شاهدت يوم الخميس الماضي صباحاً إعادة الحلقة التي كان ضيفها الفريق أحمد شفيق (رئيس الوزراء) وكل من: نجيب ساويرس وحمدي قنديل وعلاء الأسواني علي قناة On TV. وهي الحلقة التي أذيعت علي الهواء مباشرة يوم الأربعاء مساء وقدمها كل من: ريم ماجد ويسري فودة. وأود أن أسجل هنا العديد من الملاحظات علي هذه الحلقة، وهي ملاحظات تتجاوز الأشخاص والمواقف إلي مدي أبعد هو مستقبل مصر خلال الفترة القليلة المقبلة. وعلي سبيل المثال: - تكلم الفريق أحمد شفيق بصراحة ووضوح لم نعهده قبل ذلك في سلوك رؤساء وزرائنا.. خاصة في تعاملاتهم مع وسائل الإعلام. وحسبما أتذكر.. لا أظن أن هناك رئيس وزراء لمصر قد وافق قبل ذلك علي حوار.. يشاركه فيه ضيوف آخرون. وكان من الأفضل أن تكون هذه الحلقة نموذجاً لإدارة الحوار لتكرارها في المستقبل مع وزراء مصر. - أتفق تماماً مع الأسئلة التي طرحها علاء الأسواني.. فهو في النهاية ينقل أسئلة الشارع المصري التي تحتاج إلي إجابات محددة.. كي يطمئن المواطنين المصريين علي ما حققوه من مكتسبات. ولكني أعتقد أن أسلوبه كان يتسم بقدر من العنف غير المبرر من جهة، والتصعيد من جهة أخري.. لأن ما كرره عدة مرات من أن الفريق أحمد شفيق هو من بقايا النظام السابق هو كلام مرسل ينطبق علي المجلس العسكري نفسه. وكان الأفضل في تقديري أن يطلب علاء الأسواني من أحمد شفيق إجابات محددة بتوقيت محدد لحسم بعض القضايا المعلقة التي تمس أمن المواطن المصري وأمانه علي غرار العودة الكاملة لأجهزة الشرطة في الأقسام والنجدة.. بدون محاكمته علي لفظ أو تعبير يمكن أن يكون عفوياً. - أعتقد أن علاء الأسواني لا يتمني أن يتم تصنيف الحلقة التي شارك فيها علي اعتبار أنها مغازلة للشارع المصري بعشوائيته الموجودة الآن. وأن الحلقة كما فهمها هي مثال علي حالة الانفلات التي يشهدها المجتمع المصري. فلم تتم مراعاة أبسط قواعد الحوار في المساواة في الحديث بين أطراف الحوار، أو في توزيع الوقت بالتساوي.. بعد أن فلت زمام إدارة الحوار من مقدميه. - أعتقد أنه كان من المفيد أن يستغل علاء الأسواني.. اللقاء مع رئيس الوزراء في حوار بناء أكثر للحصول علي إجابات قاطعة منه علي قضايا شائكة بشكل مباشر علي غرار: مستقبل جهاز مباحث أمن الدولة أو عن المرشح المصري لجامعة الدول العربية. وذلك لكي لا يتحول الأمر إلي مجرد (مزايدة) متصاعدة لا تصل إلي نتيجة سوي الترويج إلي أن هذه الحلقة هي التي ترتب عليها إقالة وزارة أحمد شفيق.. رغم عدم دقة هذا السبب. نحتاج إلي البناء.. لا إلي الهدم والتدمير.. بناء مصر الحديثة.. مصر المدنية.. لا الدينية ولا العسكرية!.