أبلغت «نائب المرشد» بخطورة استمرار المعتصمين فرد: لن نفض «رابعة» إلا بعودة «مرسى» قال الدكتور خالد الزعفرانى، القيادى الإخوانى المنشق عن التنظيم، فى شهادته على وساطته بين الجيش والإخوان قبل فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، إن الإخوان رفضوا مبادرة الجيش قبل الفض بأربعة أيام، والمهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام، أكد من داخل محبسه رفضه إنهاء الاعتصام، حتى لو سقط الآلاف ضحايا، واصفاً إياه ب«المقامر» لأنه رأى أن التنظيم سيخرج فائزاً فى كلتا الحالتين، سواء مع استمرار الاعتصام، أو لجوء الدولة إلى فضه بالقوة، بما يؤدى إلى سقوط دماء كثيرة لا يتحملها النظام الحاكم، خاصة مع زيادة الضغط الدولى. وأضاف «الزعفرانى»، فى حواره أنه كانت توجد مجموعات مسلحة داخل اعتصام «رابعة»، وأخبر قيادات الإخوان بأن وجود مسلحين فى الاعتصام سيؤدى لكارثة كبيرة، وهاجم هروب بعض القيادات قبل عملية الفض بساعات قليلة.. وإلى نص الحوار: ■ ما شهادتك على فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة؟ - كنت وسيطاً بين قيادات الجيش والإخوان لحل أزمة اعتصامى رابعة والنهضة. وقبل فض رابعة حاولت قيادات الجيش إيجاد حل سلمى للاعتصام، خاصة أن الإخوان حشدوا أطفالاً وسيدات وعجائز، وأى تدخل فى الاعتصام حتى لو كان الفض بالمياه والغاز ستكون عواقبه وخيمة مع تدافع الآلاف. وبعد اتصال بين أحد قيادات الجيش ومجموعة من الشخصيات التى أجمعت على أن خالد الزعفرانى هو القادر على الوساطة مع الإخوان، طلبت منى تلك القيادة الوساطة، وكان ذلك الأمر قبل القبض على عدد كبير من قيادات مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة، فاتصلت بعدد كبير منهم، وأبلغتهم بمدى خطورة فض رابعة لما سينتج عنه من مصائب، خاصة مع تدافع الناس، فهناك أطفال ونساء ومواطنون من خارج القاهرة، وحدث تفاهم تام مع هؤلاء القادة الإخوان على ضرورة إنهاء الاعتصام، لما يمثله من خطورة شديدة، لكن العجيب ما حدث بعد ذلك، فبعد فترة حضرت كل الشخصيات التى تحدثنا معها، وتبنوا رأياً واحداً رداً على المفاوضات، هو رفض مبادرة الجيش، وقالوا: «لا تفاهم إلا مع المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام»، وكان فى السجن حينذاك، وأكدوا أن رد الإخوان سيكون من الشاطر. ■ وماذا حدث بعد ذلك؟ - طلبت منهم التواصل مع خيرت الشاطر من داخل محبسه بطريقة معينة، ونقلنا له الكلام كله حول خطورة استمرار الاعتصام وفضه بالقوة من جانب الدولة، وجاء رده صادماً وقاطعاً، حيث قال إن الإخوان لن ينهوا اعتصامهم إلا بعودة الدكتور محمد مرسى، الرئيس المعزول، إلى القصر الجمهورى، فأبلغناه بمدى خطورة الفض الأمنى، وأن هناك أعداداً كثيرة ستسقط ضحايا، فقال: «لا.. مستمرون ولو مات الآلاف»، فقلت لهم إن خبرتى بالجماعات التكفيرية تؤكد وجود شخصيات منهم فى الاعتصام وليس للجماعة سيطرة عليهم، وبعضهم يحملون السلاح، فجاء الرد بتبرئة الإخوان من حمل السلاح، فكررت عليهم أن هناك شخصيات تكفيرية موجودة فى الاعتصام وتحمل السلاح، وخطاب صفوت حجازى عضو مجلس أمناء الهيئة الشرعية، وعاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، خطاب جاهل وتكفيرى ومحرض على العنف، وحتى لو أن عدد الذين يحملون سلاحاً قليل، فسيؤدى ذلك إلى مصائب كبيرة وكارثة لا يتحملها أحد، لكن لم أجد رداً غير رفض فض الاعتصام سلمياً، وكان ذلك الأمر قبل الفض ب4 أيام، ونقلت، بدور الوسيط، الرسالة إلى القيادة العسكرية للجيش. كيف تفسر موقف «الشاطر» من إصراره على عدم إنهاء الاعتصام حتى ولو سقط الآلاف، حسبما قال؟ - الشاطر كان واثقاً أن قيادات الدولة غير قادرة على فض الاعتصام، وأنها لن تجرؤ على ذلك، خاصة مع وجود شخصيات داخل قصر الرئاسة ترفض عملية الفض على رأسهم الدكتور محمد البرادعى، الذى كان نائباً لرئيس الجمهورية فى ذلك الوقت، ومن ناحية أخرى هو لديه رغبة فى حالة فض الدولة للاعتصام أن يسقط قتلى كثيرون بصورة لا يتحملها النظام الحاكم نفسه، ويتزايد الضغط الدولى، فلا يمر عزل مرسى مرور الكرام، وتكون هناك بكائية ضخمة، وأموات يتباكون عليهم كما يحدث الآن بما يمثل دافعاً للقواعد بالاستمرار فى أعمال العنف، وتلك كانت رؤية الشاطر للأمر، فهو يدرك أن عدد الضحايا سيكون كبيراً جداً فى حالة الفض الأمنى، لكن فائدته ستكون أكبر بالنسبة للتنظيم، فشخصية الشاطر مغامرة ومقامرة، كذلك اعتماده على الدعم الخارجى، خاصة أنه التقى بوزير خارجية قطر، وكاترين أشتون، مسئولة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبى، ووفود عديدة أكدت له أن الغرب يساند اعتصام الإخوان، ولن يسمح بفضه، ولذلك غامر بهذا الرد العنيف، فهو مستفيد فى كلتا الحالتين، سواء الفض من الأمن، أو استمرار الاعتصام، هكذا اعتقد واتخذ قراره، ورأى أن عزل مرسى دون دماء سيُنسى، لكن الدماء ستشعل الصراع بين الدولة والإخوان بالتعاون مع تيارات إسلامية وجماعات عديدة. هل استخدمت قوات الأمن قوة مفرطة خلال فض اعتصام رابعة؟ - الاعتصام تُرك لفترة طويلة، إلى أن تمدد وبدأت تتسع بؤرته، وكان يجب أن يتم محاصرة الاعتصام وقطع الكهرباء والمياه عنه، ووجود البرادعى وإصراره على تأجيل الفض أدى لتزايد الاعتصام، حتى جاءت لحظة الفض، واستخدام القوة وسقوط ضحايا كثيرين كان متوقعاً. وماذا عما تردد حول تسليح الاعتصام وتمويله؟ - كانت هناك مجموعات مسلحة بالفعل، وتحمل كل أنواع الأسلحة الخفيفة، والإخوان بدوا غير قادرين على السيطرة عليهم، أما التمويل فكان من كل جهة، والتنظيم حصل على أموال النقابات لتمويل الاعتصام، ومنها نقابة المعلمين. وكيف ترى هروب القيادات قبل فض الاعتصام؟ - هروبهم خيانة للمعتصمين، لأنهم يعلمون أن الآلاف قد يموتون، وكان عندهم معلومة بميعاد الفض، وتسللوا خارج الاعتصام دون إبلاغ الناس. كيف ترى فشل مظاهرات الإخوان خلال الأيام الماضية وضعف الحشد؟ - مظاهرات الإخوان كانت فى أقصى قوتها بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، وأخذت تضعف عندما تحولت نحو الفكر التكفيرى، والمنهج القطبى، وبعد استماع الشباب لقيادات الجماعة الإسلامية والمحرضين على العنف أمثال طارق الزمر وصفوت حجازى وعاصم عبدالماجد، فضلاً عن قيادات السلفية الجهادية، ومنهم محمد عبدالمقصود، وهنا حدث تغير فى الفكر الجمعى لشباب الإخوان، فبعد أن تربى على السلمية وحقق نجاحاً كبيراً فى المجتمع بإيمانه بأن المجتمع مسلم، تحول إلى الإرهاب والنظر إلى المجتمع على أنه جاهلى، وضرورة العزلة الشعورية والبعد عنه، فهذه أفكار تكفيرية، وفى المقابل فإن بعض أبناء التنظيم رفضوا سيطرة خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، على الجماعة، وشعروا بالخديعة من قبَل القيادات، وتساءلوا عن جدوى المشاركة فى التظاهرات، وفائدتها، وانصرفوا عنها عندما اكتشفوا أن الإخوان تحولوا من السلمية إلى العنف. ■ من المسئول عن العمليات الإرهابية الحالية؟ - الجماعات التكفيرية التى تستند إلى الفكر القطبى الذى يكفر المجتمع، وحدث تقارب بين تلك الجماعات والإخوان خلال فترة حكم محمد مرسى، ما سمح لها بتزايد وجودها وانتشارها، وقرب قياداتها من قصر الحكم، وتزايد دور مشايخ التكفير الذين أعطوا التأصيل الشرعى لقتل الجنود ومنهم محمد عبدالمقصود، ووجدى غنيم، وعاصم عبدالماجد، وطارق الزمر، ووقفوا فى صفوف الإخوان قبل وبعد 30 يونيو. هل تورط شباب الإخوان فى العمليات الإرهابية والعنف المسلح والتفجيرات؟ - هناك ميليشيات مسلحة سافرت إلى سوريا، وتدربوا هناك بشكل جيد على حمل السلاح فى الفترة الماضية، بعدما اعتنقوا الفكر التكفيرى والقطبى، وهم يستحلون دماء رجال الشرطة والجيش والمسئولين فى النظام، ودور الإخوان فى تلك الأحداث هو التحريض على العنف، واستخدام مثل تلك الجماعات التكفيرية الإرهابية لتنفيذ خطة التنظيم الذى يتظاهر بالسلمية والبعد عن العنف.