دخلت المواجهات بين مؤيدي ومعارضي القذافي طورا جديدا ينبئ باحتراق النظام الليبي حيث تجددت الاشتباكات في مدينة البريقة شرق ليبيا التي أدت إلي تزايد حصيلة القتلي والجرحي الذين سقطوا جراء ذلك ومن بينهم أطفال، وأكدت الانباء أن المسلحين المعارضين للعقيد القذافي بسطوا سيطرتهم علي البريقة وميناء رأس لانوف النفطي الساحلي شرق البلاد بعد معارك مع القوات الموالية للقذافي أمس الاول وأكد المسلحون أن المعارك أسفرت عن سقوط أربعة قتلي من جانبهم مع استيلائهم علي كميات ضخمة من الأسلحة. وأكد مراسل رويترز في بلدة رأس لانوف أن محتجين في البلدة الواقعة بشرق ليبيا فتحوا النيران علي طائرة هليكوبتر تحلق في الاجواء أمس، مشيرا إلي أنه ليست هناك اشارة إلي وجود جنود موالين للقذافي في البلدة أمس رغم أن الحكومة نفت مزاعم المحتجين أمس الاول بأنهم سيطروا علي رأس لانوف التي يبدو أنها سقطت تماما في أيدي المحتجين. وأكدت الانباء أن الكتائب الموالية للقذافي تخوض معارك بالاسلحة الثقيلة علي أكثر من جبهة لاعادة السيطرة علي المدن الليبية وأن الثوار يتجهون إلي العاصمة طرابلس. وذكرت تقارير صحفية أمس أن معارك عنيفة تدور داخل مدينة الزاوية بين الثوار الليبيين وكتائب القذافي الامنية، وذلك بعد قصف مدفعي عنيف للمدينة وكانت معارك عنيفة دارت أمس الاول بين الثوار المسلحين وقوات القذافي مما اسفر عن سقوط قتلي وجرحي. وذكرت التقارير أن المعارك بدأت بعد قيام قوات القذافي بدخول المدينة من عدة اتجاهات باتجاه مركز المدينة وتحدث عن وجود ما لايقل عن 70 جثة في المدينة دون أن يستطيع تأكيد هذه الارقام، مشيرا إلي انتشار قوات النظام الليبي في شارع عمر المختار بالمدينة. وذكرت تقارير اخبارية من بنغازي بشرق ليبيا مساء أمس الاول أن عشرات القتلي والجرحي سقطوا في اعقاب انفجارين متتاليين وقعا في مستودع للذخيرة بمنطقة الرجمة جنوب بنغازي، ولم يتضح علي الفور سبب الانفجارين، وذكرت الانباء أن الانفجارين اسفرا عن مقتل 24 شخصا علي الاقل كما رجح شهود عيان ارتفاع حصيلة القتلي. وأكد أحد الشهود العيان لروزاليوسف ويدعي ياسر غياتي أن النظام الليبي سوف يسقط قريباً ولكن من داخله مشيراً إلي أنه كان مقيماً بدرنة وبعد سماعنا تصريحات القذافي وتهديداته للمنطقة أكثر من مرة فررنا جميعاً خوفاً من القذف الجوي. في غضون ذلك ذكر مدير معهد الدراسات الدولية الايطالي نيكولا بيدي أنه لا يفترض أن تكون في ليبيا أسلحة جرثومية من أي نوع. وأضاف أنه في نفس الوقت فإن الأمر مختلف بالنسبة للاسلحة الكيميائية التي يصعب جدا التكهن بعددها ونوعها. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه متحدث باسم الأممالمتحدة الجمعة أن القذافي أبلغ الأممالمتحدة أنه فصل مندوب ليبيا في المنظمة الدولية الذي أعلن انشقاقه السبت الماضي وعين مكانه وزير الخارجية السابق علي التريكي. وعين القذافي التريكي في هذا المنصب بعد أن كان الاخير رئيسا للجمعية العامة بين عامي 2009و2010 إلاأن المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيزيرسكي لم يفصح عما إذا كانت الأممالمتحدة تقبل بهذا التبديل. وبعث نظام القذافي برسالة هذا الاسبوع قال فيها إنه نزع اعترافه بالسفير عبدالرحمن شلقم وهو ايضا وزير خارجية سابق، وكذلك الأمر بالنسبة لنائب المندوب الليبي إبراهيم الدباشي كممثلين عن ليبيا في الأممالمتحدة. وطلب نظام القذافي أمس الاول من مجلس الأمن الدولي تعليق عقوباته التي أقرها السبت الماضي ضد الزعيم الليبي علي خلفية القمع الذي يمارسه ضد المعارضة الليبية. وأشار النظام الليبي في رسالة وجهها الي مجلس الأمن إلي أن اللجوء الي العنف ضد المتظاهرين كان في الحدود الدنيا مضيفا أن الحكومة متفاجئة من العقوبات التي أقرها المجلس السبت. وأشار النظام إلي تعليق قرار منع السفر وتجميد الاصول الصادر بحق القذافي والمقربين منه إلي أن يتم جلاء الحقيقة. وأعطت الحكومة الليبية نظيرتها الفنزويلية موافقتها علي تشكيل بعثة سلام مهمتها ايجاد حل سلمي للازمة الليبية. وأوضح وزير الخارجية الفنزويلية نيكولاس مادورو ان الرسالة الليبية تضمنت نعطيهم موافقتنا علي اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لاختيار اعضاء هذه اللجنة وتنسيق مشاركتهم في هذا الحوار. وأضافت الرسالة الليبية نؤكد دعمنا مبادرة الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز فيما خص تشكيل لجنة مساع حميدة. وأضاف مادورو أن اللجنة التي ستشكل من الدول الناشطة والنافذة في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا مهمتها المساهمة في تشجيع الحوار الوطني بهدف ضمان أمن واستقرار الشعب الليبي. وأيدت مجموعة «ألبا» ومعظمها من دول أمريكا اللاتينية مبادرة شافيز، وجاء في بيان تلاه شافيز بعد لقاء مع وزراء خارجية المجموعة أمس الاول أن ألبا تؤيد مبادرة السلام والوحدة لشافيز لتشكيل بعثة انسانية دولية للسلام ووحدة أراضي ليبيا. ومن جانبها أكدت مصادر في البيت الابيض أن نائب الرئيس جو بايدن سيبحث الوضع في ليبيا والاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط مع الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف ورئيس وزرائه فلاديمير بوتين الاسبوع المقبل. كما أعلنت سويسرا التي قررت في وقت سابق تجميد الارصدة المحتملة لنظام الزعيم الليبي معمر القذافي في الكونفدرالية السويسرية أمس الاول أنها ستوسع نطاق عقوباتها لتشمل العمليات المالية. وأوضحت الحكومة السويسرية في بيان أن سويسرا تريد منع أي دعم مالي لمعمر القذافي والمقربين منه.