قررت لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب البدء فى حملة لتجديد الخطاب الدينى، بمشاركة عدد من المؤسسات الدينية فى مصر بهدف زيادة التوعية للدعاة والمواطنين والتحذير من مخاطر الجماعات الإرهابية. وقالت مصادر داخل اللجنة: «إنه يتم حاليًا الإعداد لمؤتمر موسع تقوم اللجنة على مهمة تنظيمه بجانب دعوة عدد كبير من الائمة وكبار العلماء إلى هذا المؤتمر بما يساهم فى نشر الفكر المستنير ومواجهة الأفكار المتطرفة». وأشارت المصادر إلى أن مؤتمر تجديد الخطاب الدينى ستشارك فيه أيضًا، جهات الدولة الثقافية والدينية والتعليمية والاجتماعية والسياسية، على أن تتولى اللجنة الدينية برئاسة د. أسامة العبد متابعة تنفيذ وتفعيل ما سيسفر عنه المؤتمر من توصيات، كما تأخذ على عاتقها ذلك الملف الهام نظرًا لأهميته. وكشفت المصادر عن أنه يتم حاليًا التحضير للمؤتمر من خلال عدد من الاجتماعات لمناقشة ذلك الملف، بالإضافة إلى التقدم بعدد من مشروعات القوانين التى تصب فى هذا الشأن للتأكيد على أن تجديد الخطاب الدينى سيترتب عليه إنهاء عدد كبير من المشكلات الاجتماعية التى يعانى منها المواطنون والمجتمع بشكل عام. وفى السياق ذاته قال النائب محمد شعبان مقدم مشروع قانون تنظيم الخطاب الدينى: «إن اللجنة الدينية بالبرلمان بدأت بالفعل مناقشة مشروع القانون وأن هناك اجتماعًا يتم الإعداد له حاليًا بالتنسيق مع اللجنة التشريعية ولجنة الثقافة والإعلام لمناقشة آلية تنظيم الخطاب الدينى عبر وسائل الإعلام المختلفة». وأوضح شعبان أنه تم الاتفاق داخل اللجنة على إعداد قانونين لتنظيم الخطاب الدينى أحدهما يتعلق بالمساجد، والآخر يتعلق بوسائل الإعلام بما يساهم فى خروج من يعفون صحيح الدين للحديث فى المسائل الفقهية. وأكد النائب أن الهدف من مشروعات القوانين الخاصة بتنظيم وتجديد الخطاب الدينى ليس تقييد حرية الحديث فى وسائل الإعلام عن القضايا الدينية، لافتًا إلى أن القانون سينظم حديث المشايخ فقط بحيث يكون الظهور عبر وسائل الإعلام للشيوخ المصرح لهم بالإفتاء أو الخطابة، وليس لأى من يطلق على نفسه شيخًا ويظهر للحديث فى الإعلام، كما سيتم تنظيم الأمر وتصنيف المتحدثين فى الإعلام من باب التوعية. وتابع شعبان: «مشروع القانون سينظم حديث المشايخ فقط، بحيث يكون الظهور الإعلامى للمشايخ المصرح لهم بالإفتاء أو الخطابة والتحدث فى الدين وليس لأى من يطلق على نفسه لقب شيخ»، موضحًا أنه لن يتم منع الجدل فى القضايا الدينية، بل سيتاح للجميع وهو أمر طبيعى ويختلف عن الجدال الصادر عن مشايخ، هم أهل للتخصص وللحديث فى هذه المسائل. يأتى ذلك فى الوقت الذى قال فيه د. أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب: «إن عمل اللجنة مستمر من أجل تجديد الخطاب الدينى وأن هناك اجتماعات تعقد مع أهل الاختصاص من مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء وبعض العلماء والمفكرين»، مشيرًا إلى أنه يتم حاليًا الإعداد للمؤتمر الخاص بقضية تجديد الخطاب الدينى. ونفى العبد أن يكون هناك تباطؤ فى أداء اللجنة حول قضية تجديد الخطاب الدينى، مشيرًا إلى أنه يتم جمع كل ما قيل عن تجديد الخطاب ثم نعقد مؤتمرًا واثنين وثلاثة من أجل أن نستوعب ما سنقوم به على الجانب التطبيقى لأن الكلام كثير، ونحن فى اللجنة نريد تطبيقًا على أرض الواقع، ولك نسعى إلى عمل أكثر من مؤتمر. وتابع العبد: اللجنة ستعقد اجتماعات مع الشباب واساتذة علم الاجتماع والاقتصاد والتربية والفلسفة من أجل الخروج بنتيجة يمكن أن نستخدمها فى المؤسسات المعنية، كما أن هناك تعاون كامل مع اللجنة والأزهر والكنيسة فى ملف تجديد الخطاب الدينى.