ذهبت أمس الأول، إلي ميدان التحرير ثم اتجهت إلي مبني التليفزيون المصري (ماسبيرو) لمشاهدة آلاف المواطنين المسيحيين المصريين المتظاهرين والمحتجين علي خلفية حرق وتدمير وهدم كنيسة قبطية بقرية صول التابعة لمركز أطفيح بمحافظة حلوان. وقد لاحظت مشاركة العديد من الشباب والشابات وبعض الكهنة علي غرار كل من: الأب القمص متياس نصر والأب القس فلوباتير جميل.. وقد تنوعت الهتافات بين عدة مجموعات من المتظاهرين.. فمنها من حمل صبغة الاحتجاج علي حرق الكنيسة، ومنها ما هو موجه للجيش لحسم الأمر ومعاقبة المخطئين.. خاصة بعد ما حدث في منطقة الزرايب. شيد العديد من المتظاهرين المسيحيين العديد من الخيام للمبيت فيها، كما لاحظت دخول العشرات من البطاطين.. خاصة مع برودة الجو مساء. وقد نظم المتظاهرون أنفسهم ومنعوا سير السيارات أمام مبني التليفزيون علي كورنيش النيل. وقاموا بعمل نقاط لدخول المتظاهرين وخروجهم.. وقد خضع كل من دخل المظاهرة للتفتيش منهم لكي لا يدخل أحد لتخريب المظاهرة. ولاحظت أيضاً وجود بعض المواطنين المسلمين منهم من يربي لحيته ومنهم من ترتدي النقاب.. وقد تضامنوا مع مطالب المسيحيين في إعادة بناء الكنيسة ومحاكمة من قام بحرقها وتدميرها.. اشتدت الهتافات مساء في الساعة 10 مساء.. بعد أن وصلت إلي مسامعهم ما جري عند سفح المقطم من هجوم المسلمين علي المسيحيين ومنازلهم. وهو ما راح ضحيته حوالي 11 مواطناً مسيحياً مصرياً وما يقرب من 140 جريحاً حسب آخر التصريحات من بعض المقربين من دير سمعان الخراز الذي تم الهجوم عليه أيضاً. أما أمس، فقد زاد عدد المتظاهرين أمام مبني التليفزيون.. احتجاجاً علي ما حدث، وهو الأمر الذي جعل هتافاتهم أكثر حدة لدرجة أن العديد من الهتافات قد تناولت اسم المشير اللواء حسين طنطاوي (وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكري)، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولي.. وقد سمعت من بعض المتظاهرين دعوتهم إلي مظاهرة مليونية للتعبير الصريح عن رفض ما حدث ليس فقط في المقطم، ولكن أيضاً في قرية أطفيح. وحسبما عرفت حتي كتابة هذا المقال أن العائلات المسيحية التي عادت إلي منازلها في أطفيح لا تغادر منازلها خوفاً من التهديدات التي تصل إليهم. فضلاً عن عدم رجوع حوالي 150 قبطياً إلي الآن. من الواضح أن الأمور قد تتطور إلي ما هو أسوأ.. خاصة أن المتظاهرين لم يعودوا يسمعوا لتوجيهات الكنيسة كما كان يحدث من قبل. وقد ذكرت في برنامج (90 دقيقة) الذي أذيع أمس الأول علي الهواء مباشرة علي قناة المحور مع صديقي معتز الدمرداش: أن المواطنين المسيحيين المصريين قد خرجوا من عباءة الكنيسة.. ومتمردين عليها.. لأنهم في الماضي قد أوجدوا لها العذر في عدم اتخاذ مواقف حاسمة تجاه التجاوزات التي حدثت لهم بسبب ضغط نظام الرئيس السابق حسني مبارك عليها؛ أما الآن وبعد رحيل هذا النظام.. فلم يعد للكنيسة أي مبرر في صمتها. كما حذرت في البرنامج نفسه من أن تتحول قرية صول إلي مأساة علي غرار ما حدث في الكشح الثانية سنة 2000 علي اعتبار أنه بعد عودة الهدوء للقرية بتأمين من القوات المسلحة.. يمكن أن يشتعل فتيل التوتر الطائفي مرة ثانية بعنف ودموية أكثر شدة.