدام قوات من جميع المناطق المحررة لتطهير المدينة من بقايا النظام السابق حيث تستعد للانتشار وحفظ الأمن في جميع أنحاء العاصمة. ويتوقع الثوار أن تستغرق عمليات التطهير أسبوعًا كأقصي حد علي أن تقوم وحدات أخري بتأمين الشوارع والأحياء بالتعاون مع لجان شعبية لمساعدة الثوار علي الحفاظ علي الأمن وإعادة الحياة بشكلها الطبيعي للمدينة. وكان رئيس المجلس العسكري لثوار طرابلس عبد الحكيم بالحاج قد صرح للجزيرة من داخل مجمع باب العزيزية «30 كم جنوبطرابلس» بأن الثوار أحكموا السيطرة علي نحو 90% من المجمع واقتحموا جميع مكاتب القذافي دون أن يلقوا القبض عليه أو علي أحد من أفراد أسرته. ورفع الثوار علم الثورة فوق ما يسمي «بيت الصمود» حيث اعتاد العقيد القذافي إلقاء خطاباته منذ اندلاع الثورة يوم 17 فبراير الماضي. وقال الحاج إنه باقتحام مجمع باب العزيزية يكون الثوار قد حسموا الموقف العسكري في وجه نظام القذافي. وفي تفاصيل أخري عن اقتحام باب العزيزية قال بالحاج الذي قاد تلك العملية إن الدخول إلي المجمع تم من خلال أربعة محاور وأن الثوار لم يواجهوا مقاومة كبيرة من طرف الكتائب التابعة للقذافي وتمكنوا من أسر عدد من أفرادها والاستحواذ علي أسلحة قناصة ومصفحات. من جانبها نقلت وكالة رويترز للأنباء أن القذافي توجه بكلمة عبر إذاعة محلية بث نصها تليفزيون العروبة قال فيها إن مقر باب العزيزية ليس سوي ركام بعد قصفه من قبل قوات حلف شمال الأطلسي «ناتو» وقال إن الانسحاب من باب العزيزية تكتيكي. أما المتحدث باسم النظام الليبي موسي إبراهيم فقال إن أكثر من 6500 متطوع وصلوا في الساعات الماضية إلي طرابلس واعد بمد المتطوعين بالذخيرة والسلاح. وأضاف في تصريح لمحطة العروبة التليفزيونية بثه الموقع الإلكتروني لمحطة الليبية التابعة لسيف الإسلام القذافي المتوقفة عن البث، أن القوات المسلحة الليبية ألقت القبض علي عدد من القيادات العسكرية للثوار، وهدد بأنه إذا استمر القصف علي ليبيا فسيتم تحويلها كانونا من النار وفخا للموت. وفي المقابل، أكد آمر سراي الإسناد الأمني علي مستوي المناطق المحررة المقدم طارق الغماري للجزيزة انضمام العميد محمد الهمالي القحصي إلي الثوار في بنغازي، ويعتبر القحصي الرجل الثاني في جهاز الاستخبارات الليبي بعد عبدالله السنوسي. وفي الجبهة الشرقية وبعد مفاوضات عدة، تم الاتفاق مع مشايخ بلدة بن جواد علي الانضمام إلي المجلس الانتقالي ورفع علم الاستقلال دون إراقة دماء. كما تجري حاليا مفاوضات مع مشايخ قبائل سرت لتحرير المدينة سلميا، وتم الاتفاق مع قبيلة أولاد عمر الذين انضموا إلي الثورة علي دخول الثوار المدينة دون قتال. في سياق متصل قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفي عبدالجليل في مقابلة مع محطة «فرانس 24» إنه التقي وفدا من سرت الجمعة، وتم الاتفاق معه علي أن يكون دخول الثوار لمدينة سرت سلميا. وأكد عبدالجليل لن ندخل سرت للنهب والسرقة ولكن لتحرير إخواننا من قبضة كتائب القذافي. في غضون ذلك واصلت طلائع من الثوار المقبلة