مازالت قضية الأخونة تسيطر على الدعاة وأئمة المساجد لاسيما بعد تعيين قيادات جديدة بالوزارة من بينها 11 قيادة تنتمى لتيار الإخوان، فيما تكررت المطالب من بعض الدعاة وحركة استقلال الأزهر، ونقابة الدعاة المستقلة بوقف عملية تسييس المساجد ووزارة الأوقاف لصالح تيار الإخوان المسلمين أو السلفيين من خلال تعيين كوادر وقيادات اخوانية داخل ديوان الوزارة المسئولة عن إدارة الدعوة فى مصر، وهو ما يهدد الدعوة فوق المنابر بالتسييس.
وزير الأوقاف: نرفض توظيف الدعوة لصالح تيار أو جماعة.. والأخونة شائعات
فمن جانبه يقول الشيخ محمد البسطويسى نقيب الدعاة أن عملية الأخونة واضحة داخل وزارة الاوقاف وهو ما يهدد الدعوة فى مصر بالتسييس، ولذلك تم تنظيم أكثر من وقفة تضمانا مع مستقبل الدعاة والدعوة فى مصروابعادها عن التسييس، أو أخونتها مع تحقيق مطالب الدعاة العادلة فى الاعتراف بنقابتهم المستقلة البعيدة عن سيطرة الإخوان.
كما أضاف نقيب الأئمة: «أن أى محاولة للعبث بالأئمة والسيطرة عليهم سوف تبؤ بالفشل لأن الأئمة قادة وأصحاب رأى والإمام يقود ولا ينقاد.
وشدد أن نقابة الأئمة المستقلة ستستمر فى التصعيد حتى إقالة الوزير وكل معاونيه من جماعة الأخونة وعودة الوزارة إلى أبنائها من الدعاة الوسطيين.
وقال الشيخ أحمد البهى المتحدث باسم حركة أئمة بلا قيود أن عملية الأخوية لوزارة الوقاف واضحة فمعظم المعينين جدد وهناك عدد 129 قيادة فى المحافظات على درجة مدير منتمى لتيار الإخوان المسلمين.
أضاف أن تعيين تلك القيادات شملت تعيين أكثر من شخص اخذوا الدرجة الأولى هذا العام وتم تعيينهم على درجة مدير وهذا مخالف للقانون حيث لابد وأن يمر سنتين بعد الحصول على الدرجة الأولى، موضحا أن الأسماء المعلنة معلومة منذ أكثر من شهر، وهو يعد أخونة صريحة، وهو ما يؤدى لحالة ضيق شديد.
وشدد أن الوزير يخالف القانون بهذه التعيينات، وما يقال بأن هناك لجنة لاختيار القيادات فإن تلك اللجنة لم تشمل سوى د. جمال عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف للدعوة وهو إخوانى والشيخ عبده مقلد وكيل وزارة الأوقاف وهما من توليا الاختبارات فى الإسكندرية، ولم توجد لجنة حقيقية لاختيار القيادات.
ولفت إلى أن معظم وكلاء الوزارة فى مديريات الأوقاف بمختلف محافظات مصر منتمين للإخوان فوكيل الوزارة بالإسكندرية إخوانى وهو الشيخ جمال الزمرانى، وكذلك وكيل مديرية أوقاف اسكندرية خالد فياض، كما أن الشيخ على أبو خضير تم تعيينه وكيل مديرية أوقاف بورسعيد وهو إخوانى وله 15 يوماً جزا ومع ذلك تم تعيينه.
كما يؤكد الشيخ محمود محمد الأبيدى داعية بأوقاف الدقهلية أنه عندما قامت ثورة 25 يناير انتظرنا انتهاء الظلم والطغيان الذى عم كل ميادين الحياة، وميدان الدعوة الإسلامية ليس من ذلك ببعيد، فقد طال الأئمة النصيب الأوفر من الاضطهاد والتهميش من قبل الأنظمة السابقة وكنا نأمل من النظام الذى يحكم البلاد حاليا أن ينصف الدعوة والأئمة باعادة حقوقهم المهدرة المالية والأدبية واستقلال الدعوة والمنابر والأئمة وقطاع الدعوة سياسيا وانحراف مساره عن مقصوده الأسمى وهو الدعوة إلى الله تعالى.
أضاف أن جميع الدعاة يجب عليهم التحرك لانقاذ الدعوة وابعاد الصراعات الحزبية والسياسية عن الوزارة وإلغاء الانتداب الانتقائى للعمل القيادى على أساس الثقة وليس الكفاءة مطالبا بتفعيل المادة الرابعة من الدستور والتى تقضى باشراف الأزهر على الدعوة الإسلامية وأمورها، وإنشاء هيئة مستقلة تشرف على المساجد ينتخب مديرها من قبل هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
وحول رد وزارة الأوقاف حول قضية الأخوانة يقول د. طلعت عفيفى وزير الأوقاف أن الوزارة لم تضع أى خطة لدعم جماعة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة ولم نسع لتسييس الدعوة وتوجيه المنابر لصالح اتجاه سياسى معين.
استطرد: من جئنا بهم فهم جميعاً أبناء الأزهر الشريف ولا علاقة لأى انتماء سياسى أو حزبى وعدد الذين ينتمون إلى جماعة الإخوان، المسلمين لا يزيد على أصابع اليد الواحدة وليس مبررا للادعاء بما يسمى ب «أخونة الوزارة».
وقال: «كل ما نسمعه عن أخونة وغيره هو شائعات تطلقها شخصيات تنتمى للنظام السابق، لاسيما وأن هناك تطهيراً كبيراً شهدته وزارة الأوقاف.
من جانبه يقول د. جمال عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة والمحسوب على تيار جماعة الإخوان المسلمين، أن الإخوان لم يكن فى تاريخهم صراع للسيطرة على الخطاب الدينى وكونى مسئولاً عن الدعوة فى وزارة الأوقاف منطلقة أنه تخصصى كما أن استخدام السياسة غير مقبول أصلا فى الدعوة علىالمنبر.
أضاف أن تعيينه مسئولا عن ملف الدعوة بالوزارة وهو من الإخوان جاء لكونه شخصاً متخصصاً فى الدعوة انتدب ليتحمل مسئولية ملف الدعوة ليقوم بها انتدابا مؤكدا أن ذلك لا يعنى أخونة الدعوة ولا توجد سيطرة من تيار الإخوان على منابر مصر، خاصة أن مصر أكبر من كل جماعة وأى تيار.
وقال: «لست بحاجة لأن أتولى قيادة الدعوة فى الأوقاف من أجل الأخونة خاصة أننى أتولى تدريب الطلاب فى كلية الدعوة ولو كانت هناك نية لذلك لقمنا بهذا».
أضاف أن تعيين إخوان فى مناصب أو مجال الدعوة منطلقة أن الإخوان كانوا يحجبون عن المناصب ولكن بعد أن أصبحت الوظائف بالمسابقة وتقدم لها إخوان وفازوا فذلك لا علاقة به بأخونة.
وشدد أن قضية الأخونة تتردد منذ فترة ولا أساس لها من الصحة خاصة وأن مصر أكبر من كل جماعة وأى تيار، ونفى عبد الستار وجود أغلبية إخوانية فيمن تم تعيينهم فى القيادات الأخيرة.