بداية اريد ان اؤكد لك ان هذه المساحة التى اكتب فيها ليست لتأييد احد.. بل هى لتأييد الحق أيا كان صاحبه.. فليس لدى اى حسابات لمجاملة احد.. ولست مضطرًا لتسديد فواتير لم احصل عليها اصلا.. ولا توجد لدى فواتير الا الفاتورة الوطنية التى تدعونى دائما ان انحاز للحق على الباطل.. وان اغمس ريشة قلمى دائما فى ضميرى لاظل احترم نفسى.ولتصرخ كلماتى وحروفى فى وجه العابثين والمتآمرين حتى لو دفعت الثمن. دعنى اغضبك واغضب نفسى واحدثك عن ثورة تمت سرقتها والسارق معلوم..دعنى اكشف لك من سرق ثورتك من أمراء الحرب وتجار الثورة. قامت الثورة لتخرج الوطن من نفق مظلم لم يدركه الديكتاتور الذى حكم ثلاثة عقود بعد ان ظن ان مصر ضيعته الخاصة.. وخرج الملايين من الشرفاء ليبح صوتهم مطالبين بسقوط النظام.. نظام كان يرى بأن عمله صالح.. وهو لم يعرف شيئا عن الصلاح ولم يفعل شيئا للاصلاح.. ولكن كان هناك من بين الملايين الشرفاء من يهتف بداعى الوطنية من اجل مصالحه الخاصة لنجدهم بعد اشهر قليلة تحولوا من شباب متواضع ماليًا الى نشطاء يمتلكون الملايين بعد ان تاجروا بثورة وطنهم و قبضوا الثمن من وطن جريح. دخلنا للمرحلة الانتقالية فى ظل المجلس العسكرى لنجد أن هناك موجة ثانية من النشطاء يدعون بسقوط المجلس وحريصون على اشعال الاوضاع الدموية فى محمد محمود ومجلس الوزراء وعند وزارة الدفاع ليسقط العشرات من الشهداء الابرياء بسبب تحريض قلة تريد ان تظل فى المشهد السياسى اطول فترة ممكنة ليجنوا مزيدا من الارباح القذرة الملوثة بالدماء.. انا هنا أبرئ المجلس العسكرى آنذاك من قراراته الكارثية التى اوصلتنا الى حكم الاخوان المسلمين.. لنصل الى اقصر فترة حكم فى تاريخ مصر لتعلو المعارضة على حكم ادعى الاسلام.. ولتقرب موعد النهاية وتظهر الموجة الثالثة من النشطاء فى 30 يونيو.. هتفوا بسقوط الاخوان.. وهتفنا معهم.. ثم جلسوا يجنون الارباح فمنهم من تحول من صحفى متواضع الامكانيات الى عضو بلجنة الخمسين فى نفاق لما حدث فى 30 يونيو ولن احدثك عن اشياء مخجلة اخرى عن الثمن الذين حصلوا عليه ويطلون علينا ليل نهار باعتبارهم ابطال.. هم حقا ابطال ولكن من ورق، لم يملكوا الا اصواتهم فقط ولولا تحرك القوات المسلحة فى موقف وطنى لما كنا انتهينا من حكم الاخوان.. ولكن هناك دائما من ينتظر ليقبض الثمن بدافع الوطنية.. ولكن يا سادة اعلموا : بأن الوطنية لا تباع ولا تشترى ومن يقبض ثمن الثورة سيتم القاؤه قريبًا فى سلة مهملات التاريخ. لأن الثائر الحق هو الذى يسعى بأن يحرر وطنه من الفقر لا أن يحرر نفسه هو وينسى وطنه.. ولذا عملكم غير صالح وضمائركم فاسدة.