يحل الرئيس اللبنانى ميشال عون ضيفاً على العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز غدا الاثنين فى أول جولة خارجية له يزور خلالها قطر ومصر. ويتطلع الرئيس اللبنانى الذى تولى مقاليد الرئاسة اللبنانية نهاية أكتوبر الماضى بعد فترة فراغ رئاسية عاشتها لبنان منذ 25 مايو 2014م، ولمدة تقترب من العامين ونصف العام الى إعادة التوازن فى العلاقات اللبنانية الخليجية رغم حالة الاستقطاب الإيرانى الذى تحاول منعه من تحقيق اى توازن فى علاقته بالمملكة العربية السعودية وهو ما يفسر الزيارة الاستباقية التى قام بها مؤخرا إلى بيروت رئيس لجنة الأمن القومى فى مجلس الشورى الإيرانى، علاءالدين بروجردى الذى عبر عن امتعاض طهران من أن تكون الرياض هى الوجهة الأولى للرئيس اللبنانى الجديد فى أول جولة له خارج بلاده. ويعول الرئيس عون على إعادة العلاقات السعودية اللبنانية إلى ما كانت عليه قبل انصياعها لحزب الله صنيعة إيران فى لبنان، ويحدو عون الأمل فى أن ينجح فى إقناع السعودية التى تعانى من ضغوطات اقتصادية فى الإفراج عن الاستثمارات السعودية فى لبنان وإعادة تسليح الجيش اللبنانى والدفع بمواطنى دول مجلس التعاون الخليج إلى زيارة لبنان لتنشيط السياحة اللبنانية، والعمل على رواج الاقتصاد اللبنانى. ورغم أن المملكة تسعى فى اتجاه عودة لبنان إلى حظيرة التأثير السعودى الذى امتد لعقود قبل نجاح إيران فى خطفه والضغط عليه بالتصويت ضد المملكة ولصالح طهران فى اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامى الذى عقد فى يناير 2015م ، إلا أن المملكة التى قابلت بارتياح اختيار عون لها كأول وجهة له خارج بلاده تشعر بحالة من عدم اليقين تجاه السياسة اللبنانية المتأرجحة، والخاضعة لإملاءات حزب الله حليف ايران وصنيعتها ومهندس سياستها فى لبنان، وفى المقابل تدرك بيروت أن الاقتصاد اللبنانى لا يمكنه أن يتعافى بدون الدعم الاقتصادى السعودى والخليجى. وتأتى زيارة عون إلى المملكة والتى تستمر لمدة يومين تلبية للدعوة الرسمية التى وجهها له خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز ونقلها إليه الأمير خالد الفيصل، مستشار الملك السعودى وأمير منطقة مكةالمكرمة، الذى زار لبنان لتهنئة عون بانتخابه رئيسا للجمهورية بتاريخ 21 نوفمبر الماضى.
