من شاهد حلقة برنامج "بلدنا بالمصري" مساء الاربعاء الماضي علي "أون تيفي" والتي استضافت د. أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق.. توقع أن تكون هي المرة الاخيرة التي يطل فيها علي المشاهدين كرئيس لوزراء مصر. لم تكن هذه الحلقة هي التي اطاحت برئيس الوزراء.. كانت فقط قشة قصمت ظهر البعير.. مع ان الغرض من تقديمها كان دعم د. شفيق لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.. أو بما لا يشتهي نجيب ساويرس!! منذ أول أمس كانت هناك شائعات قوية حول اقالة او استقالة د. أحمد شفيق.. تم تأجيل اجتماع مجلس الوزراء الذي كان مقرراً عقده أول أمس علي ان يعقد أمس. وبدا الارتباك واضحا علي الوزراء الذين سارع بعضهم بعقد اجتماعات عاجلة مع قيادات وزراته دون حتي ان يضع اجندة فقد كان القلق. وحده هو الدافع لهذه الاجتماعات الأمر الذي دعا وزيراً مثل محمد عبدالمنعم الصاوي وزير الثقافة إلي ان يكلف مكتبه بالاتصال بكل قيادات الوزارة وابلاغهم بعقد اجتماع عاجل بمقر المجلس الاعلي للثقافة في تمام الخامسة والنصف عصر الاربعاء الماضي.. وعندما ذهبت قيادات الوزارة إلي الاجتماع وهي تضرب أخماساً في أسداس حول هذه الدعوة العاجلة اكتشفت انه مجرد اجتماع روتيني حتي ان رياض الخولي رئيس البيت الفني سأل الوزير بعد مضي حوالي ساعتين من الاجتماع: هو سيادتك كنت عاوزنا في حاجة؟!! وقد توقع الجميع ان يعقد مجلس الوزراء اجتماعاً امس لبحث تقديم استقالة الحكومة. لكن المجلس لم يجتمع واعلن في حوالي الحادية عشرة والنصف من ظهر أمس ان المجلس العسكري قبل استقالة د. أحمد شفيق وحكومته. وحتي الآن لا أحد يعرف هل استقال د. أحمد شفيق أم أقيل.. وان كان الارجح انه اقيل.. وربما يكون البرنامج الذي شارك فيه د. أحمد شفيق أول أمس هو الذي سرع عملية الاقالة حيث كانت هناك نية بالفعل لاقالته وجاء هذا البرنامج ليحول النية إلي فعل حاسم وسريع. البرنامج الذي تقدمه ريم ماجد تحت عنوان "بلدنا بالمصري" استضاف في جزئه الأول د. شفيق ود. أحمد كمال أبوالمجد ونجيب ساويرس ود. عمرو حمزاوي. ومر هذا الجزء هادئاً وربما بلا أي آراء أو أفكار مهمة. حتي جاء الجزء الثاني الذي شارك فيه الاعلامي يسري فوده مقدم برنامج "آخر كلام" ومعه ضيفا برنامجه الإعلامي حمدي قنديل والاديب علاء الاسواني بينما انصرف د. أبوالمجد ود. حمزاوي.. وهنا اشتعل الامر. وحسب مصادر في القناة فإن انضمام يسري فوده وضيفيه إلي برنامج "بلدنا بالمصري" لم يكن في الخطة.. ولكن عندما امتد وقت البرنامج وجار علي وقت "آخر كلام" اقترح نجيب ساويرس ان يشارك يسري فوده وضيفاه في "بلدنا بالمصري" ووافق الضيفان وكذلك وافق د. أحمد شفيق تميز الجزء الثاني بالسخونة الشديدة خاصة من جانب علاء الاسواني الذي هاجم د.شفيق بعنف ودفعه إلي ان يفقد اعصابه في كثير من المواقف ويدلي بتصريحات تؤخذ عليه وتظهره وكأنه لا يعرف شيئاً عن شئون البلاد التي يترأس حكومتها. ورغم محاولات نجيب ساويرس الذي يبدو انه قصد ضم البرنامجين لتقريب وجهات النظر. رغم محاولاته تهدئة الموقف فقد باء ذلك بالفشل ولم يستطع أحد السيطرة لا علي الاسواني ولا علي د. شفيق حتي ان يسري فوده علي غير عادة مقدمي البرامج ترك مقعده وذهب إلي الاسواني لتهدئته قبل ان تتفاقم الامور ويحدث مالا يحمد عقباه. والحق ان د. شفيق لم يكن موفقاً علي الاطلاق. رغم محاولاته في بعض الاوقات استمالة علاء الاسواني بمخاطبته ب "علاء". إلا أن عصبيته وخروجه عن شعوره لم يكن لائقاً برئيس وزراء مصر وهو ما يحسب للأسواني الذي نجح في استفزازه وجعله يقول كلاماً يؤخذ عليه. ويبدو والله أعلم أن هذا البرنامج كان الذريعة التي تم الاستناد إليها في اقالة د. شفيق وتكليف د. عصام شرف وزير النقل الاسبق بتشكيل الحكومة الجديدة. وحول مظاهرة اليوم في ميدان التحرير اكد الناشط السياسي أحمد بهاء الدين شعبان المنسق العام لحركة كفاية ل "المساء" أنه لم يتم الغاؤها ولكنها لم تتضمن اعتصامات. وسيتم خلالها حسبما ابلغه الناشط السياسي جورج اسحق توجيه الشكر للمجلس العسكري علي استجابته لمطالب الثوار باقالة حكومة د. شفيق. وقال شعبان إن هناك ارتياحاً كبيراً لتكليف د. عصام شرف بتشكيل حكومة جديدة. واصفاً اياه بأنه رجل نزيه ومحترم. وتمني الابقاء علي وزيري المالية والتضامن د. سمير رضوان ود. جودة عبدالخالق.