حالة من الاستياء سيطرت على الحاضرين بحفل ختام المهرجان القومى للمسرح بسبب الملل والتطويل الذى أحدثه الكاتب يسرى الجندى أثناء قراءته لتوصيات لجنة التحكيم، ومن شدة ضجر الجمهور اضطر الجندى فى النهاية الاكتفاء بقراءة جزء من التوصيات ولم يستكملها معلنا أنها موجودة بنشرة المهرجان! بعد انتهاء كلمة رئيس لجنة التحكيم صعدت الفنانة سهير المرشدى- أحد أعضاء اللجنة- على خشبة المسرح كى تعلن عن العروض الفائزة وخلال إعلانها الجوائز ذكرت أن جائزة أفضل مؤلف صاعد تم حجبها لعدم وجود من يستحق وأضافت قائلة.. «إن هذه مكانة رفيعة لا يرقى للوصول إليها إلا من يستحقها»، وقد تسببت هذه الجملة وقرار الحجب فى غضب بعض الحاضرين وكان على رأسهم المؤلف محمود الطوخى الذى نهض معترضا على قرار الحجب قائلا.. «إن لم يكن هناك مؤلف فليس هناك مسرح».. وكاد أن يدخل الطوخى فى مشادة كلامية مع سهير المرشدى أثناء حفل الختام. أما عن تعليقه على قرار الحجب فقال الطوخى فى تصريحات خاصة: الحجب قرار غير قانونى لأن لجنة التحكيم مهمتها التحكيم فقط وليس التقييم بمعنى أنها كان عليها ممارسة دورها واختيار جائزة أفضل تأليف أو أزياء من العروض المتاحة لديهم لأن هذا هو عملها لكن ليس من حقها تقييم الأعمال وبالتالى ليس هناك ما يسمى بالحجب بكل عناصرها لذلك أرفض فكرة الحجب وأراها غير قانونية، وكنت أحد أعضاء لجنة التحكيم فى دورة سابقة وتم طرح فكرة الحجب فى بعض الجوائز أثناء مشاروات اللجنة لكننى اعترضت وقتها بشدة وتمسكت بأن نختار «أحسن الوحشين»، وبالنسبة لما ذكرته المرشدى فى حديثها عن جائزة التأليف فهذا كلام غير مقبول وأغضبنى كثيرا لأنه يحمل إهانة للمؤلفين المسرحيين .. على الجانب الآخر، لم تكن جوائز المهرجان بالطبع مرضية للجميع ورأى البعض أن هناك ظلما حقيقيا وقع على بعض العروض الجيدة التى حرمت تماما حتى من الترشح لجوائز المهرجان مثل عرض «ماكنون» للمخرجة وسام أسامة وإنتاج مركز الإبداع الفنى وعرض «الأفاعى» للمخرج محمد يوسف التابع لجامعة عين شمس، أما من حصد جوائز المهرجان فكان عرضا «المحاكمة» لطارق الدويرى حيث حصل الدويرى على جائزة أفضل إخراج وأفضل عرض مسرحى وأفضل ممثل للفنان أشرف عبدالغفور وأفضل ديكور لمحمد جابر وأفضل موسيقى لتامر كروان، وكذلك عرض «مطلوب» إخراج محمد مهران التابع لأكاديمية الفنون حصل العرض على شهادة تقدير لعمرو طه فى التأليف الموسيقى وحصل رامى بنيامين على جائزة حسين جمعة لأفضل إضاءة وجائزة أفضل ديكور لأحمد عبدالعزيز عن نفس العرض، كما حصل محمد مهران على جائزة أفضل مخرج صاعد مناصفة مع تامر كرم عن «الليلة ماكبث»، وذهبت جائزة أفضل ممثلة مناصفة بين إيمان إمام عن عرض «القصة المزدوجة للدكتور بالمي» ونهى لطفى فى «طقوس الموت والحياة» كما حصل مناضل عنتر مدير فرقة الرقص الحديث على جائزة أفضل تصميم استعراضات عن عرض «مولانا».
