وصف الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، تونس بأنها «مختبر» الربيع العربى الذى سيحدد نجاح الديمقراطية فيه فرص نجاحها بالمنطقة وتعهد بوضع دستور «تقدمي» يحمى حقوق المرأة ولا ينص على الشريعة. كما وصف القوى السلفية فى بلاده بأنها «الأقلية» وأنها لا تضم أكثر من ثلاثة آلاف شخص، واعداً بالتصدى لها أمنياً ومعالجة جذور المشكلة اجتماعيا.
ورداً على سؤال حول القوى الإسلامية المتشددة فى تونس قال المرزوقى، خلال مقابلة مع CNN: إن المظاهرة العنيفة الطابع، والتى خرجت باتجاه السفارة الأمريكية احتجاجاً على الفيلم المسيء للنبى محمد لم تضم أكثر من 300 شخص.
وأضاف المرزوقى: «الحركة الإسلامية تضم أطيافاً متعددة من القوى، وفى أقصى يمين هذا الطيف الواسع تتواجد القوى السلفية التى هى بدورها عبارة عن مظلة واسعة من الحركات لا يهتم بعضها بأكثر من الأمور الدينية والدعوية ولكن هناك مجموعات صغيرة تعتنق الفكر السلفى الجهادى وهى بالتالى مجرد أقلية داخل أقلية».
واعتبر المرزوقى أن تلك الأقلية المتشددة «ضد الديمقراطية وتناهض حقوق الإنسان والمرأة وفى موقع المعاداة للغرب وعدد هؤلاء بحسب دوائر الشرطة فى تونس كلها لا يزيد على ثلاثة آلاف شخص».
وحول تأجيل زيارة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إلى تونس لأسباب أمنية قال المرزوقي: «زيارة ميركل لم تتأجل لأسباب أمنية فحسب، بل أظن أن للأمر علاقة بجدول أعمالها، وأنا على ثقة بأن ميركل تدعم العملية الديمقراطية فى تونس وقد بعثت إلينا بالكثير من الرسائل التى تؤكد فيها عزمها زيارة تونس فى وقت لاحق».
وحول ما تردد عن طلب أمريكا من تونس التعويض عن الأضرار التى لحقت بسفارتها ومدارسها خلال الاحتجاجات الأخيرة قال المرزوقي: «كان لدى اجتماع جيد للغاية مع وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون، وأكدت لى أنها صديقة لتونس وأن الحكومة الأمريكية تشاطرها هذا الشعور وأنها ستساعدنا على تدريب قواتنا الأمنية وتزويدها بالمزيد من المعدات، ولم تثر معنا قضية التعويضات مطلقاً، بل ناقشنا دعم الحكومة التونسية لأن الولاياتالمتحدة تعرف بأن الشعب التونسى والحكومة كذلك شعرا بالصدمة الشديدة جراء ما حصل فى السفارة».
وحول تعهداته بالاستقالة إن لم ينجح فى تحقيق تقدم خلال الأشهر الستة الأولى من ولايته وإمكانية حصول ذلك اليوم بعد ارتفاع البطالة إلى 18.3 فى المائة بعد أن كانت عند مستوى 13 فى المائة بيناير 2011، رد المرزوقى بالقول: «كلا.. لن أستقيل.. لأننا نقترب من رؤية نهاية هذا الكابوس».
وحول الدستور المرتقب قال المرزوقى: «نحن على ثقة بأنه سيكون لدينا أحد أفضل الدساتير فى العالم وسيحمى حقوق الإنسان والنساء، فيمكن بالتالى نسيان الفقرة (التى جرى النقاش حولها) والتى تنص على إن المرأة تكمّل الرجل (عوض القول بأنها متساوية معه) فهى لن تمر على الإطلاق، وكذلك قضية الشريعة الإسلامية، إذ إن الدستور الجديد سيخلو من أى ذكر لهذه الكلمة».
واتفق معه رئيس الوزراء التونسى حمادى الجبالى بقوله إن سلطات بلاده مصممة على محاربة دعاة العنف، فى إشارة إلى الإسلاميين المتطرفين.
وأضاف الجبالي، فى تصريحات اوردتها هيئة الاذاعة البريطانية (بى بى سى) امس «سنحارب بحزم جميع أشكال العنف وسنلاحق فى كل مكان كل من يسعى لإشاعة الفوضى».
كما شدد رئيس الوزراء التونسى على ضرورة الانتهاء من صياغة الدستور التونسى الجديد من قبل المجلس الوطنى التأسيسى، ودعا إلى التوصل لتسوية بشأن طبيعة النظام السياسى.