أثار إصدار الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما بإقالة وزير الدفاع السوري علي حبيب وتعيين العماد داود راجحة العديد من التساؤلات وسط أنباء تؤكد أن علي حبيب كان من أشد المعارضين لاقتحام حماة واختلافه حول إدارة الأزمة مع المتظاهرين وأنهاك الجيش في قمع المظاهرات وهو ما أدي إلي حدوث انشقاقات صغيرة في صفوفه. وفيما يعد مؤشرًا علي توتر العلاقات السورية التركية عقب عمليات القمع الشديد التي تقوم بها القوات السورية ضد المتظاهرين السلميين وصل أمس وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو إلي دمشق حاملاً رسالة حازمة من رئيس الوزراء رجب طيب أر دوغان تطالب القيادة في سوريا بوقف عمليات القمع ضد المتظاهرين ويأتي ذلك علي خلفية اجتماع طارئ عقد مع قيادات الحكومة التركية حضر رئيس هيئة الأركان الجديد ووصفه البعض بأنه بداية لضغوط تركية أقوي وتحرك من الجانب التركي ضد سوريا في مجلس الأمن بعد الرد السوري الحازم علي لسان بثينة شعبان مستشارة الرئيس الأسد بقولها وإذ كان أوغلو آتيا حاملاً رسالة حازمة فإنه سيسمع في دمشق كلامًا أكثر حزمًا يأتي ذلك وسط تصاعد للضغوط الإقليمية والدولية ضد سوريا ففي الوقت الذي استدعت السعودية والكويت والبحرين سفراءها في دمشق للتشاور دعت الأردن إلي إجراء حوار مع المعارضة وطالب الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الرئيس السوري بتنفيذ اصلاحات حقيقية مؤكدًا أن ما يحدث في سوريا غير مقبول ويجب وقف إراقة الدماء فيما دعا الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني إلي الاحتكام إلي المنطق وشدد الشيخ محمد آل صباح وزير خارجية الكويت علي ضرورة انتهاء العمل العسكري. ووصف وزير الوزراء الأردني ما يحدث في سوريا بالمؤسف والمثير للقلق مشددًا علي ضرورة استئناف الحوار وتطبيق الاصلاحات. فيما أكد نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية أمله في أن يتم التغلب مع الأزمة في سوريا بالطرق السلمية وتدشين حوار جاد مع المصالحة التي طالبت بها الجماهير فيما أدان الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإيطالي الإسباني ما وصفوه بالعنف العشوائي ضد الشعب السوري واتفقوا في اتصال هاتفي علي إجراء مزيد من التشاور للضغط علي نظام الأسد ودعم الشعب السوري، وعلي الصعيد الميداني أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط قتلي من دير الزور بعد سماع دوي اطلاق كثيف في حي الجبيلة بدير الزور وعمليات اعتقال ودهم للمنازل من جانب القوي الأمنية والعسكرية مع زيادة أعداد القتلي إلي 50 شهيدًا. وأكد أحد شهود العيان قصف الجيش لمدينة دير الزور وتحرك وحداتة في أجزاء عدة في المدينة خاصة الجورة والحويقة وأن الآلاف من السكان لاذوا بالفرار مع إغلاق المستشفيات الخاصة أبوابها وسط أنباء عن مقتل 5 أشخاص وإمرأتين. فيما تحدث نشطاء سوريون عن عمليات ترويع للسكان وقتل كان أبرزها مقتل سيدة وطفليها أثناء محاولتهم الفرار بسيارة في حي الجورة بالإضافة إلي اعتقال 1500 شخص في حي الجراجمة بحماة ومقتل 3 مدنيين آخرين وأكد المرصد السوري أن مدينة حمص شهدت مساء أمس الأول تظاهرة حاشدة شارك فيها 15 ألف شخص مطالبين بنصرة حماة. فيما اقتحمت الدبابات بلدتي نبش وسرمين في ريف محافظة أدلب ما أدي إلي سقوط قتيلين وعدد من الجرحي. ومع تزايد عمليات القمع والاقتحام إلا أن ذلك لم يمنع خروج المظاهرات في عدة أحياء بالعاصمة دمشق تواصلت بعد صلاة التراويح وتطالب بإسقاط النظام بالإضافة إلي مظاهرات أخري في البوكمال. وحمص ومعرة النعمان. فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية لاسانا أن وحدات من الجيش السوري بدأت الانسحاب من مدينة حماة بعد أن أنجزت مهمتها في حماية حياة المدنيين. فيما رحب المؤتمر السوري للتغيير «انطاليا» بموقف الأمين العام لجامعة الدول العربية معتبرًا أن هذا ما كان ينتظره السوريون منذ أكثر من أربعة أشهر وأن الحملات الأمنية حرب وحشية واسعة النطاق ضد المدنيين العزل وأن الأسد لم يعد قادرًا علي الحفاظ علي الوحدة الوطنية ويسعي بما يقوم به إلي تدميرها مطالبًا المجتمع الدولي بفرض عزلة دولية علي الأسد تمهيدًا لعزله وإزاحته.