وصلت إلي العاصمة الليبية طرابلس أمس بعثة تقصي الحقائق الخاصة بالأوضاع في ليبيا التي تضم رئيس المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان وعدداً من أعضائه بالإضافة إلي محرري عدد من الصحف، وذلك لمعرفة الأحداث داخل المدن الليبية، ومن جانبه أكد المستشار حسام الدين رياض بالمركز العربي الأوروبي أنه تقرر تشكيل لجنة تقصي حقائق لمعرفة ما يحدث داخل الشارع الليبي وبيان حقيقة الأوضاع. وميدانياً شنت القوات الموالية للعقيد معمر القذافي غارات مكثفة علي منطقة الجيل الغربي الواقعة تحت سيطرة الثوار جنوب غرب طرابلس، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص منذ يوم الأحد، علي ما أفاد سكان من هذه المنطقة. كما واصلت كتائب القذافي قصف مدينة مصراتة بالصواريخ والمدافع للأسبوع السادس علي التوالي، وقال أحد المصادر المتواجدة في طرابلس: إن الحكومة الليبية مصممة علي السيطرة علي هذه المدينة مهما كلفها ذلك. مضيفاً: لا أعتقد أن الحكومة ستوافق بأي حال من الأحوال علي أي حل وسط يتيح بقاء جزء كبير من مصراتة في أيدي الثوار. وليس لدي الحكومة أي رغبة في وقف إطلاق النار، وهي تريد ببساطة إخضاع هذه المدينة وإعادتها إلي سيطرة الحكومة بأي ثمن. وأكد مصدر آخر أن هناك عشرات الآلاف من سكان المدينة ممن يعيشون في ظروف صعبة للغاية ويتطلعون إلي توحيد عمليات الغوث وإيجاد ممر آمن لوصول السفن لأن بعض السفن التي تصل إلي المدينة تتعرض للقصف. وعلي صعيد متصل، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الليبية بأن قوات حلف شمال الأطلسي شنت هجمات جوية مساء أمس الأول علي مدينة سرت ودمرت برج الاتصالات الرئيسي في المدينة. ونقلت الوكالة عن مهندس في المدينة التي تقع علي بعد 450 كيلو متراً شرقي العاصمة طرابلس قوله: إن القصف أصاب أيضاً محطتي اتصالات. من ناحيتها قالت فاليري أموس وكيلة الأمين العام للشئون الإنسانية في تصريحات أدلت بها في بنغازي إن الحكومة الليبية رفضت وقف إطلاق النار بصورة شاملة في مدينة مصراتة المحاصرة منذ ستة أسابيع. ومضت إلي القول: لم أحصل علي ضمانات فيما يتعلق بدعوتي إلي وقف إطلاق النار بصورة شاملة ليتسني للناس إيصال الإمدادات. غير أنها أوضحت أن الحكومة الليبية وافقت علي السماح بدخول موظفي منظمات الغوث إلي مصراتة لتقييم الأوضاع الإنسانية في المدينة. وتابعت: حصلت علي تأكيد من الحكومة الليبية بأننا نستطيع إجراء تقييم لاحتياجات المواطنين في مصراتة، وليتسني لنا القيام بذلك لابد للسلطات الليبية من توفير ضمانات أمنية لنا، وذلك ما حدث بالفعل. ومن جانبه طلب رئيس لجنة الشئون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية إكسيل بونياتوسكي أمس الأول من الحلف الأطلسي إرسال قوات برية خاصة إلي ليبيا لتجنب «التخبط» في هذا البلد. وقال بونياتوسكي في بيان: أري أننا نتوجه إلي تخبط عبثي وخسائر كبيرة في الأرواح من دون الإسراع في إنشاء سلسلة أعمال محددة الأهداف بين الضربات الجوية وتحديد الأهداف علي الأرض بفضل إرسال قوات خاصة. علي صعيد آخر دعا إبراهيم صهد من المجلس الانتقالي الليبي تشديد ضربات حلف شمال الأطلسي علي قوات القذافي للحيلولة دون وصول الإمدادات العسكرية لها.