عقب 24 ساعة من نشرها وثائق تتعلق بعملية السلام فتحت السلطة الفلسطينية النار علي قناة «الجزيرة» القطرية مهددة بمقاضاتها بسبب ما اعتبرته «حملة تحريض غير مسبوقة في تاريخ العرب» تشنها القناة ضد مواقف السلطة في المفاوضات. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين إن السلطة تدرس مقاضاة الجزيرة لأن الطريقة التي تعرض بها الوثائق تحرض علي القتل والعصيان. وأكد عريقات أنه سيفجر خلال أيام قنبلة من العيار الثقيل ضد الجزيرة، مشيرا إلي أنه سيكشف ما لديه من وثائق حول من هم وراء الحملة ضد القيادة الفلسطينية ومحادثاتهم مع الإسرائيليين والأمريكيين. وتابع: سنكشف للقاصي والداني وبالوثائق المؤكدة هدف القناة القطرية من نشر وثائق المفاوضات وحقيقة الاطراف التي تقف خلفها. ورأي أن قناة الجزيرة تشن حملتها باسم إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية عقابا للسلطة الفلسطينية بسبب تعليقها المفاوضات وتوجهها لمجلس الأمن لإدانة الاستيطان. وبينما نفي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان أي علاقة لها بتسريب الوثائق متهما الاعلام الاسرائيلي بالزج باسمه في هذه القضية لشق الصف الفلسطيني وأبدي عريقات استعداده لأي تحقيق يطاله وكل طاقم دائرته لمعرفة كيفية تسريب الوثائق لافتا إلي أنه طلب من الرئيس محمود عباس تشكيل لجنة لهذا الغرض، واتهم عريقات الجزيرة بأنها «حرفت الكلام وزورت الحقائق» متعهدا بنشر الوثائق الصحيحة بعد إجراء المراجعات اللازمة. في حين نفي عريقات وجود أي تنازلات في الموقف الفلسطيني بشأن قضيتي القدس واللاجئين، اعتبرت حركة فتح في بيان حملة الجزيرة بمثابة عملية اغتيال سياسي تستهدف الرئيس عباس وتقطع الطريق علي الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية المستقلة. في الوقت ذاته أظهرت الوثائق التي نشرتها الجزيرة أن المفاوضين الفلسطينيين لوحوا خلال المفاوضات بخيار الدولة الواحدة في حال استحالة حلمهم بإقامة دولتهم المستقلة. ووفقا لمحضر اجتماع مع المبعوث الأمريكي جورج ميتشل بتاريخ 21 أكتوبر 2009 قال عريقات إن الاسرائيليين لا يستطيعون أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون دولتين، هم يريدون أن يواصلوا استيطانا بمختلف نواحي دولتي. ورد عليه ميتشل بقوله: لكنهم سوف يستوطنون أكثر إذا واصلتم هكذا فقال عريقات عندها نعلن الدولة الواحدة ونناضل من أجل المساواة في دولة إسرائيل. وطرح ميتشل علي عريقات في ذات الاجتماع عقد مفاوضات تهدف لإقامة دولة فلسطينية تضم جميع الاراضي التي احتلت عام 1967 أو بتعويض مناسب لها وهنا رد عريقات بلهجة حادة إذا ليست هناك خارطة طريق، وأشار إلي أن استخدام كلمات مثل تعويض مناسب يعني أن واشنطن لن تلتزم بأن يسترد الفلسطينيون كامل أراضي 1967 معتبرا ذلك زلزالا ينهي حل الدولتين ويفتح الباب أمام يهودية إسرائيل وتهجير عرب 48. كما أظهرت الوثائق أن عريقات رفض طلب أمريكا بالاعتراف بيهودية إسرائيل وكشفت الجزيرة أيضا عن فحوي لقاء تم في الثاني من أكتوبر 2009 في مقر وزارة الخارجية الامريكية بين ميتشل وعريقات قال فيه الاول للأخير: إذا كنتم تظنون أن أوباما سيفرض خيار اقامة دولة فلسطينية علي حدود 1967 فإنكم لاشك مخطئون، وأضاف المبعوث الامريكي: إن الرئيس باراك أوباما لايقبل بالالتزامات التي أعلنها الرئيس السابق جورج بوش حول اقامة دولة فلسطينية علي حدود 1967 لأن الدول تلتزم بالاتفاقيات وليس بالمناقشات والتصريحات ولفت إلي أن واشنطن لن تفرض علي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو شيئا. إسرائيليا: وفيما رأي وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان في الوثائق المسربة تعزيزا لموقفه الداعي للتوصل لاتفاق مرحلي طويل الامد يشمل اقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة علي نصف أراضي الضفة الغربية سخر نتانياهو من اصرار السلطة الفلسطينية علي تجميد الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات في حين أنها تنازلت عن أحياء كاملة لصالح اليهود. وفي الوقت الذي أكد ينكي جلنتي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق إيهود أولمرت صحة الوثائق التي نشرتها الجزيرة رأي الناطق باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي أن تسريبات الجزيرة ستجعل الوضع أكثر صعوبة وإن أبدي عزم بلاده مواصلة العمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين لتقليص الفجوات.