تعذيب.. قتل.. دعارة.. وتحايل على شرع الله، بتحليل الحرام، وممارسة الرذيلة، واستباحة الزنى، والجهر بالمعصية فى نهار شهر رمضان الكريم، الذى حوّله الإرهابيون من شهر صيام وقيام، ل«غرزة» تقام فيها الليالى الحمراء، والأعمال المنافية لتعاليم الدين الإسلامى الحنيف. بعد مرور 4 أعوام، على فض اعتصام جماعة الإخوان الإرهابية، فى ميدان رابعة العدوية، «روزاليوسف» تكشف وقائع مُخزية، حدثت داخل هذا الاعتصام المسلح، وتوثق شهادات سكان المنطقة، حول الاعتصام الإرهابي، إذ أكد عدد كبير من الشهود، أن الاعتصام تحول لبؤرة كبيرة لتعاطى المخدرات، خاصة «الترامادول»، وانتشرت خيم لممارسة الجنس بدعوى «جهاد النكاح»، إضافة إلى تحول الكثير من الأماكن إلى سلخانة لتعذيب المعارضين، أو أى شخص يحاول ترك الاعتصام. جهاد النكاح فتوى من صنع الجماعة المحظورة، للتحايل على شرع الله، وتحليل الحرام، واستباحة الزنى، وممارسة الرذيلة، والجهر بالمعصية. «كنت مفكر إن اعتصام رابعة شريف، وجاء فى مُخيلتى، أن منطقة رابعة، حولها الإخوان المتأسلمون إلى قطعة من مكة».. هذا ما بدأ به حديثه محمد -س، أحد المعتصمين فى رابعة العدوية، والذى هرول إلينا ليقص علينا أجواء الاعتصام، الذى كان أشبه ب«بيت دعارة» مكبر! وتابع: أنا رجل غيور على دينى وبلدي، كنت أذهب لقضاء فرض الصلاة فى مسجد أهل السنة، وبسبب تكرار ذهابى إليه نظرًا لقربه من موقع سكني، وعملي، أصبحت معروفًا لدى جواسيس الإرهابية بالمسجد. واستطرد: دار الحديث بينى وبينهم عقب الصلاة، أكثر من مرة، وأقنعونى بعقائدهم الدموية، ولكن تحت ستار الإسلام، ولا أعرف كيف انسقت وراءهم حتى هذه اللحظة، واستمر تحريضهم لى حتى أصبحت واحدًا ضمن جماعتهم، إلى أن أتى يوم النصر « 30 من يونيو»، وحدثت الثورة، والتى انقلبت عقبها موازين الجماعة. بدأوا فى حشد أكبر عدد من أفراد جماعتهم، وتحريضهم على القتال ومواجهة الدولة، حتى وإن وصل الأمر للتخريب، بل وللقتل، وسفك الدماء، مبررين ذلك بأننا ندافع عن الإسلام ونحارب الكفرة. بالفعل اصطحبت أبنائي، وزوجتاى الاثنتين، وجهز لنا جواسيس الجماعة بمحافظتنا أتوبيسات نقل جماعى لنقلنا إلى الاعتصام. وواصل: عقب وصولنا وجدنا مهازل تحدث أمام أعيننا بدأت بفرض النزول إلى المناطق العسكرية والاشتباك، وتخريب منشآت الدولة، فبدأ الشك يسكن قلبى تجاه هذه الأعمال الإرهابية والدموية، وكيف يقومون بهذه الأعمال الوحشية تحت ستار الدين، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة حينما طلب منى مُنسق «الليالى الحمراء» والتى صنعوا لها اسم «جهاد النكاح» وأبلغنى بأن زوجتى ستقدمان الليلة المقبلة للمجاهدين! غلت الدماء فى عروقي، وشت عقلي، أى إسلام هذا الذى يحلل الحرام، ويُشرع الزنى، وكاد قلبى أن يقف من شدة الصدمة، ومن هول الكارثة التى وقعت فيها، ليس أنا فقط، ولكن أهل بيتى جميعًا، وأخشى الرفض خوفًا على أولادى، فالقتل ودفن الجثث هو أسهل طريقة للتفاهم لديهم، ولا يمكننى الموافقة على هذا الفعل الشائن مهما كان الثمن. واستكمل: قبل ذهابنا كنت اعتقد أنهم جهزوا لكل عائلة خيمة خاصة بها حفاظًا على النساء والأطفال، إلا أننى حينما ذهبت إلى هناك وجدت أن الخيام لأشخاص معينين لا نعرف من هم، ولكننى كنت اسمع أنهم كبار المجاهدين جاءوا من خارج مصر لنصرة أشقائهم فى مصر، وأيضًا كبار رجال الجماعة فى مصر، كما أن هذه الخيام كانت مُحاطة بأشخاص مخصصين لحمايتهم، حاملين الأسلحة فى أيديهم طوال الوقت، وكل ليلة يتم اختيار عدد من النساء يدخلن الخلوة