مع مرور ذكرى الكاتب عباس محمود العقاد صاحب العبقريات والذى رحل عن عالمنا يوم 12 مارس 1964م، أصدر الدكتور كمال بريقع عبد السلام المدرس بقسم الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، دراسة علمية جديدة بعنوان: (قراءة جديدة فى فكر العقاد فى ضوء التحديات الراهنة).. أكد فيها أن الأزمات التى تعيشها أمتنا المصرية فى وقتنا الراهن تستدعى الرجوع إلى تراث الأستاذ عباس محمود العقاد؛ للخروج من المأزق الحالى الذى تشهده البلاد. أضافت الدراسة أن العقاد يرى «أن الأمة التى تحاول أن تنهض وتتقدم هى أحوج ما تكون فى تلك المرحلة إلى الحرية والإيمان متفقين؛ لأن الحرية بغير إيمان حركة آلية حيوانية أقرب إلى الفوضى والهياج منها إلى الجهد الصالح والعمل المسدد إلى غايته، وأنه من الخير أن نذكر أمتنا على الدوام أن الحرية عندها إيمان صادق، وليست غاية الأمر فيها أنها مصلحة ونظام مستعار».
ولفتت إلى أن العقاد يوضح «أن شريعة الإسلام هى أسبق الشرائع إلى تقرير الديمقراطية الإنسانية، وهى الديمقراطية التى يكسبها الإنسان؛ لأنها حق له يخوله أن يختار حكومته، وليست حيلة من حيل الحكم لاتقاء شر أو حسم فتنة، ولا هى إجراء من إجراءات التدبير تعمد إليها الحكومات؛ لتيسير الطاعة والانتفاع بخدمات العاملين وأصحاب الأجور».
كما ركزت الدراسة على فكر العقاد فيما يتعلق بالديمقراطية فى الإسلام وانها تقوم على أربعة أسس: أولها: المسئولية الفردية؛ فلا يحاسب إنسان بذنب إنسان كما لا يحاسب إنسان بغير عمله. ثانيها: عموم الحقوق وتساويها بين الناس أى مساواة فى النسب ومساواة فى العمل. ثالثها: وجوب الشورى على ولاة الأمور.رابعها: التضامن بين الرعية على اختلاف الطبقات.
أضافت أن العقاد اكد أن من تمام المسئولية الفردية: تكافل الأمة فى المسئولية العامة، فالأمة عندما تصاب جميعا بضرر جناه عليها بعض أبنائها، يحق لكل فرد أن يدفع الشر عن نفسه وعن غيره.