بركة «عنان»، بمركز الحسينية بالشرقية، من المفترض أنها إحدى مناطق الجذب السياحى، حيث يقصدها السائحون من الداخل والخارج، لممارسة هواية صيد البط بأنواعه الشرشيرى شتوى وصيفى والخضارى والبلبول والغر وغيرها. حسب المدرج فى السجلات الحكومية، ولكن الواقع والحقيقة غير ذلك تماما، حيث ان البركة حاليا ما هى إلا مساحة كبيرة من الأرض الفضاء الصالحة للزراعة ولكل أنواع التنمية، والتى لاتجد من ينظر إليها بعين الاهتمام والعناية فى الوقت الذى كانت فيه فى السابق مصدرا هاما من مصادر الدخل لمحافظة الشرقية. يقول «أحمد شعلان» عضو مجلس الشعب السابق عن مركز الحسينية ان هذه البركة تبلغ مساحتها الفعلية حوالى 300 فدان، تم تأجير 198 فدانا منها لإحدى الشركات بحق الانتفاع لمدة 25 عاما اعتبارا من عام 2003 ينتهى فى عام 2025، بمبلغ ضئيل هو 8600 جنيه فى العام.
وأضاف، أن هذه البركة شهدت العديد من وقائع الفساد التى أهدرت ملايين الجنيهات على الدولة ومازالت تضيع حتى الآن، موضحا أنه تقدم بطلب لمحافظ الإقليم للنظر فى العقد المبرم مع الشركة المكون من 18 بندا لم تنفذ منها الشركة بندا واحدا، بجانب قياس المساحة المذكورة.
وكشف شعلان أنه بقياس المساحة وجد أن الشركة تضع يدها على مساحة 38 فدانا زيادة عما هو متعاقد عليه، وتقرر تسليمها إلى مركز ومدينة الحسينية، وهو ما لم يتم حتى الآن رغم مرور فترة طويلة.
ويقول «شعلان»، إنه طبقا للعقد فإنه كان يتعين على الشركة المستغلة للبركة، تحويلها إلى منتجع سياحى ضخم يضم العديد من المنشآت والأنشطة الجاذبة للسياحة، والتى من الممكن أن تدر الملايين، ولكن لم يحدث شىء من هذا.
ويقول الحاج «سالم رجيلات» مزارع من الحسينية، إن واقع البركة الآن يحزن له كل مخلص محب لوطنه، فهى عبارة عن أرض فضاء خاوية غير مستغلة، إلا من مساحة ضئيلة جدا بها مزارع سمكية، موضحا أنها من أجود الأراضى والتى تصلح للزراعة فورا، ويكون إنتاجها كبيرا.
ويشير «محمد عبد الحفيظ» موظف من قرية «قصاصين الشرق» بالحسينية، إلى إمكانية إقامة مصانع للمنتجات الزراعية عليها لخدمة الأراضى الزراعية المجاورة، وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة، مثل مصنع صلصة أو تعبئة المواد الغذائية أو الألبان أو غيرها، كما يمكن الاستفادة منها فى إقامة سوق للمنتجات الزراعية أو مزيد من المزارع السمكية.
ويطالب «إبراهيم عبد الحميد» مزارع من نفس القرية، بتخصيص جزء من هذه الأرض لإنشاء مدارس ثانوية زراعية وصناعية، تخفيفا لمعاناة الطلاب الذين يسافرون يوميا لأكثر من 20 كيلومترا وصولا لأقرب مدرسة.