لهم، يتناوبون ممارسة الزنى معهن. مضيفًا أنه بعدما طُلب منه تجهيز زوجته للخلوة، اتفق معهما لتجهيز انفسهم وأبنائهما للهروب أثناء الانشغال فى تأدية صلاة الفجر والتى هى الأخرى كانوا يقيمونها من أجل تصدير صورة ما للإعلام الغربى «للشو الإعلامي»، وانشغال المُسلحين فى تأمين من يطلقون عليهم «كبار المجاهدين»، وإما أن يكتب الله لنا عمرًا جديدًا، وإما أن أصبح ضمن الجثث العفنة المدفونة أسفل المنصة، إلا أن الله يعلم صدق نواياى ونجانا من أيدى الظالمين. واليوم وقبل الذكرى الرابعة لم أستطع كتمان شهادتي، إن اعتصام رابعة العدوية خال من الشهامة والشرف، فهو بيت دعارة مكبر تديره جماعة من الدمويين المرتزقة. «إدارة مرور رابعة العدوية» فى الأيام الأخيرة داخل الاعتصام، «عليت مع الجماعة» فكلما علم الشخص باقترابه من الهزيمة صدرت منه أفعال هوجاء، لم يحسب لها حساب، حتى خال لهم قدرتهم فى السيطرة على إدارة مرور رابعة العدوية. روى لنا سامح- ح، ضابط مُتقاعد، القصة التى حدثت مع زملائه من قوة إدارة مرور رابعة، التى كانت تقع داخل اعتصامهم المسلح. فى البداية كان يدخل ويخرج أفراد الإدارة كيفما شاءوا، يومًا تلو الآخر بدأ أفراد الجماعة محاولة التعرض لضباط وأفراد، وافتعال خلافات، وقبيل القيام بالفض بأيام قاموا بطبع بطاقات مدون عليها أسماء ضباط وأفراد الإدارة، بحيث لا يسمح بدخول وخروج أى من رجال الشرطة خلاف الموجودين، ظنًا منهم أنهم بذلك مؤمنين ضد هجوم الداخلية عليهما فى أى ساعة للفض، إلا أن رجال الشرطة البواسل حالت شجاعتهم دون تنفيذ هذا المخطط، وسرعان ما أخذت الدولة القرار الحاسم، وانتقلت قوات الشرطة لفض الاعتصام المسلح. إعلان دولة رابعة «هم يبكى وهم يضحك» جاءت هذه الكلمات فى مقدمة رواية «محمود- ع»، أحد المشاركين فى الاعتصام المسلح، والذى انشق عنهم، كتعبير عن سخريته منهم أولا ومن ذاته ثانيًا، فقال: خُيل لأفراد الجماعة المحظورة، أنهم سيسيطرون على منطقة رابعة العدوية، ويقيمون فيها أول ولاية لدولة الخلافة الإسلامية على حد قولهم، ومن ثم تتحول قبلة هؤلاء الإرهابيون إلى رابعة، وبالفعل كانت هناك مشاورات، وخطب على المنصة تم الإعلان فيها عن التجهيز لرفع اسم الولاية على المنطقة، وفى هذه الأيام كنا نرى عربات الأسلحة تنهال على المنطقة، وكان ضمنها سلاح إلقاء كرات اللهب «منجنيق»، ليس فقط وإنما علمنا أثناء وجودنا فى الاعتصام عن خبر كان مُحزنًا لأفرادها أنه تم القبض على سيارة مُحملة بالأسلحة آتية من مركز طلخا التابع لمحافظة الدقهلية من قبل رجل الأعمال وتاجر السلاح الشهير «سعد.أبو.غ» وكانت هذه السيارة بمثابة إمداد أخير وقوى للجماعة، إلا أن صحوة وانتباه رجال الأمن قطعت عليهم الطريق، وواصل: كنت أظنها جماعة حق يدافعون عن الأرض وعن الإسلام» إلا أنهم اتضحوا لنا على حقيقتهم، وافتضح أمرهم أمام الجميع، فهم إرهابيون، كل ما يهمهم هو الخراب وإهلاك الأرض وسفك الدماء. «خبير إسلام سياسى» من جانبه قال هشام النجار - المتخصص فى شئون الإسلام السياسى - إن اعتصام رابعة العدوية الإرهابي، ليس مقتصرا على جماعة الإخوان المتأسلمين فقط، بل كان يضم جميع تيارات وفصائل السلفية الجهادية، ك«القاعدة، وحازمون، والقطبيين، والتكفيريين»، وغيرهم، مشيرًا إلى أن الجماعة المحظورة، كانت رأس الحربة القيادية للاعتصامات، التى كانت تُمول، وتُحرك، وتُدير، وتُوجه فى الخطابات، وجميع أنحاء الاتجاهات، من أجل أن يحدث صراع مسلح، ينتشر فى ربوع مصر، بين الدولة والاسلاميين من جهة، والتيارات السياسية