علاقات أوشكت على الانهيار وتزايد فى حالات الطلاق إلى جانب الكثير من الأفكار المغلوطة عن الزواج وطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة تخلق حالة من الصراع بينهما وتحول الحياة إلى جحيم ولا يعلم كلاهما أن هناك مفاتيح بسيطة يمكنها أن تفتح أبواب السعادة والاستقرار.. من هذا المنطلق التقينا هويدا الدمرداش مستشار العلاقات الأسرية ومؤسسة علاقات البنج بونج لنتعرف على تفاصيل الاستشارات الزوجية الاجتماعية وغيرها. ■ ما طبيعة عمل مستشار العلاقات الأسرية؟ - بشكل بسيط أنا أساعد الاخرين على تحديد أهدافهم ورغباتهم الحقيقية والوصول إليها من خلال تدريبهم على عدد من المهارات الحياتية وفن التواصل السليم لتحقيق علاقة ناجحة فمستشار العلاقات الأسرية يعيد لهم ترتيب حياتهم وإرشادهم لتحقيقها رغباتهم دون أن يوجههم. ■ من واقع خبراتك العملية ما مدى وعى المجتمع المصرى بثقافة الاستشارات الزوجية والتربوية؟ - على عكس ما هو متوقع هناك وعى كبير لدى المجتمع ومن مختلف الطبقات والمحافظات ايضا وهذا الوعى يتزايد مع الوقت ولكن يوجد نوعان من الحالات التى أتعامل معها، الأولى هى من تأتى بإرادتها والأخرى تلجأ للمستشار الأسرى لعدم قدرتها على الانفصال عن الطرف الآخر فتبحث عن من يساعده على إنقاذ العلاقة من الانهيار. ■ من وجهة نظرك ما أسباب ارتفاع معدلات الطلاق المبكر فى مصر؟ - المجتمع كان فى الماضى يكافئ الزوجة والأم التى تحافظ على بيتها وتستكمل العلاقة حتى إن كانت تعانى وغير سعيدة فكانت نظرات التقدير والاحترام تحيط بها وهو ما كان يشجعها على الاستمرار فى علاقة فاشلة لكن الأمر تغير الآن فالمجتمع لم يعد ينظر إلى المرأة بنفس الطريقة لذلك أصبحت الفتيات لا يخشين الطلاق بالإضافة إلى تربية الأبناء منذ الصغر على الحب بمنظور خاطئ فيتعلمون التعبير عن حبهم بالعنف والسيطرة وهم يطبقون ذلك فى علاقتهم عندما يكبرون مما يؤدى لنتائج سلبية أهمها الطلاق. ■ متى يجب اتخاذ قرار الانفصال عن العلاقة؟ - هناك حالات حاسمة تكون إجابتى عليهم قاطعة بعدم استكمال العلاقة ووجوب إنهائها وهى إدمان الخيانة واستمرار الضرب والبخل والأفلام الإباحية ولكن فى حالة عدم إمكانية انفصال الطرفين لأسباب وظروف متعددة أحاول أن أساعد الزوجة على أن تجعل حياتها مقبولة. ■ هل يمكن أن تكون مكاتب الاستشارات الاسرية ذات أثر إيجابى على خفض معدلات الطلاق والعنف الأسرى؟ وكيف؟ - المتخصصون فى هذا المجال يواجهون بمفردهم مجتمعا يفرغ مفاهيم خاطئة باستمرار ونحن نحتاج مساعدة الإعلام حتى نصل إلى عدد أكبر من الأفراد ويكون التأثير على نطاق أوسع ولكن للأسف المجال الإعلامى يهتم فقط ببرامج الطبخ وفى حال وجود جهد إعلامى حقيقى سنتمكن من إحداث حركة سريعة لمساعدة الأسر فهناك حالة طلاق كل 8 دقائق وتقابلها حالة زواج كل 6 دقائق. ■ ما أهمية تدريب وتوعية الشباب ما قبل الزواج؟ - أتمنى أن يكون هناك تدريب حقيقى للشباب قبل الإقدام على خطوة الزواج حتى يدركوا أن العلاقة مبنية على إيجاد نقاط مشتركة بينهما ليس بمبدأ أن تطيع الزوجة زوجها وأن تكون تابعة له وإنما من منطلق الشراكة بين الطرفين وتعلم إسعاد بعضهما البعض وإدراك كيفية الاختيار السليم فتدريب ما قبل الزواج له أثر إيجابى فى خفض معدلات الطلاق ودولة ماليزيا نموذج يجب أن يحتذى به فى هذا الشأن فقد انخفضت نسبة الطلاق بها من 40% إلى 3%. ■ ما أسس إقامة علاقة ناجحة؟ - فى البداية يجب ألا تبنى العلاقة على التضحية بل تؤسس على مبدأ العطاء من الطرفين وهناك أربعة مبادئ عليهما الالتزام بها اولا المشاركة فانفراد شخص بالقرار سيدمر العلاقة، وثانيا أن يكون الحب متبادلا بينهما، ثالثا استعمال القوة والسيطرة سيولد الخسارة، رابعا احترام الجسد وإشباع العلاقة الجنسية وفى حال اختلال أحد المبادئ الأربعة ستنهار العلاقة حتى ولو بعد سنوات طويلة. ■ ما ردك على من يتهمك بمناصرة المرأة ومهاجمة الرجال دائما؟ هم يعترضون على ما أنشره لأنى أتحدث عن أمور لم يعتادوا عليها ويعتبروننى أسلب منهم حقوقهم فعندما أكتب حول المفهوم الخاطئ عن قوامة الرجل أو الضرب او المشاركة بين الزوجين يعتبرونها اعتداء على حقوقهم.