امرأة ليبية من زمن العار العربي (1) - إيمان العبيدي: المرأة الليبية التي اغتصبها 15 رجلاً من ميليشيات القذافي، ثم اقتحموا أحد الفنادق واقتادوها إلي مصيرها المجهول، وسط صياح وصراخ المراسلين الأجانب. - الفيديو الذي بثته الفضائيات كفيل بأن يسقط كل الحكام العرب الطغاة وليس القذافي وحده، امرأة تصرخ بأعلي صوتها وتستجير، ولكنها لا تجد من ينقذها. - تصيح «لا أعرف إلي أين يأخذونني»، ومغتصبوها مجموعة من الرجال والنساء الأشداء، وضعوا كيسا أسود في رأسها وحملوها في سيارة بيضاء إلي التهلكة. (2) - ذنب هذه المرأة أنها من بنغازي، مدينة المقاومة الباسلة التي استعصت علي عصابات القذافي، وبمجرد أن نطقت اسم بنغازي اعتقلوها واغتصبوها لكسر المقاومة باغتصاب النساء. - الاغتصاب هو سلاح الأندال وبندقية الخسيس التي يصوبها تجاه امرأة ضعيفة لا تملك الدفاع عن نفسها، فتكاثروا حولها كالكلاب المسعورة. - مشهد اعتقال «إيمان» في أحد الفنادق الليبية يثير الذعر في القلوب، لم تجد من ينقذها من أبناء بلدها، والتف المراسلون الأجانب فقط للدفاع عنها. (3) - إيمان العبيدي: اسم يجب أن يحفر بالنار في الذاكرة العربية وأن نبكي من أجلها ونلطم خدودنا ونشق ملابسنا، ففي بلاد العرب يعيش الوحوش ويتكاثرون. - وحوش ألحقوا العار والخزي والفضيحة لكل من يحمل هوية عربية، لأنه من أبناء عمومة هؤلاء القتلة والمغتصبين الذين لا قلب لهم ولا ضمير. - المشهد يقول: «تبرأ من عروبتك».. تبرأ من القذافي وأمثاله من الحكام الطغاة الذين أوصلوا بلادنا التي هذه الحالة المأساوية التي يندي لها الجبين. (4) - أين نساء العرب.. أين المحجبات والمنقبات والجمعيات النسائية وحقوق الإنسان وغيرها من منتديات الكلام والرغي التي صمتت عن جريمة الاغتصاب. - نعم، قد يقول قائل إن عشرات النساء يُغتصبن كل يوم في كل البلاد، ولكن «إيمان» يغتصبها من يفترض أنه يحميها، تحت سمع وبصر الدنيا كلها. - يغتصبها رجال العقيد، هؤلاء الأشرار الذين هم أكثر جنونا من زعيم عصابتهم، ويا ويل الأوطان التي يحكمها مجانين أو مهاويس أو فاسدون أو طغاة. (5) - إيمان العبيدي: تصرخ «لا تأخذوني.. اتركوني.. كلنا ليبيون» ولكن فرقة المطاردة التي جاءت للقبض عليها لا تعرف إلا شيئًا واحدًا هو إسكات صوتها. - تصوروا معي مشاعر هذه المسكينة التي يتم جرها بالقوة لتركب السيارة، وهي تعلم مصيرها والإيذاء البدني والنفسي الذي ستتعرض له. - الموت أقرب من الحياة، والموت أهون من الحياة، الموت أرحم من الحياة.. ما هذه الحياة التعسة التي يعيشها العرب في بلادهم تحت وطأة هؤلاء الطغاة؟ (6) - إيمان العبيدي: قال جلادوها في البداية إنها امرأة «مجنونة»، وإذا كانت كذلك فلماذا لم تنقلبوا علي «المجنون الأكبر» الذي يحارب شعبه ويقتله. - لم يلمح أحد أيا من مظاهر الجنون علي «إيمان» ولكن كل علاماته وشواهده وحركاته تبدو بوضوح وحسم علي القذافي.. مجنون منذ أن جاء إلي الآن. - مجنون من طراز فريد، وأشد المجانين خطورة هم الذين يعشقون الدم، والقذافي من هذا النوع.. مجنون يستمد قوته من القتل. (7) - إيمان العبيدي: امرأة عربية ليبية من بنغازي.. اغتصبوها، واغتصبوا كل الشرف العربي، اغتصبوا الإنسانية التي دهستها الأقدام النجسة. - امرأة جاءت في زمن القذافي، وعصبة حكام من أمثاله، لعب كل واحد منهم دوره حسب مواهبه ومؤهلاته، لكنهم جميعًا، طغاة ضد شعوبهم. - لا أتصور أبدًا أن ضمير الإنسانية سوف يعرف طعم الراحة بعد اليوم.. لن يعرفها إلا بعد أن يرحل «قطاع طرق» بدرجة رؤساء دول. [email protected]