حركة شبابية غاضبة تتسع نطاقها حاليا في واحدة من أكبر دول منطقة اليورو وأكثرها تأثرا بالأزمة الاقتصادية أدي لوجود قطاع عريض في المجتمع من الشباب يعاني من البطالة والتهميش في مواجهة عجز حكومة ثباتيرو لسنوات من حل مشاكله مما أدي إلي حالة غضب طاغية وتمرد بدأت تظهر سماته جليا بين الشباب الإسباني والغريب أن الغضب انتقل إلي العاصمة مدريد من الأقاليم الأكثر تمردا وفقرا في البلاد. الغضب الشعبي كما يشير موقع لاروبابليكا الإسباني المعروف بميوله ودعوته لتحويل البلاد إلي النظام الجمهوري وكما أشارت صحيفتا أل موندو وأل باييس واسعتا الإنتشار في البلاد هي ضد النظام الملكي الذي يحد من سلطات الشعب ودوره ويحد من الديمقراطية في البلاد بالإضافة لسيطرة رجال الأعمال الأكثر ثراء في أوروبا علي الحياة العامة والسياسية مما أدي لانفرادهم بالسلطة وممارسة الاحتكار الاقتصادي بجانب الاحتكار للعملية السياسية وتحديدا الحزبين الرئيسيين في إسبانيا مما أدي لتراجع اقتصادي وسياسي واستبعاد قطاع عريض من الشباب داخل المجتمع. وأشار الموقع الإسباني "لا روبابليكا" إلي أن أجيالا من الشباب الإسباني والعمال الذين نهبت حقوقهم تتواصل علي الشبكات الاجتماعية لنبذ الحزبين الرئيسيين وهما الشعبي والاشتراكي والثورة ضدهما وضد النظام الملكي الذي أدي لأزمات لا حصر لها دخلت فيها اسبانيا خلال العقد الحالي تقريبا، الموقع أشار إلي أن شباب الثورة الإسبانية لا ينتمي إلي تيار سياسي أو اتجاه واحد ويؤكد مقاطعته لانتخابات 2012 العامة في إسبانيا وقيادة كفاح سلمي وثورة بيضاء داخل المجتمع ضد النظام الحالي بقيادة الحزبين الموجودين علي الساحة. من جانبها وتحت عنوان "الثورة تبدأ من هنا" أكدت صحيفة كي إس الإسبانية أن بعد المناوشات التي حدثت في مدريد بالشوارع بين الشبان الغاضب والأمن خرجت من مدينة بورتا ديل سول حشود شبابية حقيقية تدعو للثورة في البلاد وتحولها إلي النظام الجمهوري بديلا عن النظام الملكي الذي أرهق البلاد بحسب وصفهم، وأضافت الصحيفة إن مدناً إسبانية أخري ستنضم إلي الثورة الأسبانية بحسب وصف شبابها من خلال دعوات عبر موقعي تويتر وفيس بوك مستعينين بالنموذج المصري حيث أشارت مصادر بين شباب الثورة إلي أنهم يبحثون عن ساحات لتحويلها إلي ساحة تماثل ميدان التحرير في القاهرة. يذكر أنه وللمرة الأولي من نوعها في بلد كبير بمنطقة اليورو وقعت أحداث عنف بالعاصمة الإسبانية مدريد في مواجهات بين شبان إسبان وقوات أمن أدت إلي اعتقال أربعة وعشرين شخصا من المحتجين وإصابة خمسة ضباط من الحرس الوطني بعد إطلاقهم لمسيرات احتجاجية دعت لإنهاء الحكم الملكي للبلاد والمزيد من العدالة الاجتماعية علي غرار مظاهرات الدول العربية وهي الأحداث التي وقعت يومي 17 و18 من الشهر الجاري. المظاهرات بدأت صباح يوم الاثنين حيث قام الشبان المحتجون بسد بعض الطرق وقطعها بحسب صحيفة أل موندو الإسبانية وهي شوارع مهمة وحيوية في العاصمة الإسبانية قريبة من ساحة ثيبليس الشهيرة بقلب مدريد وكتبوا شعارات تندد بالسياسيين والاقتصاديين وأعرب بعض المحتجين من الشباب لوسائل الإعلام الإسبانية عن استيائهم من النظام السياسي في إسبانيا وسيطرة سياسيين واقتصاديين عليه بطريقة فجة جعلت من الشعب بضاعة في أيديهم علي حد وصفهم، الاحتجاجات تطورت إلي سد المزيد في الشوارع وتكسير بعض المحال التجارية خاصة الشهيرة منها مما أدي لمواجهات عنيفة مع قوات الأمن.