قضت محكمة جنايات القاهرة بعدم جواز الدعوى بمقاضاة الرئيس المصرى المخلوع محمد حسنى مبارك فى قضية قتل المتظاهرين خلال الاحتجاجات الشعبية التى أنهت حكمه قبل أربعة أعوام، كما قضت المحكمة ببراءة وزير الداخلية حبيب العادلى وستة من معاونيه فى القضية ذاتها. وقضت المحكمة بعدم جواز نظر الدعوى الجنائية بحق مبارك فى شأن الاتهام المتعلق بالاشتراك فى وقائع قتل المتظاهرين السلميين إبان ثورة يناير، لصدور أمر ضمنى بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية بحقه، وذلك بصدور أمر الإحالة (قرار الاتهام) الأول بإحالة وزير داخليته ومساعديه للمحاكمة قبلها بستين يوما. وقد برأت المحكمة أيضا مبارك ورجل الأعمال (الهارب) حسين سالم فى قضية تصدير الغاز لإسرائيل. وتضمن الحكم انقضاء الدعوى الجنائية فى شأن الاتهام المتعلق بتلقى مبارك ونجليه رشاوى تتمثل فى خمس فيللات من رجل الأعمال حسين سالم نظير استغلال النفوذ الرئاسى لصالحه، وذلك بمضى المدة القانونية التى يجب أن تحرك فيها الدعوى الجنائية. وشهدت قضية أمس تأخر فريد الديب محامى الرئيس المخلوع عن حضور جلسة النطق بالحكم على موكله. وأصدر النائب العام بيانا قال فيه إنه سيتم الطعن على أحكام البراءة وانقضاء آجال الدعاوى ب»محاكمة القرن». وذكر البيان إن النائب العام سيُكَلِف المكتب الفنى بإعداد دراسة قانونية متكاملة لأسباب الأحكام التى أصدرتها محكمة جنايات القاهرة بجلسة اليوم فى القضيتين رقمى 1227 لسنة 2011 جنايات قصر النيل، و3642 لسنة 2011 جنايات قصر النيل، للطعن فيهما بالنقض. من ناحية أخرى، قال عصام البطاوى محامى حبيب العادلى: «إن موكله سيعود إلى السجن لأنه محبوس على ذمة قضايا أخرى، واتهامات له بالكسب غير المشروع والتربح، أبرزها قضية اللوحات المعدنية التى يقضى على أثرها عقوبة بالسجن لمدة 5 سنوات». كما أكد البطاوى أن كلا من علاء وجمال مبارك لن يخرجا أيضا لأنهم محبوسون على ذمة قضية التلاعب بالبورصة، وأيضا القصور الرئاسية. وبشأن مبارك، أوضح البطاوى أنه يقضى مدة الحبس فى القصور الرئاسية، وأن النيابة العامة بصدد احتساب مدة الحبس الاحتياطى له من أجل تسوية مدة حبسه. من جانبه قال المحامى فيصل العتيبى المحامى الكويتى المتطوع للدفاع عن مبارك، بعد صدور الحكم برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدى: «إن الحكم كان متوقعاً وهذا ثقة فى القضاء المصرى الشامخ وأنه يعيد الحق لأهله ووصمة عار لمن تآمر على الرئيس وزج به فى السجن». وتابع: «نقول لقطر وأمريكا وتركيا لن تهزموا أسد مصر وقد باءت خططكم بالفشل وأراد الله أن ينصر زعيم الأمة العربية وهذه هدية إلى الشعب المصرى.».. فيما أبدى يسرى عبد الرازق، أحد محامى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، سعادته عقب حصول موكله على البراءة، وقال: «إن القضاء نطق بحكم العدل وإن مبارك ظلم كثيرا، إلا أن الله أثبت براءته أمام الجميع، مشيرا إلى أنه سيظل داخل مستشفى المعادى للقوات المسلحة محبوسا على ذمة قضية القصور الرئاسية نظرًا للحكم عليه بالحبس لمدة 3 سنوات والغرامة 120 مليون جنيه.» وأكد عبدالرازق أنه قضى العقوبة بالفعل نظرا لحبسه، 4 سنوات وليس 3 سنوات فقط، باعتبار أن سنة السجن توازى 9 أشهر فقط، إلا أن الغرامة الكبيرة الموقعة عليه ستجعله محبوسا على ذمة القضية لحين جلسة الطعن على الحكم المقرر لها يوم 13 يناير المقبل.
