عادت أجواء ميدان التحرير إلي طبيعتها الهادئة قبل مليونية السلفيين قبل يومين حيث تجري شركات النظافة أعمال التنظيف وجمع القمامة من الميدان.. كما تم أمس إزالة جميع المنصات التي أسستها الجماعات الدينية باستثناء المنصة الرئيسية للقوي المعتصمة والمقابلة لمجمع التحرير التي لا تزال مستمرة علي وضعها السابق. فيما قال عصام الشريف المتحدث الإعلامي للجبهة الحرة للتغيير السلمي إنهم يدرسون تعليق الاعتصام بجانب عدد آخر من القوي السياسية، مشيرًا إلي احتمالات فتح الطريق داخل الميدان أمام المارة والسيارات تيسيرًا علي الصائمين ومنعًا لحدوث ازدحامات مرورية وقت الصيام. وانتقد الشريف مليونية السلفيين ووصفهم بالزائرين، كما أنها تدل علي أنهم لا يملكون أكثر مما قدموه رغم توافد جميع عناصرهم بالميدان. وكشف عدد من المعتصمين عن قيامهم بجمع مبالغ مالية لمن يرغبون في الإفطار بالميدان كما سيتم عمل خيمة خاصة بالفتيات اللاتي سيتولين تجهيز الطعام لزملائهن من المعتصمين.. فضلاً عن تنظيم مسابقات تحفيظ قرآن علي أن يتم تكريم الفائزين علي المنصة الرئيسية للميدان.. كما سيتم عمل فقرات ترفيهية خاصة بالأراجوز. فيما أعلن المركز الإعلامي لثوار التحرير بيانًا حصلت «روزاليوسف» علي نسخة منه أكد فيه أن مليونية أمس الأول انتهت بشكل حضاري دون أن ينجح مخطط الوقيعة بين الفرقاء والنخب السياسية، موضحًا أن تحفظ الثوار علي أداء الجماعات جاء بشكل متحضر حيث اكتفوا بالحفاظ علي الأمن فقط. وأضاف البيان: إن القوي السياسية التي أعلنت انسحابها من الميدان لا تعبر عن الثوار لأن الثورة خاصة بجموع الشعب والجماعات الإسلامية جزء لا يتجزأ من ذلك، موضحًا أن مطالب الجماعات الإسلامية بدولة دينية مبنية علي مخاوف لا أساس لها فمصر دولة إسلامية بطبعها. بانتهاء مليونية السلفيين وانسحابهم من الميدان بدأت القوي الشبابية والائتلافات الناشئة في العودة مرة أخري إلي الميدان حتي أن عددًا من الشباب المسلم والمسيحي تجمعوا داخل الميدان حاملين المصاحف والصلبان مرددين «مسلم.. مسيحي إيد واحدة» تأكيدًا علي وحدة المصريين وعدم السماح لأحد بالوقيعة بينهما بعدما ردد السلفيون خلال مليونيتهم «إسلامية.. إسلامية». وقال شريف الروبي عضو حركة 6 أبريل إن الجماعات الإسلامية نقضت العهد بالتراجع عن اتفاقها مع القوي السياسية الأخري بعدم ترديد شعارات دينية غير أنها لم تلتزم بذلك. واعترض الروبي علي وصف القوي السياسية المنسحبة من الميدان بالضعيفة أمام المليونية الكاسحة التي حشدت لها التيارات الدينية، مؤكدًا أن هذه القوي هي التي تمسكت بالميدان منذ انطلاق الثورة وحتي الآن. بينما شهد الميدان عودة للابتهاج بالثورة من خلال الأغاني الخاصة بثوار التحرير وعزف الجيتار. من ناحية أخري علق د.ممدوح حمزة الخبير الاستشاري المعروف علي غياب القوي المدنية عن الميدان في مواجهة الإسلاميين بقوله: «لا لوم علي التيارات الإسلامية التي سيطرت علي الميدان بل اللوم كله علي الليبراليين لتركهم الميدان للتيارات الإسلامية» مشبهًا الساحة السياسية الآن في مصر بساحة الحرب قائلاً: «إن الحرب خدعة».