من مصراتة تقدمها نحو الجنوب الشرقي علي طول الطريق الساحلي المؤدي إلي سرت، بحسب ما جاء في بيان للمجلس الإعلامي للمجلس العسكري للثوار في مصراتة. وأكد البيان أن الثوار عازمون علي مواصلة تقدمهم باتجاه سرت للالتقاء بالمقاتلين الثوار القادمين من شرق البلاد. وكان الثوار أعلنوا سيطرتهم علي مدينة رأس لانوف النفطية الواقعة علي اطريق إلي مدينة سرت، وذلك بعد سيطرتهم علي بلدة العقيلة الساحلية، فضلا عن إحكام سيطرهم علي مدينة البريقة النفطية. ميدانيا أيضًا كشف عبدالجليل مساء الثلاثاء أن ضحايا معركة طرابلس التي استمرت ثلاثة أيام بلغوا 400 قتيل علي الأقل وألفي جريح، أما عدد أسري كتائب القذافي فلا يتجاوز 600 جندي. ولم يذكر عبدالجليل عدد القتلي في كل جانب، لكنه قال إن هناك عددا كبيرا من الجرحي في المستشفيات التي ينقصها الكثير من المستلزمات الطبية والأدوية، وخص بالذكر مستشفي الزاوية الذي «توجد فيه حالات كثيرة تستدعي الإسعاف وربما النقل إلي الخارج. وتوقع عبدالجليل أن يكون القذافي قد غادر طرابلس باتجاه الجزائر، لأنه لا يستطيع أن يتجه شرقا أو جنوبا لأن تلك المناطق يحاصرها الثوار. وعما إذا كان مختبئا في أحد أحياء طرابلس، استبعد عبدالجليل ذلك، معربا عن أمله في أن يبقي حيا لتتم محاكمته ويعرف العالم الجرائم التي ارتكبها. ومن جانبه قال محمود جبريل، رئيس المجلس التنفيذي بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، إن مؤتمرا دوليا عقدا أمس بالعاصمة القطرية الدوحة لبحث إعمار ليبيا. وأشار جبريل إلي أن الاجتماع حضره أطراف دولية علي رأسها الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وتركيا وعدد من الدول العربية الأعضاء في مجموعة الاتصال. وأضاف أن المؤتمر يهدف إلي توفير مبلغ 2.5 مليار دولار لمواجهة الاحتياجات العاجلة للشعب الليبي في الرحلة المقبلة، معلنا أن ألمانيا وافقت الثلاثاء علي تقديم قرض للمجلس الانتقالي الليبي وستقدم الدفعة الأولي منه خلال الأيام المقبلة. ومن جانبه أكد السفير عبد المنعم الهوني ممثل المجلس الانتقالي الليبي في القاهرة أن اعترف مصر بالمجلس لحظة تاريخية جاء ذلك خلال لقائه بوزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو مشيراً إلي أنه تسلم المندوبية والسفارة ليمارس عمله كممثل ليبيا الجديد مشيراً في تصريحات خاصة ل«روزاليوسف» إلي أن مصر سوف تقف بجوار مطالب الشعب الليبي. مشيراً إلي أن مصر وافقت علي أربعة طلبات هما تسليم السفارة والمندوبية والاعتراف بالمجلس الانتقالي وإزالة الألغام في البريقة واستئناف الرحلات الجوية كما يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً السبت المقبل لمناقشة رفع تعليق عضوية ليبيا والاعتراف بالمجلس الانتقالي. إلي ذلك، قرر مجلس الجامعة العربية عقد اجتماع طارئ علي المستوي الوزاري بعد غد بمقر الأمانة العامة في القاهرة لبحث التطورات الليبية الأخيرة وإعادة منصب ليبيا الدائم بالجامعة، وتسمية مندوبها الجديد بحضور ممثل عن المجلس الوطني الانتقالي.