بالرغم من الانتصارات العظيمة للقوات المسلحة المصرية والإنجازات الحربية التى حققتها إلا أن السينما والفن المصرى لم يقدم الأعمال التى تتناسب مع حجم هذه الإنجازات والبطولات، هذا وبالرغم من تقديم أعمال كثيرة عن بطولات الجيش المصرى ولكن حتى الآن ننتظر عملًا فنى متكاملًا إنتاجياً وفنياً عن بطولات الجيش، ومؤخراً تعاقد الفنانين أحمد السقا وعز ومحمد رمضان على تقديم أفلام من هذه النوعية، فهل يستطيع أى فنان تقديم هذه النوعية من الأعمال؟ وهل يوجد لدينا منتجون لديهم الفكر بتقديم هذه الأعمال؟ وتعلق الناقدة الفنية خيرية البشلاوى قائلة: أمر رائع أن نتجه لإنتاج هذه النوعية من الأعمال السينمائية، خاصة أن هذه النوعية مكلفة جداً وتحتاج لمنتج واع وفاهم. وسبب قلة هذه الأعمال هو أن المنتجين لا يوجد لديهم اهتمام بالوضع السياسى فكل اهتمامهم يندرج فى الربح التجارى من السينما، بالرغم من وجود حرب حقيقية ولكن هؤلاء المنتجين فى غفلة عن هذه الأعمال. والأهم من ذلك هو اختيار الفنان نفسه الذى سيقدم هذه النوعية من الأعمال فلا يهمنى أن يكون الفنان جسمانياً قويا بقدر ما تكون لهو قدرات فنية عالية ويعرف كيف يؤثر فى المشاهد واختيارات الفنان السابقة فلا يصح أن يكون الفنان قدم أعمالًا عن البلطجة والعنف وتجارة السلاح ويقدم عملًا عن الجيش المصرى. وللأسف لا يوجد نجم كبير يعتبر هذا الموضوع الهام قضيته فأصبح هم الفنانين الآن هو جمع الملايين الطائلة فقط، وأيضا قضية الفيلم مهمة فهل سيتحدث عن بطولات من التاريخ أم سيتناول الصراع الحالى بين الجيش وتجار الدين. هل أحمد عز سيقدم قضية عسكرية وطنية كبيرة وبإنتاج ضخم؟! أما الناقد محمود قاسم فيعلق قائلاً: فى البداية علينا أن نعرف ما الذى ستتناوله هذه الأفلامًا فمنذ منتصف القرن الماضى ونحن نقدم أفلام كثيرة فى هذا الإطار وقدمت فى جميع الإطارات الكوميدى والتراجيديا والدراما. وخاصة بعد ثورة يوليو بعدما أصبح هناك حدث هام تتناوله السينما فهناك أحد الأفلام المهمة التى قدمتها الفنانة سناء جميل وأيضاً شكرى سرحان وهناك أفلام تناولت أهمية التجنيد للمواطنين. ومنذ بداية الألفية وقدمنا أفلامًا مهمة فى هذا الإطار مثل «عبود على الحدود» و«عسكر فى المعسكر»، ولكن ليست هذه الأعمال المنتظرة يوجد لدينا موضوعات أهم من ذلك. وفى الوقت الحالى يرى الجميع أن الجيش أهم شىء فى مصر ففى أى أزمة يكون هو الحل سواء أدوية أو مواد غذائية وخلافة فتجد اليوم الجيش هو حديث الساعة. وعلى صناع السينما أن يترجموا كل هذه الاشياء فى أعمالهم الفنية وبالتالى فاختيار بطل هذه الأعمال أعتقد انه ليس عقبة، وإنما العقبة فى الموضوع نفسه الذى سيقدم. الفترة المقبلة ستشهد السينما وجود أفلام عن بطولات الجيش المصرى للفنانين كبار بحجم عز والسقا ومحمد رمضان، فهل سينجح هؤلاء الفنانون فى هذه التجارب هذا ما سنعرفه فيما بعد. ولكن تقديم فنان لأفلام عن البلطجة وتجارة المخدرات والسلاح والعشوائيات فى مصر هل يصح أن يقدم أفلامًا عن أبطال مصريين قاموا بفداء أرواحهم من أجل هذا الوطن. يذكر أن الفنان أحمد عز حالياً يواصل تصوير فيلم يحمل اسم «53 دقيقة» وهو يتناول أطول عملية جوية للجيش المصرى فى المنصورة وهو من إنتاج مصرى إماراتى ويتم تصويره بالكامل فى دبى. وتعاقد أيضاً الفنان محمد رمضان على فيلم «الملف79» مع شركة مصر للسينما لملاكها رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة وكامل أبوعلى. والسقا يفاضل بين أكثر من سيناريو معروضين عليها ليختار الأفضل من بينهم لخوض هذه التجربة.