رغم حالة الاحتقان الشديدة التي يمر بها البيت الفني للمسرح خلال هذه الفترة خاصة بعد قرار وزير الثقافة عماد أبوغازي عقد انتخابات لاختيار مديري المسارح، إلا أن الرئيس الجديد للبيت الفني السيد محمد علي لا يزال يحتفظ بهدوئه الشديد.. التقينا به ليكشف تفاصيل اختياره لهذا المنصب وخطته للتعامل مع الأزمات التي تواجهها مسارح الدولة فكان هذا الحوار: في البداية يقول عن اختياره لرئاسة البيت الفني: لم أكن أتوقع ترشحي لهذا المنصب علي الإطلاق، حيث استدعاني الوزير عماد أبوغازي إلي مكتبه وكنت أتصور أن المسألة سوف تقتصر علي الاستعانة برأيي في أسماء المرشحين، لكنني فوجئت بوضع اسمي علي قائمة المرشحين. ألم تتردد في قبول هذا المنصب في الوقت الحالي؟ - علي العكس تمسكي به وقبولي له كان نوعا من التحدي، لأنني أريد أن أمنح لكل مظلوم حقه، وعندما جاء لي هذا المنصب اعتبرته فرصة لمساعدة المظلومين ومعاقبة الظالمين وهذا ما عقدت العزم عليه منذ اليوم الأول لي هنا لأنني سبق ورأيت فسادًا كبيرًا وأري أنه حان وقت التخلص منه، ففتحت مكتبي لأي شكوي واستقبل يوميا تليفونات لمدة 18 ساعة، كما أنني لم آتي لتصفية حسابات مع أي شخص ولن أطعن فيمن سبقني بهذا المكان، والدليل علي ذلك أنني حرصت علي ضرورة حضور الفنان رياض الخولي لافتتاح عرض «بلقيس» الأحد الماضي وصعد علي خشبة المسرح كي يرحب بالجمهور ويرحبوا به. كيف تري شكل عملك بالبيت الفني الفترة المقبلة؟ - وضعت خطة، وهي بالمناسبة كانت في ذهني منذ بداية الثورة، فعندما قامت الثورة كنت اجتمع مع زملائي الفنانين بالنقابة ونبحث معا سبل تطوير البيت الفني للمسرح، وبالفعل كتبت خطة وقررت أن أعرضها علي وزير الثقافة الجديد وكان محمد الصاوي ثم أصبح أبوغازي، وعرضتها عليه وتركتها له فترة من الزمن ثم فوجئت بقرار تعييني وللتوضيح كنت دائمًا أرسل هذه الخطة لأي رئيس بيت يأتي وكانت توضع بالأدراج ولا ينظر إليها أحد، وهذه الخطة تتلخص في أن المسرح لابد أن يكون في خدمة المجتمع فلابد أن نرتقي بمستوي المتفرج الفني والأخلاقي فمسرح ما بعد الثورة لابد أن يختلف تماما عما كان عليه من قبل، لذلك سوف نسعي لإعادة فرقة مسرح الإسكندرية علي سبيل المثال وسنقيم ناديا لأصدقاء المسرح يضم جميع المهتمين بالمسرح من الشباب يكون لهم الحق في حضور الندوات التي ستقام عن العروض. أيضًا لدينا خطة لعمل اتفاق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والشركات لفتح باب المسارح للمسابقات المسرحية بدون أجر، إلي جانب ذلك سوف نسعي الفترة الحالية لحل مشاكل العاملين بالبيت الفني سواء فنيين أو إداريين، وسوف نقيم إدارة جديدة للتسويق حتي تسوق عروض البيت الفني بشكل منظم وفعال وسوف نسعي أيضا لتسويقها في مراكز الشباب والنوادي الرياضية ودور القوات المسلحة والمحطات الفضائية. ماذا عن عروض البيت الفني للمسرح التي كان مقررا إقامتها هذا الموسم؟ - أوقفت جميع البروفات لأنني سأعيد قراءة هذه العروض من جديد، فللأسف اكتشفت أن هناك عروضًا هابطة لا تستحق إنتاجها، فأحد العروض وصلت تكلفته إلي 68 ألف جنيه وهو لا يحمل أي قيمة فنية، لذلك توقفت حاليا كل البروفات لحين قراءة الأعمال من جديد وتحديد ما الذي يستحق وما الذي لا يستحق. وخلال هذه الفترة سأقوم بهذا الدور بنفسي لحين تشكيل لجان قراءة بكل مسرح تكون مهمتها الرئيسية قراءة العروض واختيار الأصلح منها للعلم هذه اللجان سوف تعمل بشفافية تامة، فأثناء عملية القراءة سيتم حذف اسم المؤلف واسم العرض حتي لا تساهم الأهواء في الحكم علي العمل. ما رأيك في نظام اختيار مدير المسرح بالانتخاب الذي قرره وزير الثقافة مؤخرًا؟ - بصراحة هذا القرار أثار حالة احتقان كبيرة في المسارح، لكنه في النهاية ليس انتخابات بالمعني الحرفي للكلمة لأن وزير الثقافة عندما عرض هذه الفكرة علي رئيس الوزراء عصام شرف قال إن هذا مخالف للقانون لأن درجة المدير العام تتم بالتعيين وهذه الانتخابات قد تحدث حالة من الفوضي في الهيكل الإداري، لذلك اقترحنا علي الوزير أن نرشح له ثلاثة أسماء من كل مسرح وهو يختار من بينهم علي حسب كفاءة السيرة الذاتية التي سيقدمها كل مرشح، والتي تتطلب ضرورة أن تكون خبرته الأساسية مسرحية حتي يكون كفؤًا للمنصب. لكن لماذا اقتصر الاختيار علي الفنان القدير؟ - لأن الفنان القدير هو قانونا من له حق منح درجة المدير العام ومن قبل وجدنا أن كل المديرين السابقين لم يكونوا علي درجة فنان قدير لذلك كانت تكتب له إشراف وليس مديرًا ونحن نحتاج إلي وجود هذه الدرجة، لأن أي مدير أيضا لابد أن يكون له خبرة تراكمية في مجال المسرح ولن تتوافر هذه الخبرة إلا في الفنان القدير. هل السن معيار للحكم علي الكفاءة؟ - ليس معيارا للحكم، لكن بالطبع السن الأكبر تكون له خبرة مسرحية طويلة سواء في مشاهدة العروض أو حضور المهرجانات أو إخراج الأعمال وهذه ما يسمي خبرة تراكمية وهذا يفيد للغاية في إدارة مسرح مثل القومي الذي يحتاج لشخصية ذات ثقل فني وثقافي وكذلك الحديث والكوميدي والطليعة، لكنه تم استثناء مسرح الشعب لأن طبيعة المسرح تختلف مع هذه الشروط. وماذا عن المسرح المتجول؟ - المسرح المتجول كانت هناك فكرة لتفكيكه تماما وتحويله إلي إدارة كبيرة لتجول فرق المسرح كلها، لكن الوزير رأي ضرورة الإبقاء عليه في الوقت الحالي وإنشاء إدارة بداخله مسئولة عن تسهيل التجول بالمحافظات، فمدير المتجول القادم سيكون مسئولا عن تنظيم مواعيد تجول كل عروض فرق البيت الفني الفترة المقبلة. هل سوف تتم إعادة عروض خلال الفترة الحالية؟ - بالتأكيد سنعيد كل العروض التي سبق وأوقفها جهاز أمن الدولة ومن ضمنهم عرض أطفال «أسعد عيد في العالم» الذي تم إيقافه لأن الحيوانات في العرض كانت تطالب برحيل الأسد الظالم ملك الغابة وهو بطولة الفنان محمد أبوالحسن وأيضا نحن بصدد إعادة عرض «الشطار» الذي سبق وقدمته بمسرح الغد للفنان سامي مغاوري لأنه له علاقة مباشرة بأحداث الثورة. وماذا عن مهرجاني القومي للمسرح والشباب؟ - مهرجان الشباب سوف نعيد النظر في جدوي إقامته الوقت الحالي، فمن المهم أن ندرس مدي ضرورة وقوة هذا المهرجان وهل هو مفيد أم لا؟، أما القومي فهو ضروري وسوف يقام في ميعاده ونحن بصدد وضع ميزانيته حالياً.