والعقائدية من جهة أخرى، على رأسهم الأقباط، وصولًا للحرب الأهلية والطائفية. موضحًا أن مصلحة تركيا أن تلحق مصر التبعية التركية فى الملف الإقليمي، بأن تكون تابعة لخدمة ومصالح تركيا فى صراعها وحساباتها فى الملف الاقليمي، وخاصة فى الملف السورى والليبي، وتبدأ فى الصراعات المذهبية، ويكون الجيش المصرى تابعًا لتوجيه الأغا التركي، وتكون الدولة المصرية، خادمة لتوجيهات تركيا، فى الصراعات الإقليمية، على حساب المصلحة العربية، والأمن القومى العربي. وأكد أن كل المعتصمين فى ميدان رابعة العدوية والنهضة من الجماعات الإرهابية مصريون فقط، ولا توجد بينهم جنسيات أخرى، كالإخوان الإرهابية، والتكفيريين، وعلى رأسهم حركة «حازمون»، أنصار حازم أبوإسماعيل، مشيرًا إلى أنهم بعد أن انتهوا من الاعتصام، ذهبوا إلى سوريا، للتدريب والانضمام إلى صفوف المقاتلين، ليعودوا إلى مصر مرة أخرى، ويقوموا بخبراتهم الميدانية التى تلقوها فى سوريا، بتقوية التشكيلات والخلايا الإرهابية الحديثة، ك«لواء الثورة، وحسم»، الذين خرجوا من رحم الإخوان الدموية، وتواصلوا مع دواعش سيناء، وتنظيم أنصار بيت المقدس، وحدث تدريب، وتبادل خبرات ومعلومات. وتابع أن «حسم» الإرهابية تنظيم عسكري، يضم جهاديين من فصائل أخري، وبعض التنظيمات التكفيرية، خاصة السلفية الجهادية، والحركية، كفصيل محمد عبد المقصود، مبينًا أنهم يتمركزون فى محافظتى القاهرةوالجيزة، ومواصلًا أن حازمون تمركزت فى محافظة الجيزة، ولذلك تنتشر العمليات الإرهابية فى هذه المحافظة. وواصل أن اعتصام رابعة الإرهابى كان ممتلئًا بالأسلحة، وذلك باعتراف «أحمد المغير» وهو أحد أذرع خيرت الشاطر، «خبير حركات إسلامية» وأوضح أحمد بان - الباحث فى شئون الحركات الإسلامية - أن قيادات الجماعة الإرهابية، كانت أشد حرصًا على أن تصنع حالة الثأر والمظلومية بين الدولة المصرية، وكل الطوائف الحركية، والسلفية، والجهادية، مشيرًا إلى أنهم قاموا بتوفير منبرًا جمعوهم فيه، ويكأنه تدبير مقصود، حتى يُصبح فض الاعتصام، أحد أشكال الثأر بين الدولة، وجملة التيار الدينى. وأضاف أن حركتى حسم، ولواء الثورة، خرجتا من رحم إخوان الشياطين، وعناصرها مجموعة من الشباب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 عامًا، ينتمون إلى الإرهابية، تم تجنيدهم فى اعتصام رابعة والنهضة، وتولت السلفية الجهادية تدريبهم على أتم وجه، مشيرًا إلى أنه يوجد نوع من أنواع تبادل الخبرات مع مجموعات تنتمى ل«الجماعة الإسلامية، والجهاد، وما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، مضيفًا إلى أن بعض الدول، لها دور فعّال، كجهاز المخابرات القطري، الذى دعى بشكل واضح تحول الجماعة الدموية للعنف. «خبير مكافحة الإرهاب الدولي» أما د. زكريا سالم - خبير مكافحة الإرهاب الدولى – فروى قصة شخصية حدثت أمام عينيه، فى اعتصام رابعة المسلح، وأوضح لنا شهادته قائلًا، توجهت لإدارة مرور رابعة العدوية، لتجديد رخصة سيارتي، وتسللت لمدخل الاعتصام، وشاهدت أن الاستعداد للاعتصام كأنه ثكنة عسكرية، وذلك بتشييد مناطق دفاعية، تم تكوينها من حواجز خرسانية فى المدخل، ويوضع خلفها عدة أجولة ممتلئة بالرمال، ومصدات إطلاق النيران، وإطارات سيارات نقل، وبراميل مواد كاوية، تم تجهيزها لاستخدامها فى حالة دخول القوات على الأقدام، كما قاموا بوضع قناصة أعلى المول التجارى بالميدان، لتأمين الناحية الخلفية للاعتصام، أما الناحية الأمامية، والجهة اليمنى واليسرى، فقاموا بتأمينها من خلال قناصة أعلى عقار تحت الإنشاء.