مع استمرار حملات القمع فى تركيا ضد أنصار الانقلاب الفاشل على الرئيس رجب طيب أردوغان، شن الصحفى التركى المناهض لحكومة بلاده جان دوندار حملة على الضغوط الحكومية المتزايدة على وسائل الإعلام فى تركيا. وقال دوندار، وهو رئيس تحرير صحيفة «جمهوريت» فى لقاء له مع قناة (فى دى آر) الألمانية خلال برنامج «الساعة الحالية» إن «المرء لا يكاد يستطيع أن يتنفس». وأضاف دوندار «ليس هناك حق ولا ديمقراطية ولا حقوق إنسان»، مشيراً إلى أن موجة الاعتقالات الحالية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة تشمل وسائل الإعلام والقضاء والقوات المسلحة، وتسببت فى «إشاعة جو عام من الصمت والرقابة الذاتية» بين الصحفيين. يذكر أنه حكم على دوندار فى مايو الماضى بالسجن خمس سنين وعشرة أشهر، وأدانته المحكمة بنشر وثائق سرية تثبت توريد أسلحة تركية إلى الإسلاميين فى سوريا خلال عام 2015. ويعيش دوندار مطلق السراح حتى جلسة الاستئناف المقبلة.. فيما نفت الولاياتالمتحدة مجددًا أى صلة لها بعملية الانقلاب ضد أردوغان. وذكر بيان أصدره الجيش الأمريكى أن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل أكد أن أى مزاعم عن تورطه فى محاولة الانقلاب الفاشلة فى تركيا غير صحيحة. ووقعت محاولات انقلاب فاشلة فى تركيا ليلة 15 يوليو، قادتها مجموعات عسكرية محدودة، وخلفت المحاولة أكثر من 200 قتيل وألف جريح.. ودعا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى وقت سابق منتقدى حملة القمع فى بلاده عقب محاولة الانقلاب الفاشلة إلى «الاهتمام بشئونهم الخاصة». وقال أردوغان فى خطاب فى القصر الرئاسي: «لم يحضر أى ممثل من الاتحاد الأوروبى والدول الغربية الأخرى، لتقديم التعازي»، مشيراً إلى أن 237 من المدنيين وأفراد قوات الأمن لقوا حتفهم. ويتهم أردوغان المنتقدين بالوقوف فى صف الانقلابيين.. وأشار إلى أن جولن سيسلم عاجلاً أو آجلاً لتركيا، مضيفاً «قواتنا المسلحة مؤسسة وطنية عليها تطهير نفسها من المندسين». فيما أكد وزير الداخلية التركى، إفكان ألا، لقناة «تى.أر.تى خبر» الحكومية إن السلطات التركية اعتقلت أكثر من 18 ألف شخص بعد محاولة الانقلاب هذا الشهر. وأضاف أن من بينهم 9677 تقرر احتجازهم رسمياً وهم فى انتظار المحاكمة. وأكد أنه تم إلغاء جوازات سفر 50 ألف شخص منذ الانقلاب الفاشل. وأوقفت السلطات التركية 17 صحفيا وأودعتهم السجن الاحتياطى بانتظار محاكمتهم للاشتباه بارتباطهم بجماعة الداعية فتح الله جولن. وامتدت حملة التطهير فى تركيا لتشمل وسائل الإعلام التى أغلقت السلطات أكثر من 130 منها، توزعت على 45 صحيفة و16 شبكة تليفزيون وثلاث وكالات أنباء و23 إذاعة و15 مجلة و29 دار نشر.
