إذا تجول السياح في العاصمة الإيطالية روما بعد غد قد يفاجئون بأن المدينة خاوية علي عروشها وأن سكانها هجروها فراراً من زلزال عنيف تنبأ به عالم إيطالي مات منذ أكثر من ثلاثين عاما، مما دفع الآلاف من سكان روما إلي الحصول علي إجازة في هذا اليوم. وتنتشر منذ شهور في المواقع والشبكات الاجتماعية علي الإنترنت توقعات عالم الزلازل الإيطالي الشهير رافيللي بنداندي الذي توفي عام 1979 التي يتنبأ فيها وفقاً للحسابات الرياضية بأن زلزالاً كبيراً سوف يضرب روما يوم 11 مايو من العام الجاري وسوف يقلبها" رأساً علي عقب". كما بثت شبكة قنوات "راي" التليفزيونية الإيطالية الشهيرة برامج عن الهلع الذي يسيطر علي سكان روما، الأمر الذي دفع وكالة الحماية الإيطالية إلي إصدار بيانات علمية تدحض احتمالات وقوع زلزال بعد غد في إيطاليا. وتعتمد نظريات العالم الإيطالي الذي عاش 86 عاماً، والتي لاتزال تدرس حاليا في العالم، علي أن الهزات الأرضية تنجم عن العلاقة بين حركة الأجرام السماوية والشمس والقمر وحركة قشرة الأرض وبذلك يمكن التنبؤ بالزلازل بدقة علمية. وتؤكد المخطوطات والأبحاث العلمية التي تركها بنداندي أنه أشار إلي وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان في مارس الماضي كما توقع وقوع هزات أرضية عنيفة في إيطاليا عامي 2011 و2012. يذكر أن بنداندي تنبأ عام 1915 بالزلزال المدمر الذي ضرب إيطاليا ودمر تماماً مدينة أفتسانو وأودي بحياة نحو 30 ألف شخص. وفي عام 1923 توقع العالم ان زلزالاً مدمراً سوف يضرب منطقة الإدرياتيكي يوم 2 يناير من العام التالي، وهو ما تحقق بعد يومين من التاريخ الذي حدده، مما أدي إلي ذيوع شهرته ومنحه الديكتاتور الفاشستي موسوليني عام 1927 وسام فارس، لكنه سرعان ما انقلب عليه ونفاه ومنعه من التنبؤ بالزلازل.