«معامل التحاليل» ساحة جديدة للصراع بين النقابات الطبية، حيث تتمسك نقابة الأطباء بحقها فى اشتراط إشراف طبيب بشرى على أى معمل تحاليل كشرط من شروط الترخيص. إلا أن نقابتى الصيادلة والأطباء البيطريين، تطالب بحق أعضائها فى الحصول على تراخيص مزاولة مهنة التحاليل الطبية، فيما توجد معاهد خاصة بتخريج فنيى التحاليل. وتقدمت نقابة الأطباء بمشروع قانون ينص على اشتراط إشراف طبيب بشرى على معمل التحاليل حتى يسمح للمعمل بمزاولة نشاطه بهدف حماية المرضى وتوفير فرص عمل للأطباء. وبرر مصدر ب«الأطباء» موقف النقابة، قائلاً: «طبيب التحاليل يتعامل مع أمراض بشرية تحتاج إلى دراسة ودراية لكيفية التعامل مع الإنسان، وإجادة التواصل مع الطبيب المعالج بشكل سريع، فى الحالات الحرجة، كالفشل الكلوى، خصوصًا وهذا يحتاج طبيباً بشرياً لحسم القرار حال وجود نتائج تثير خلافًا طبيًا، لذا لا بد أن يشرف طبيب بشرى على المعمل وهذا لا يمنع حق الآخرين». وكشف المصدر احصائية أن 4 آلاف طبيب بيطرى يعملون فى مجال التحاليل الطبية، مستندين إلى دراستهم تخصصات الميكروبولوجيا والكيمياء الحيوية، بزعم أن أخذ العينات يتطلب متخصصين فيما يتطلب الفحص المجهرى والتحليل متخصصين فى الكيمياء الحيوية. ومن جانبه يعد مجلس نقابة العلميين، مشروع قانون للتحاليل الطبية يعطى الحق للعلميين وغيرهم ممن تأهلوا لهذه المهنة، بأن يمارسوها. إلا أن «الصيادلة» على ما يبدو نجحت فى اقتناص عدد من تراخيص إنشاء عدد من معامل التحاليل، فقد أعلن الدكتور حسام حريرة عضو مجلس نقابة الصيادلة ومشرف ملف التراخيص عن حصول نقابة الصيادلة على موافقات ب40 ترخيص مزاولة مهنة التحاليل الطبية ل40 صيدليًا، تقدموا للنقابة لفتح معامل للتحاليل الطبية بعد الاتفاق مع الإدارة المركزية للتحاليل الطبية على السماح لصيادلة بممارسة تلك المهنة. وأضاف حريرة: «أن النقابة استقبلت مئات الملفات من الصيادلة تحوى طلبات الحصول على تصاريح وتقوم بإرسالها تباعاً إلى الإدارة المركزية للتحاليل الطبية، ليتم عرضها على اللجنة المختصة بالتحاليل الطبية». وأوضح حريرة أنه تمت الموافقة خلال سنة على تراخيص حوالى 400 معمل للصيادلة الذين انطبقت عليهم شروط الحصول على دراسات عليا ماجستير أو دكتوراه، أو دبلومة فى قسمى الميكروبيولوجى أو الكيمياء الحيوية، ويتبقى حوالى 200 ملف جار مراجعتها لإرسالها للإدارة. ويشترط فى طالب الترخيص أن يكون لقيد فى أحد سجلات وزارة الصحة الأربعة «كيميائى طبى، بكتريولوجى، باثولوجى، باثولوجى إكلينيكى»، وينتظر المتنافسون تشريعًا جديدًا يحسم الجدل الدائر بينهم.