كتبت - إنجى نجيب اكد عدد من المثقفين ان مصر تحتاج الى اعادة تحديد دور الثقافة فى الدولة حتى تقوم بدورها الاساسى فى التنوير السياسى، وعلى كافة وزارات الدولة ان تتحد من اجل مواجهة الفكر الارهابى، ودعاوى العنف واستخدام القوة فى حسم الخلاف واكد د. عبد المنعم تليمة الناقد الأدبى ان السبب الرئيسى فى تدهور الوضع السياسى بمصر يرجع الى الدولة التى لم تنهض بدور الثقاقة فلابد ان تحدد الدولة صلاحيات واختصاصات محددة لوزارة الثقافة وتخصص لها الميزانية الكافية لاداء دورها ودعم الابداع والفكر فى مواجهة التطرف. واوضح تليمة ان العمل يجب أن يكون فى ادارة ديمقراطية وليست بيروقراطية دون اقصاء او حساسية، وبناء عليه تستطيع الوزارة انشاء قصور ثقافية فى المدن والقرى والنجوع وان تقوم بأعمال ثقافية لا يستطيع المجتمع المدنى عملها سواء التطوعى او الخدمى، ولابد من استحداث طرق للحفاظ على آثار الدولة. ولفت تليمة الى ضرورة ان تدخل الثقافة فى ادارة الدولة وكذلك تخصيص الحوافز والجوائز للذى يجيد فى هذا المجال وكذلك دور النشر التى تتفوق فى مجالها تحصل على جوائز . واوضح تليمة انه يستقيم الامر عندما تعلن الدولة خطتها ودورها فى الحياة السياسية من غير احتكار، حتى لا تصبح وزارة الثقافة جهازاً بيروقراطياً وتديره ببيروقراطية ومن غير شفافية . اكدت فريدة النقاش الكاتبة الصحفية ان وزارة الثقافة تعمل بشكل روتينى كأن البلاد تعيش فى مرحلة طبيعية بينما مصر تمر بحالة طوارئ ولابد من احتشاد كل الهمم لخروج مصر من ازمتها ولكن هذا لا يحدث ووزارة الثقافة غائبة بشكل ملحوظ. واوضحت فريدة انه لابد من ان يقوم الدكتور صابر عرب وزير الثقافة بحالة التعبئة العامة لكل قصور الثقافة فى القاهرة وجميع محافظات مصر وكذلك فى القرى والنجوع واعادة نشر الكتب التى توضح حقيقة الأوضاع السياسية او كما اطلقت عليه «اليمين الدينى» لافتة الى انه لابد من استغلال مناسبة مرور 40 عاما على رحيل عميد الادب العربى طه حسين وذلك بنشر كافة كتب نصر حامد ابوزيد وكذلك كتب فرج فودة التى كانت ممنوعة من التداول، لافتة الى ان هناك ضرورة ان تتجه مكتبة الاسرة لتوزيع اكبر نسخ من الكتب التى تهاجم هذا الاتجاه وتوضح الحقائق . واشارت النقاش الى ضرورة اعادة اضاءة المسارح وان يتم استدعاء النصوص التنويرية التى كشفت خواء اليمين الدينى ووحشيته، وكذلك قيام مهرجانات صغيرة فى السينما وعرض السيناريوهات التى فضحت هذا الاتجاه وعلى رأسها سيناريوهات الكتاب وحيد حامد، كما لابد ان تقوم الدكتورة درية شرف الدين بعرض مسلسل «الجماعة» لان هذا هو الوقت المناسب لها . واوضحت النقاش الى ان لابد من القاء اللوم على كافة الادارة المصرية المدنية التى وصفتها بالمترهلة والبطيئة باستثناء القوات المسلحة والشرطة التى تعمل على اكمل وجه . وعلى النقيض اكد صلاح عيسى الكاتب الصحفى ووكيل المجلس الاعلى للصحافة انه لابد ألا نلقى اللوم على وزارة الثقافة وحدها لمواجهة هذا الفكر المتطرف خاصة انه يتدخل فى التنشئة الاجتماعية العديد من الوزارات كوزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى وزارة الشباب ووزارتى الاوقاف والاعلام وكذلك المؤسسات المستقلة والشبه مستقلة كالازهر الشريف والكنيسة ولابد من توحيد جهود كل هذه الوزارات من اجل مواجهة هذا الفكر المتطرف . واشار عيسى الى ان دور وزارة الثقافة هو الابرز فى مواجهة هذا الفكر المتطرف وذلك من خلال 16 هيئة وقطاعاً تابعاً لها كالنشر والمسرح والفنون التشكيلية وغيرها التى حاربت الكثير ويظهر هذا جليا فى المطبوعات التى تصدرها ومشروع الترجمة والمسرحيات سنجد ان دورها الرائد . وعن دور الثقافة فى الجامعات والمدارس اكد عيسى انه لابد من ان يكون هناك تنسيق بين وزارة الثقافة ووزارتى التعليم العالى والتربية والتعليم لعمل مؤتمرات ثقافية بها حتى لا تكون وزارة الثقافة هى التى تقاوم الارهاب بمفردها على الرغم من نشاطها الذى انكمش نسبيا نتيجة ضعف الميزانية الذى تمر به جميع فئات الدولة.