انتقد الشاعر شعبان يوسف ترشيح المهندس محمد عبد المنعم الصاوي، صاحب مشروع "ساقية الصاوي الثقافي" لمنصب وزارة الثقافة قائلا: لقد قابل الصاوي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وإلي الآن لا نعرف ماذا دار في هذا اللقاء، والساقية قد تكون ناجحة فنيا لكنها فاشلة علي المستوي الثقافي، لأننا لم نكن نعرف موقفها من وزارة الثقافة أو حتي من ثورة 25 يناير". جاء ذلك خلال أولي الندوات التي عقدتها ورشة الزيتون مساء الاثنين الماضي، لدراسة ما حدث ويحدث في ثورة 25 يناير، حيث تخصص الورشة ندوة الاثنين القادم لتحليل الخطابات السياسية والفكرية والفلسفية التي رافقت الثورة، تعقبها ندوة لمناقشة الدستور الذي يجري تعديله حاليا. هذا وقد رفض الحضور مسمي "ثورة الشباب" والدعوات التي تروج لانفصال تلك الثورة عن باقي ثورات مصر، وقال شعبان يوسف: هناك من يحاول وصف ثورة 25 يناير بثورة الفيس بوك، في حين أن "الفيس بوك" كان هو فقط المحرك والدافع، بينما هي امتداد لثورات مصر منذ عام 1968"، وأكد: إذا كانت ثورة 19 قد فجرت لنا عددا من المبدعين البارزين كتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ والمثّال محمود مختار، فأنا أتوقع أن تفجر ثورة 25 يناير مثلهم، لأنها ثورة ساعدتنا علي اكتشاف الشعب المصري". وأضافت الروائية سلوي بكر: أخطر ما يتم الترويج له هو أن تلك الثورة بلا آباء وأنها ثورة الشباب المنقطعة الصلة بالتاريخ المصري الحديث، وهذه أكذوبة لأنها امتداد لثوراتنا كما أنها ثورة الشعب المصري بأكمله وإن كان الشباب هم من بدأوها". وأشارت: الشعارت التي رفعها الثوّار منذ اليوم الأول للثورة وهي إسقاط النظام والحرية والعدالة الاجتماعية، تعطي انطباعا أن الثورة سياسية، لكنها الحقيقة في وجه من وجوهها ثورة ثقافية ضد منظومة قيم وأفكار ثابتة ومكرسة في المجتمع، مثل قيم الأبوة وتقييد الحرية وغيرهما، وعلينا أن نعرف ما الذي يجب أن تفرزه الثورة من آليات تواجه الآليات التي يستخدمها هؤلاء الذين يحاولون عمل ثورة مضادة"، واقترحت سلوي بكر إلغاء وزارة الثقافة، علي أن تشكل وزارة جديدة تجمع بين التعليم والثقافة ومحو الأمية، وأكدت أهمية الاستمرار في عقد اللقاءات والحوارات. بينما استرجع المترجم والمناضسل اليساري فخري لبيب أحداث فبراير 1946، ومقتل الطلبة علي كوبري عباس وأكد وجود تماثل غريب بين ذلك الحدث وبين ثورة 25 يناير فيما يتعلق بالشعارات والمطالب وهو ما اعتبره مأساة في تاريخ مصر السياسي. وأضاف: هذا الجيل الذي استطاع كسر حاجز الخوف، وربما ما فعلوه هو امتداد لما فعله من قبل مصطفي كامل والنحاس وسعد زغلول وشهدي عطية وغيرهم، لكن هذا لا ينفي أن ما تحقق إلي الآن ليس بالكثير في تقديري، لأن الثورة لم تتجذر بعد في الجماهير المصرية بما يحقق المطالب العامة للناس، ولقد سمعت المستشار طارق البشري يقول إن الفرق بين ثورة 23 يوليو وثورة 25 يناير، هو أن الجيش في الأولي هو من جاء أولا وتبعه المدنيون، وهذه أكذوبة كبيرة لأننا كنا قد مهدنا لما فعله الجيش عام 1952، الذي جاء فوجد النظام منهار تماما". هذا وقد تحدثت الروائية هويدا صالح عما أسمتهم ب"سارقي الثورات"، ومنهم الكاتب محمد سلماوي، رئيس اتحاد الكتاب، وقالت: لم أجد موقفا مشرفا قام به الاتحاد اعتراضا علي تعرض كاتب ما للعقاب والمطاردة ، بل لقد قام بإلغاء المسيرة التي كان مقررا خروجها من الاتحاد واتجاهها لميدان التحرير لدعم المتظاهرين، وبدلا منها جاء ليقود المسيرة التي خرجت من المجلس الأعلي للثقافة وتبخر من ميدان التحرير بعد ان استقبلته الكاميرات".