عرض: أمنية الصناديلي يرتبط اللون الوردي دائما بالفتيات فهو لون حالم رقيق يعبر عن الأنوثة والمرح، وتعلق الفتيات من كل الأعمار بذلك اللون بمختلف درجاته وفي المقابل عدم تفضيل معظم الرجال له أصبح سمة واضحة في جميع دول العالم، حتي بات اللون المجرد وكأنه رمز للأنوثة لكن ما هو سر ارتباط اللون الوردي بالفتيات هذا هو السؤال الذي تطرحه بيجي أورنشتاين في كتابها " CINDERELLA ATE MY DAUGHTER" أو "سندريللا أكلت ابنتي". وترصد اورنشتاين بعض المعلومات التاريخية موضحة أنه في البداية كان جميع الأطفال، إناثًا وذكورًا، يرتدون اللون الأزرق لأنه يرتبط بمريم العذراء لكن مع مطلع القرن سادت القاعدة بأن يرتدي الذكور اللون الوردي بينما ترتدي الإناث اللون الأزرق الفاتح أو السماوي علي اعتبار أن اللون الوردي هو لون الحيوية والنشاط وبالتالي كان مناسبًا للذكور أكثر بينما الأزرق الفاتح كان يرمز للهدوء والنعومة وبالتالي يناسب الفتيات أكثر وفي عام 1921 أقر المعهد الأمريكي للعلوم المحلية ارتداء اللون الوردي للمواليد الذكور واللون الأزرق للمواليد الإناث وبالفعل فإن فستان أميرة ديزني الأشهر "سندريللا" كان أزرق اللون. لكن مع مرور الوقت بدأت تلك الصورة النمطية السائدة في التغيير وبدأ الترويج للون الوردي باعتباره لونًا أنثويا ناعمًا وساعد انتشار العروسة باربي علي ذلك حتي إن الفتيات تعلقن باللون بشدة ومرروه وارتبط في خيالهن بمعني الأنوثة لذا أصبحت الفتيات ترتدي ذلك اللون في سن صغيرة للتعبير عن نضجها وأنوثتها وتقول أورنشتاين إن تلك الثقافة تم تمريرها للأجيال الجديدة عبر الأمهات اللائي ارتبطن منذ الطفولة بذلك اللون. وتذكر أورنشتاين دراسة حديثة توضح أن 50% من الفتيات في الولاياتالمتحدة ممن هن دون السادسة يضعن مرطب الشفاه وأحمر الشفاه الوردي باستمرار وتري أن ذلك لم يكن سائدا من قبل، وإن دل فإنه يدل علي رغبة الفتيات الصغيرات في التعبير عن أنوثتهن وانتمائهن إلي عالم الإناث. تقول أورنشتاين إن تلك الصورة النمطية تم تعزيزها والترويج لها بهدف اقتصادي وتحكي قصة آندي موني المسئول التنفيذي لديزني الذي ذهب عام 2000 لمشاهدة عرض "ديزني علي الجليد" ووجد نفسه محاطًا بالفتيات الصغيرات اللاتي يرتدين الملابس التنكرية للأميرات والمصنوعة في المنزل والتي طغي عليها اللون الوردي، وقد وجد موني أن الأزياء المصنوعة منزليا "مخيفة" علي حد تعبيره لكنه وعي قيمة اللون الوردي بالنسبة للفتيات واستوحي الفكرة واستدعي فريقه ليبتكروا معا مشروع "الأميرة" الذي أحدث طفرة في المبيعات ففي عام 2009 كان هناك أكثر من 26 ألف دمية ولعبة لأميرات ديزني في السوق مع مبيعات بمبلغ 4 مليارات دولار. وتهاجم أورنيشتاين تلك الدعاية التي تروج للون الوردي موضحة أن بها نوعاً من التمييز علي أساس الجنس فهي تلعب علي فكرة "الأنوثة" وتقود الفتاة إلي الانجراف في الاعتماد علي مظهرها كأنثي والاهتمام به منذ سن صغيرة واعتبار جنسها ومظهرها الخارجي أهم من شخصيتها وبالتالي فإنها لا تعمل علي تنمية شخصيتها أو تطوير نفسها لأنه وبمجرد ارتدائها للون الوردي ستبدو وكأنها أنثي كاملة.