تصاعدت الأزمة بين التيارات الإسلامية والأحزاب السياسية المدنية المشكلة للتحالف الديمقراطي الذي يضم 28 حزبا بما فيها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين علي خلفية أحداث مليونية «جمعة الإرادة» التي انحرفت عن هدفها من توحيد القوي السياسية لتفريق شملها بسيطرة التيارات الإسلامية عليها وبدأت اتصالات بين مجموعة من الأحزاب لصياغة قائمة انتخابية موحدة في مواجهة التيار الديني وذلك استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة. جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقدته أحزاب أمس وضمنت المصريين الأحرار الذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس وحزب مصر الحرية والتجمع والمصري الديمقراطي والجبهة الديمقراطية، يأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه حزب التجمع رفضه النهائي لفكرة الاستمرار في التحالف بعد ظهور مظاهر مخالفة طبيعة الدولة المدنية. وقال نبيل زكي أمين الشئون السياسية في تصريحات خاصة «أهداف التحالف انحرفت عن الدولة المدينة بما حدث في الجمعة الماضية مما يستدعي الانسحاب وقال د.رفعت السعيد في تصريحات خاصة» شكيل قائمة للأحزاب في مواجهة التيار الديني أصبح ضرورة ملحة. وكشف فؤاد بدراوي السكرتير العام لحزب الوفد أن حزبه يدرس الاستمرار في التحالف من عدمه خلال اجتماع المكتب التنفيذي للحزب وأضاف في تصريحات خاصة «ما حدث في المليونية مرفوض تماما وتسبب في خلاف حاد جدا بيننا وبين هذه التيارات لأنه يعكس تراجع عن الوثيقة الرئيسية التي سبق ووقعت عليها عناصر هذه التيارات والتي كرست مفهوم الدولة المدنية. وتابع بدراوي «لا ننكر أن ما حدث تسبب في أزمة عدم ثقة بيننا كأحزاب وبين أحزاب هذه التيارات مما يستوجب إعادة النظر في التحالف بشكل كامل لأن الوفد يتمسك بمبادئه التي تركز علي الديمقراطية والوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية. ومن جانبه كشف عبدالغفار شكر أحد مؤسسي حزب التحالف الاشتراكي والقيادي بالجمعية الوطنية للتغيير عن اتصالات بين الأحزاب اليسارية بهدف الاشتراك في القائمة الموحدة الجديدة التي تواجه قائمة الإسلاميين وحذر من استمرار التحالف معهم لأنهم لن يتلزموا بعهد مع من سيحالفون معه بعد مخالفتهم لوثيقة المبادئ العامة بين القوي السياسية وتابع «الوحدة الوطنية في خطر ومستقبل الدستور الجديد أيضًا ولابد أن يستوعب الجميع درس الجمعة الماضي». ومن جانبه قال أحمد عبدالحفيظ الأمين المساعد للحزب الناصري «التنسيق بين هذه الأحزاب يحتاج الانضباط التنظيمي والقدرة علي الحشد لمواجهة تنظيم هذه التيارات مردفا «التنسيق الإسلامي الإسلامي لابد أن يواجهه تنسيق مدني ومن المقرر أن تستمر الاتصالات بين الأحزاب لحسم موقفها بشكل نهائي من التحالف الديمقراطي الذي أصبح مهددًا بسبب مليونية الجمعة الماضي.