يهدف الإرهاب إلى ترويع فرد أو جماعة أو دولة بغية تحقيق أهداف لا يجيزها القانون ولا دين له، اما السينما فهى مصنوعة ثقافية تعكس ثقافة أو فكر للمجتمعات والأفراد، وكثيرا ما رأينا أفلاماًَ تنبذ الأعمال الإرهابية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر مثل فيلم «الإرهابي» للفنان عادل إمام و«دم الغزال» للسيناريست وحيد حامد و«المصير» ليوسف شاهين، هذه الأعمال نبذت الإرهاب بأشكاله المختلفة وقدمت الإرهابى بأشكال مختلفة فى ثوبه الحقيقى، ومؤخرا اعترضت الرقابة على فيلم «جواب اعتقال» للفنان محمد رمضان وذلك بسبب تناوله لهذه القضية من منظور مختلف عما اعتدنا عليه. حيث يتناول الفيلم قصة إرهابى يفعل الكثير من الجرائم ولكن فى نهاية العمل سيتعاطف الجمهور مع ذلك الإرهابى وهذا ما رفضته الرقابة جملة وتفصيلا وطلبت من صناع العمل تعديل خمسة مشاهد من الفيلم لإجازته والموافقة على عرضه. ويأتى تخوف الرقابة الشديد من تعاطف الجمهور مع شخصية الإرهابى مثلما تعاطفوا مع شخصية البلطجى وتاجر السلاح فى مسلسل «الأسطورة» الذى عرض رمضان الماضى وحقق نسب مشاهد كبيرة وكان بطله ايضا الفنان محمد رمضان. ويعلق الناقد السينمائى محمود قاسم على ملامح تناول شخصية الإرهابى فى السينما قائلا: عندما بدأ الإرهاب فى مصر كانت نظرة الإعلام والسينما له على أساس أن هذا الإرهابى أجنبى أى أنه عمل خارجى، والأفلام التى قدمتها الفنانة نادية الجندى توضح ذلك جيدا فشخصية فاروق الفيشاوى فى فيلم «الإرهاب» ظهر فيه أجنبيا وليس مصريا، كما أن فيلم «الإرهابي» الذى قدمه الفنان عادل إمام بالرغم أنه مصرى إلا أنه يوضح أنه بالتفاعل مع المجتمع يبدأ بتغيير مبادئه بدليل أنه رفض قتل الدكتور الجامعى، وفى فيلم «دم الغزال» الشخصية التى قدمها الفنان محمود عبدالمغنى هى شخصية حقيقه ظهرت فى منطقة إمبابة لشخص يدعى إمبراطور إمبابة وقام وحيد حامد بعرض هذه الشخصية وأخذ عقابه فى النهاية ولم يتعاطف معه أحد. وأضاف قاسم أنه تقديم الإرهابى فى شكل جذاب وشخص ذكى جعل منه قيمة فى المجتمع بدليل انتخاب المصريين لحزبه الحرية والعدالة بعد إسقاط حسنى مبارك وهذه هى الكارثة بأنك تضع السم فى العسل. وأشار قاسم إلى أنه ضد منع أى فيلم من العرض ولكن مع موقف الرقابة بتعديل الفيلم لأننا مجتمع به جزء كبير متطرف يتبع هؤلاء الإرهابيين مهما فعلوا من تفجيرات وعمليات إرهابية. ويعد من أبرز الأفلام التى تناولت هذه القضية فيلم «الإرهاب» من بطولة نادية الجندى وفاروق الفيشاوى وصلاح قابيل وأحمد بدير وهو من إنتاج سنة 1989 ويعتبر من أوائل الأعمال الفنية التى تحدثت عن الإرهاب، وتدور أحداث الفيلم حول إحدى الصحفيات التى تتعاطف مع إرهابى استطاع أن يؤثر عليها ويوهمها أنه برىء من كل الاتهامات التى وُجهت إليه فتحاول مساعدته طوال الوقت حتى تكتشف أنه إرهابى بالفعل. ويعتبر فيلم «الإرهابي» للفنان عادل إمام من أهم الأفلام التى تناولت قضية الإرهاب والتطرف وتدور أحداثه حول شاب ينضم لإحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة وبعد أن ينفذ إحدى العمليات الهجومية الإرهابية تتم إصابته نتيجة حادث سير وتضطره الظروف للإقامة مع أسرة وسطية وبعد أن يحتك معهم يكتشف أنه كان يتعامل مع المجتمع بمعتقدات خاطئة. كما تناول المخرج يوسف شاهين هذه القضية من خلال فيلم «المصير» عام 1997 والذى قام ببطولته الفنان نور الشريف ومحمود حميدة وليلى علوى ومحمد منير، تدور أحداث الفيلم فى الأندلس فى القرن الثانى عشر الميلادي، ويرصد صراع الخليفة المنصور مع الجماعة الإسلامية المتطرفة التى تأمر بحرق مؤلفات العالم ابن رشد كما تحاول أن تجند الابن الثانى للمنصور لقتل أبيه ويتولى الحكم بدلا منه.
