فيما يشير إلي فرض أوضاع أشبه بحظر التجوال، انتشرت عشرات الدبابات والآلية العسكرية الثقيلة وسط العاصمة البحرينية المنامة أمس بعد ساعات من مقتل خمسة أشخاص من المحتجين المعتصمين في ميدان اللؤلؤة الرئيسي منذ ثلاثة أيام.. وإصابة 95 آخرين بجروح خلال مواجهات مع قوات الأمن التي اقتحمت الميدان لفض الاعتصام بالقوة. ووفق تقارير إعلامية فإن نحو 50 دبابة ومركبة مدرعة وناقلة جنود تجوب منطقة ميدان اللؤلؤة والشوارع المحيطة به، فضلاً عن سيارات إسعاف عسكرية. وجرت المواجهات بعد اقتحام قوات الأمن الميدان وإطلاقها قنابل الغاز المسيل للدموع في ساعة مبكرة من صباح أمس علي آلاف المعتصمين المطالبين بإصلاحات سياسية واقتصادية. ودخل 20 شخصاً بينهم أطفال ونساء لمستشفي السليمانية مع إعلان حالة الطوارئ القصوي. ونقل عن شهود عيان القول: إن قوات الأمن البحرينية حاولت تفريق المتظاهرين في الميدان دون سابق إنذار، وأطلقت النار عليهم من مسافات قريبة ولاحقتهم في الممرات المؤدية للميدان. في المقابل، ذكر العميد طارق حسن المتحدث باسم وزارة الداخلية البحرينية أن قوات الأمن حرصت طوال الفترة الماضية علي ضبط النفس والتواصل مع عدد من الشخصيات العامة للتباحث مع المعتصمين من أجل فض تجمعهم بالطرق السلمية، للوصول إلي أفضل السبل التي تضمن ممارسة قانونية منضبطة في ظل دولة المؤسسات، مؤكداً أن الوزارة تلقت العديد من البلاغات والشكاوي من المواطنين والمقيمين بشأن الأضرار التي لحقت بهم علي المستوي الشخصي أو الاقتصادي. بدوره، اعتبر علي سلمان الأمين العام لحركة الوفاق الشيعية المعارضة أن قيام قوات الأمن البحرينية أمس بفض الاعتصام بأنه اعتداء وحشي وغير مبرر ضد معتصمين مسالمين، إذ وقع الهجوم بدون سابق إنذار باستخدام الرصاص المطاطي والانشطاري ومن عدة جهات في وقت واحد ما جعل المغادرة صعبة علي المعتصمين. وتوقع أن يبادر المحتجون إلي تنظيم أنفسهم وإلي الاعتصام في أماكن أخري، إذ يطالب المتظاهرون باستقالة رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان الذي لا يزال في منصبه منذ استقلال البحرين عام 1971.. فيما يطالب آخرون «بملكية دستورية» مع حكومة منتخبة من قبل الشعب. وفي واشنطن توالت التصريحات الداعية إلي ضبط النفس وتجنب استخدام العنف، ودعا البيت الأبيض السلطات البحرينية إلي احترام حق مواطنيها في التظاهر بطريقة سلمية.