ترجمة: هاشم عبد الحميد أكد الكاتب الأمريكي د يفيد فرام في مقال علي موقعه الخاص أن الموجة الحالية من الانتفاضات الديمقراطية في الشرق الأوسط هي تطور جدير بالترحيب، ولكن الأمر المؤكد أيضا هو ترحيب الشرق الأوسط بقمع الأحزاب السياسية عن طريق دعم حركات مثل الإخوان المسلمين التي تتبني شعارات مثل «القرآن دستورنا والجهاد سبيلنا»، وهو ما يضع العديد من التحديات الملحة أمام صانع القرار السياسي في الولاياتالمتحدة، كيف يمكن لأمريكا تملق الأحزاب السياسية التي تنتهج الشريعة الإسلامية والجهاد والضغط عليها لاحترام قواعد اللعبة الديمقراطية السياسية؟ هل جماعات الإسلام السياسي تحترم الحياة المدنية؟ وما الظروف التي يمكن لواشنطن أن تتعامل تحتها مع تلك الحركات؟ تصدي العديد من أفراد الحكومة الأمريكية لتلك التساؤلات طوال العقود القليلة الماضية خاصة علي مدي الأسابيع القليلة الماضية، وقد تحدثنا معهم لمعرفة ما تعلموه من واقع خبرتهم. أضاف في أي مكان في العالم هناك دائما معضلة في التواصل مع الإسلاميين إلا أن الأمر أكثر وضوحًا في مصر، جماعة الإخوان المسلمين تأسست عام 1928 وخلال عقود لاحقة تبنت الجماعة أكثر من حركة راديكالية خرج من رحمها رجال مثل الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة وكان يقود في مصر تنظيمًا راديكاليا تخلي في النهاية عن العنف ضد الحكومة المصرية «وليس ضد إسرائيل»، وبدلا من ذلك تعهد بالعمل علي إقامة دولة إسلامية عن طريق إقناع عامة المسلمين بذلك، منذ السبعينيات شارك المعتدلون من الإسلاميين في «الرقص غير المريح» مع النظام المصري العلماني، وسمح حسني مبارك لهم بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية بشكل غير رسمي، وبحلول التسعينيات كانوا يشاركون في معظم أنشطة الحياة العامة في مصر بما فيها المنظمات غير الحكومية بهدف التحدث إلي الشرائح المختلفة من المجتمع المصري.. وللتعرف علي الإخوان المسلمين من الداخل يجب عليك الاستعانة بإميل نخلة الذي تعاقدت معه وكالة الاستخبارات المركزية كباحث متخصص في الإسلام السياسي. وأشار فرام إسمان أن إبراهيم الهضيبي وهو زعيم سابق للشباب في الجماعة غادرها عام 2008 بجانب عصام العريان المتحدث الرسمي باسم الإخوان المسلمين.. الاثنان علي حد سواء يعترفان بأن الولاياتالمتحدة تواصلت معهم علي مدار السنوات الماضية، الهضيبي يؤكد أن قادة الإخوان المسلمين والدبلوماسيين الأمريكيين غالبا ما يكونون حذرين في تعاملهم مع بعضهم البعض ويشير بقوله «أستطيع أن أقول إن السمة الرئيسية للمحادثات بين الطرفين هي الشك المتبادل» ويضيف الهضيبي: إن كلا الجانبين يتردد للغاية في الدخول لمحادثات متبادلة بسبب المخاوف من نتائجها المحتملة وكان واحد من تلك النتائج المحتملة إثارة غضب نظام مبارك. في العام 1998 ألغي الرئيس مبارك فجأة محادثات مع مسئولين أمريكيين بسبب صلتهم المباشرة بمباحثات مع الإخوان وفي هذا الإطار أكد مسئول سابق في الاستخبارات الأمريكية أن مبارك لا يريد أن يعطي شرعية لجماعة الإخوان المسلمين، وهو سبب رفضه المباحثات الأمريكية معهم وهو كان يري من وجهة نظره - وقد يكون هذا صحيحًا - أن تلك الاجتماعات بين الطرفين أعطتهم المزيد من الشرعية.. وقد امتثلت المخابرات الأمريكية والسفارة الأمريكية بالقاهرة في النهاية لرغباته. اتفق البعض مع إدارة بوش أن الولاياتالمتحدة تحتاج إلي المزيد من الاتصالات مع هذه الجماعات الإسلامية، بعد انتخابات 2005 في مصر حصل الإخوان المسلمون علي 88 مقعدًا في البرلمان وفي حينها بدأت السفارة الأمريكية في التواصل مع البرلمانيين التابعين للجماعة بدعوي أنه إذا كانت الجماعة قانونية في مصر فإن البرلمانيين التابعين لها ليسوا كذلك، وهو شعور من أمريكا بقيمة ما أحدثته الجماعة وتأثيرها بحسب إليوت إبرامز نائب مستشار الأمن القومي. ولكن ليس بالضرورة أن تأييد الحوار معهم هو اعتراف من واشنطن بالإسلاميين بكل بساطة بل قد تكون الولاياتالمتحدة تريد أن تستمع إليهم فقط والتعرف علي آرائهم.. ماري هابيك الخبيرة في شئون الإسلام السياسي التي عملت في مجلس الأمن القومي خلال عهد إدارة الرئيس جورج بوش تشير إلي ذلك بقولها: إن الإخوان المسلمين تعرضوا للاضطهاد وهو ما جعلهم غامضين ويعملون بشكل سري وربما خادع، وهو السبب وراء الصعوبة التي يواجهها العديد من الدارسين لتلك الحركة كما يصعب تصديق ما يقولونه في الكثير من الأحيان، خاصة حول حديث الإخوان عن حرصهم علي الديمقراطية. نقلاً عن موقع فرام فورم «الخاص بالكاتب ديفيد فرام»