سقطت مدينة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي معمر القذافي أمس في أيدي الثوار الذين باتوا يسيطرون بمساعدة الغطاء الجوي الذي توفره قوات التحالف الدولي، علي المدينة تلو الأخري ويواصلون تقدمهم غربًا نحو معركة الحسم في طرابلس. ونقلت قناة الجزيرة الفضائية عن المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي شمس الدين عبد مولاه قوله إن الثوار لم يلقوا أي مقاومة عند دخول سرت التي وجدت خالية من الأسلحة. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن سرت شهدت صباح أمس سلسلة انفجارات وسط تحليق طائرات ما دفع للاعتقاد بأنها ناجمة عن غارة جوية شنتها قوات التحالف. واحتفي سكان مدينة بنغازي معقل الثوار منذ الساعات الأولي من أمس بسقوط سرت في أيدي الثوار وقال مراسل الجزيرة في بنغازي علي هاشم اتفقنا علي تكبيرات في المساجد واحتفالات بعد إعلان سقوط سرت بين الثوار.. مضيفًا إن الثوار قطعوا في ثلاثة أيام نحو 550 كيلو مترا من بنغازي حتي سرت. وأوضح أن 80% من مصادر النفط علي الشريط الساحلي شرق ووسط ليبيا باتت تحت سيطرة الثوار. وترددت أنباء مفادها أن عشرات من قوافل السيارات المدنية والشاحنات العسكرية تتحرك من سرت علي الطريق الساحلي باتجاه طرابلس التي تتعرض لقصف من قبل التحالف الدولي. بينما أعلنت قطر اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلاً شرعيًا وحيدًا للشعب الليبي، لتصبح أول دولة عربية تقوم بهذه الخطوة، دعا أحمد قذاف الدم ابن عم القذافي منسق العلاقات المصرية الليبية الذي انشق عن الرئيس الليبي مؤخرًا، إلي وقف القتال في ليبيا محذرًا من أن قرار السلم والحرب قد لا يكون غدًا بأيدي الليبيين بعد تدويل الصراع. وفي حين بث التليفزيون الليبي صورًا للقذافي وهو في سيارة بطرابلس حيث كان المئات من أنصاره يلوحون بالأعلام الخضراء ويرددون شعارات اتهمت الحكومة الليبية حلف الناتو بمحاولة تركيع ليبيا وتجويع شعبها، وذلك إثر موافقة الحلف علي تولي قيادة العمليات العسكرية في البلاد، إلا أن اندرس فوج راسموسن أمين عام الناتو أكد أن قرار الحلف بتولي العمليات العسكرية في ليبيا يهدف إلي حماية المدنيين الذين يهددهم نظام القذافي، مشيرًا إلي أن الحلف سينفذ قرار مجلس الأمن ليس أكثر ولا أقل.