فى فصل جديد من التوتر الدبلوماسى بين المغرب والمنظمة الدولية، طلبت الرباط من الأممالمتحدة إغلاق مكتب الارتباط العسكرى لبعثتها فى الصحراء الغربية، وردا على ذلك اتهم مسئول أممى المغرب بالتنكر لالتزاماته الدولية. وقال مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة فرحان حق إن «بعثة الأممالمتحدة فى الصحراء الغربية تلقت طلبا لإغلاق مكتب الارتباط العسكرى التابع لها فى الداخلة». وأضاف أنه «الطلب الأول الذى يستهدف مباشرة المكون العسكرى للبعثة»، فى الصحراء الغربية إذ سبق أن طردت الرباط الأحد الماضى القسم الأكبر من الخبراء المدنيين الدوليين التابعين للبعثة. وأوضح أن المدنيين الذين شملهم قرار الطرد، نقل قسم منهم إلى لاس بالماس فى جزر الكنارى والقسم الآخر هم فى إجازة، لافتا إلى أن المنظمة الأممية وافقت على مغادرتهم «لأسباب لوجستية وأمنية». وتابع أن مسئولين فى الأممالمتحدة ومجلس الأمن يواصلون التفاوض مع الرباط من أجل «حل يقبل به الطرفان». وسيبحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون هذه القضية مع سفراء الدول ال 15 فى مجلس الأمن، على أن تبلغ جبهة بوليساريو، التى تطالب باستقلال الصحراء الغربية بمضمون المحادثات. وكرر المتحدث أن البعثة لن تكون قادرة على أداء مهمتها من دون الخبراء الذين طردوا، موضحا أنه إضافة إلى عسكريى البعثة لم يبق على الأرض سوى 27 مدنيا لا يستطيعون تنفيذ «سوى جزء ضئيل» من المهمات. وجدد حق اتهام المغرب بالتنكر لالتزاماته الدولية، وقال «نأمل بأن يدرك المغرب أنه لا يمكن القبول بهذا السلوك»، مطالبا ب «دعم قوى وموحد» من مجلس الأمن. ونبه إلى أن «خطرا فعليا لتصعيد التوتر وصولا ربما إلى (اندلاع) نزاع» قد ينتج من عدم قدرة البعثة على أداء مهامها. واتهمت الرباط بان كى مون فى وقت سابق بأنه لم يعد محايدا فى الصراع بشأن الصحراء الغربية إثر استخدامه كلمة «احتلال» لوصف ضم المغرب للإقليم عام 1975 بعد خروج الاستعمار الإسبانى. وزار الأمين العام للمنظمة الدولية مخيمات للاجئين فى جنوبالجزائر يقطنها صحراويون، وخاضت جبهة البوليساريو حربا ضد المغرب حتى وقف إطلاق النار عام 1991 وهو نفس العام الذى عرف انتشار البعثة الأممية التى تضم 500 مدنى وعسكرى.