فيما يعد أكبر هجوم في شرق ليبيا منذ أسابيع، تخوض قوات الثوار في ليببا حرب شوارع في مدينة البريقة النفطية ضد الكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي إثر تمكنها من دخول المدينة أمس الأول. وقال عبدالرحمن بوسيم المسئول في المجلس الوطني الانتقالي الليبي إن المنطقة تشهد حرب شوارع بين قوات القذافي وقوات المعارضة مما أدي لاصابة 127 من صفوف المعارضة ولم تستبعد المعارضة أن يلجأ نظام القذافي لاستخدام غاز الخردل المحرم دوليا لمنع سقوط المدينة الواقعة علي بعد 750 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس ويوجد بها ميناء نفطي استراتيجي وأعلن اللواء عبد الفتاح يونس قائد أركان الجيش الوطني الليبي الهيئة العسكرية التي ينضوي تحتها الثوار أن آلاف الألغام زرعت في البريقة، ولم يستبعد لجوء قوات القذافي إلي استخدام غاز الخردل لمنع سقوط المدينة وقد يمثل الهجوم انطلاقة جديدة للمعارضة باتجاه الغرب عقب أسابيع من التوقف. كما قال الناطق باسم المجلس المحلي في أجدابيا حاتم محارب إن الثوار يستطيعون دخول البريقة لكنهم حريصون علي عدم إراقة الدماء، وينتظرون استسلام الكتائب أو انسحابها إلي رأس لانوف، وتوقع سقوط المدينة في الساعات المقبلة. في السياق ذاته، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الثوار الليبيين لا يرغبون في إراقة دماء المزيد من مواطنيهم علي الرغم من رغبتهم في إبعاد العقيد معمر القذافي وأسرته عن الحكم والسيطرة علي العاصمة الليبية طرابلس. وقالت الصحيفة في تقرير نشرته أمس أن المقاتلين في صفوف الثوار تمنوا لو أنهم لم يطلقوا النار علي مواطنيهم الليبيين، مؤكدين أن لديهم حساسية شديدة تجاه هذا. في سياق آخر، أعلن سيرجي لافروف - وزير الخارجية الروسي - أمس أن روسيا ترفض الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي وهو الهيئة السياسية التي تمثل ثوار ليبيا كممثل شرعي، موضحاً أن بلاده تنتقد الولاياتالمتحدة ودولا أخري اعترفت بالمجلس الانتقالي كحكومة شرعية لليبيا قائلة إن ذلك يرقي لانحياز في حرب أهلية. في شأن آخر، كشف عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي السابق المنشق ان ليبيا مسئولة عن الهجوم الذي استهدف طائرة "يو تي ايه" الفرنسية في 1989، مؤكداً أن الطائرة فجرتها الاستخبارات الليبية اعتقاداً منها أن محمد المقريف أحد زعماء المعارضة علي متنهاوبعد تفجير الطائرة تبين أن المقريف ليس علي متنها وكانت هذه الطائرة تقوم برحلة بين برازافيل وباريس عبر نجامينا سبتمبر 1989، وسقطت في النيجر مما أسفر عن مقتل 170 شخصا بينهم 54 فرنسيا. وحكمت محكمة فرنسية في 2009 علي ستة عملاء سريين ليبيين بالسجن المؤبد غيابيا بتهمة تنفيذ الهجوم، إلا أن ليبيا لم تقر أبدا رسميا بمسئوليتها بالرغم من دفع 170 مليون دولار كتعويضات لعائلات الضحايا في 2004 .