سخرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، من التحالف الذى تقوده الولاياتالمتحدة لقصف تنظيم «داعش» لشنه غارات جوية على الشرق الأوسط بأكمله، قائلة «لنقصف العالم الإسلامى بأكمله من أجل إنقاذ حياة مواطنيه». وتساءلت الصحيفة البريطانية: لماذا نتوقف عند تنظيم «داعش» بينما قصف النظام السورى شعبه أيضا، مضيفة ألم يكن هذا رأينا فى الماضى القريب، فما الذى تغير الآن وماذا سيحصل لو ضربنا الميليشيات الشيعية فى العراق أيضا؟. وأشارت الصحيفة إلى إبادة الميليشيات الشيعية ل 40 شخصا فى شوارع بغداد لمجرد أنهم سنة، وقتلت الميليشيات أيضا 68 شخصا فى أحد المساجد فى شهر أغسطس الماضي، وهم الآن يتحدثون عن عمليات التطهير بعد هزيمة داعش، ويتحدث الآن زعماء الشيعة عن قيام تنظيم شيعى مشابه لتنظيم القاعدة السنى. ولفتت الصحيفة أيضا، إلى الأوضاع فى غزة وقتل إسرائيل ل 2100 فلسطينى فى حربها الأخيرة مع حماس، وتساءلت عن مبرر إسرائيل لقتل هؤلاء؟، وما هو المبرر الأخلاقى لإعدام إيران لشخص فى الأسبوع الماضى بسبب فهمه العصرى للدين. واستعرضت الصحيفة المتناقضات الواسعة فى الشرق الأوسط التى تخلو من المنطلقات الإنسانية، ومدى العبث للحملة ضد تنظيم «داعش» إذا لم يراع الجانب الإنسانى وتطبيق المبادئ القائمة عليها حملة قوات التحالف.. وفى سياق متصل، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية مقال الكاتب الأمريكى روجر كوهين قارن فيه بين الزعيم الألمانى أدولف هتلر وزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، قائلا «إن الأول دمر ألمانيا وعلى الرغم من أن غضبه توجه لخارج بلاده إلا أن نتائجه المخربة انصبت على الداخل، وإذا كان البغدادى يستهدف الغرب، فإن النظام العربى هو الذى يواجه خطر السقوط وعلى هذا النظام أن يجد حلا لتنظيم «داعش» وإحباطات المواطنين العرب، لقد دقت ساعة الصفر العربية. وختم كوهين مقاله مشيرا إلى أن الاتحاد السوفيتى كان حليفًا رئيسيًا لأمريكا فى إنزال الهزيمة بالنازية، على الرغم من الاختلاف الأيديولوجي، ولا يخفى على أحد معرفة أى دولة تلك التى يمكنها اليوم أن تلعب دورا ضد تنظيم «داعش»، إن هذه الدولة اسمها «إيران» وفقا لرؤية الكاتب الأمريكى. واستنكر كوهين فى نهاية مقاله الهمجية التى يتصرف بها تنظيم «داعش» ويتعامل بها مع الامور مضيفا أنه لا مبرر لكل هذا التخبط والفوضى. من جهتها، صرحت تيريزا ماى وزيرة الداخلية البريطانية بأن تنظيم «داعش» ليس دولة ولا إسلاميا، مؤكدة أنه يجب العمل لتدمير هذا التنظيم. وفى كلمتها أمام مؤتمر حزب المحافظين السنوى فى برمنجهام، قالت الوزيرة البريطانية إنه إذا تم السماح لتنظيم متطرف بتشكيل دولة فى الشرق الأوسط، فسيكون هناك خطر كبير على بريطانيا، مع احتمال استخدام أسلحة بيولوجية ضد أعدائها. وأوضحت ماى أن مشروع القانون الخاص بمكافحة الإرهاب يسمح بمحاكمة المواطنين البريطانيين الذين يشتركون فى أنشطة إرهابية فى الخارج، مشيرة إلى أنه فى حالة أصبحت هذه المشاريع قانونا، فإنها تتيح للشرطة القبض على المشتبه بهم على الحدود، ومنع سفرهم والحصول على وقت أكبر للتحقيق معهم.. أما آرون ديفيد ميلر الكاتب الأمريكى بمجلة «فورين بوليسي» الامريكية، فقد أعرب عن قلقه إزاء إستراتيجية إدارة الرئيس باراك أوباما بشأن سوريا، ووصفها بأنها ذات وجهين كلاهما سيئ: الأول، يتمثل فى ضرب تنظيم «داعش» وهذا من شأنه تقوية جانب الرئيس السورى بشار الأسد والثاني، يتمثل فى ضرب بشار الأسد، وذاك من شأنه تقوية جانب تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من الجماعات. وفى سياق متصل نشرت صحيفة «البايس» الإسبانية تحت عنوان «الإسلام المتطرف ينتشر فى إسبانيا» إن ظهور النقاب والملتحين فى مدينة «مسليلة» أصبح من المشاهد المألوفة مشيرة إلى أن المتطرفين يتبعون إسلامًا عفى عليه الزمن حيث يتخذ هؤلاء المتطرفون من الأحياء الفقيرة مقرًا لنشر أفكارهم .