عاد الهدوء إلي شوارع القاهرة أمس بعد ليلة عصيبة من المواجهات الدامية بين متظاهرين وبلطجية ورجال أمن في محيط منطقة العباسية مساء أمس الأول أثناء مسيرة سلمية كانت متوجهة إلي وزارة الدفاع القريبة من مقر المواجهات. وشهد ميدان التحرير أمس حالة انقسام حول جدوي تنظيم مسيرات إلي المجلس العسكري في هذا التوقيت، رافضين تكرار المسيرات التي دعا لها البعض غداً، فالبعض دعا لمواصلة الضغوط علي القائمين علي إدارة البلاد عبر مسيرات لتنفيذجميع المطالب، فيما رفض عدد من المشاركين في المناقشات أن تكون الضغوط عبر آليات المسيرات إلي المجلس العسكري حتي لا تستغل للوقيعة بين الجيش والشعب. كما شهد الميدان أمس مسيرات منددة ببطء إجراءات محاكمة رموز النظام السابق شارك فيها عدد من معتصمي الميدان المصابين في أحداث أمس الأول. واللافت كان انضمام عدد من شباب السلفيين والجماعات الإسلامية إلي معتصمي الميدان احتجاجاً علي أحداث العباسية رافضين الموقف الرسمي لقيادات السلفية. وقال أسامة السيد أحد الأطباء السلفيين: إن قيادات السلفية والإخوان عقدوا صفقات سياسية تحقق مصالحهم علي حساب أهداف الثورة. فيما رأي الشيخ صالح الشواف أحد دعاة السلفيين المعتصمين أن جمعة الحسم المقبلة ستكون للتضامن مع معتصمي التحرير وليس لفض الاعتصام كما يتصور البعض، لافتاً إلي أن من أهدافها إلغاء وثيقة المبادئ الحاكمة حتي لا تكون التفافًا علي التعديلات الدستورية التي أجري الاستفتاء عليها. وفي المقابل أكد معتصمو التحرير أنهم يرحبون بالرأي الآخر في الميدان وأن الجمعة المقبل سيمر بسلام. من جانبه قرر تكتل شباب السويس صباح أمس تعليق اعتصامهم في ميدان الأربعين والتوجه للقاهرة للانضمام للثوار في ميدان التحرير. كان مجهولون قد هاجموا المعتصمين بميدان الأربعين بعد منتصف ليلة أمس الأول محاولين فض الاعتصام بالقوة مستخدمين الأسلحة البيضاء والعصي، مما أدي لإصابة أحد أفراد اللجان الشعبية بجروح في الرأس. كما تعرض أكثر من صحفي ومصور لمحاولات استيلاء علي الكاميرات الخاصة بهم من قبل المهاجمين الذين قاموا بتقطيع الأحبال المحيطة بالميدان وتمزيق بعض اللافتات وفتح الميدان لعبور السيارات، ظل الميدان مفتوحاً لما يقرب من ساعة قبل أن يتمكن شباب الميدان من إغلاقه مرة أخري واستئناف الاعتصام. كما تم تعليق الاعتصام أمام مبني ديوان عام محافظة السويس، بعد أن أفرجت القوات المسلحة عن ثلاثة من المعتصمين، بينما اختفي آخر في ظروف غامضة بعد أن ترددت شائعات بأن القوات المسلحة أصدرت أمراً باعتقاله، وهو ما نفاه العميد عاطف السيد الحاكم العسكري لمحافظة السويس. ورغم إعلان وزارة الصحة عدم وجود وفيات في الأحداث التي جرت مساء أمس الأول بميدان العباسية واقتصارها علي 309 مصابين و13 من الشرطة العسكرية إلا أن محمد هلالي أحد أطباء المستشفي الميداني قال: إنه توفي بين يديه أحد الثوار بسبب ضربه بآلة حادة علي رأسه ما تسبب في كسر حاد في الجمجمة. علي الصعيد ذاته قال عصام الشريف المتحدث الإعلامي للجبهة الحرة للتغيير السلمي أن المعتصمين يطالبون بضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق فيما جري بأحداث العباسية فضلاً عن مطالبة قيادات المجلس العسكري بعدم توجه اتهامات دون سند لأي فصيل سياسي في إشارة إلي اتهام اللواء حسن الرويني لحركة 6 إبريل بتقاضي مبالغ مالية والتدريب في صربيا. أحداث العباسية بالصور ..