استنكر عدد من المثقفين والكتاب والأدباء الحملة التى نفذتها السلطات لإزالة أكشاك بيع الكتب فى شارع النبى دانيال فى الإسكندرية إذ إن السوق التاريخى يضم كتبا نادرة. ولأهمية المكان ومكانته الخاصة فى الأوساط الثقافية المصرية والعربية، هب المثقفون ضد هذه الحملة، ووصف بعضهم الأمر ب«الكارثة» و«الجريمة».
وكانت حملة أمنية قد داهمت الأكشاك التى تصطف على جانبى شارع النبى دانيال وتحوى آلاف الكتب فى مختلف المجالات وألقت كثيرا منها على الأرض لهدم الأكشاك فى إطار الحملة ضد الأسواق العشوائية.
وتحول سوق النبى دانيال إلى مزار سياحى لما يحويه من كتب تراثية، إذ بات مع مرور السنين معلما ثقافيا فهو قبلة المثقفين المصريين والعرب والأجانب الذين يقصدون المدنية الساحلية.
والسوق يضم كتبا قديمة ومستعملة جمعها أصحابها من مكتبات خاصة توفى أصحابها وباعها ورثتهم للتجار الذين يقتفون أثر المكتبات القيمة، وضم السوق عددا كبيرا من الكتب النادرة التى كانت ضمن مكتبات المثقفين العراقيين الذين باعوها بعد الغزو الأمريكي.
ومن ضمن النوادر فى هذا السوق نسخ لكتب طبعت فى أول مطبعة عرفتها مصر «مطبعة بولاق» التى أسست فى العام 1820، وأخرى طبعت فى القرن التاسع عشر فى مطابع أوروبا، حتى إن بعض أكشاكه كانت معروفة ببيع الكتب ذات «الطباعة الحجرية» التى عرفت فى القرنين ال18 وال19، كما يضم أمهات كتب العلوم الشرعية والحديث مثل «زاد الميعاد» و«رياض الصالحين».
وانتقد مثقفون الحملة ضد سوق «النبى دانيال» للكتب وأصدروا بيانات وعلق بعضهم على مواقع التواصل الاجتماعى تعليقات لاذعة منتقدين هذه الحملة.
وطالب محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب الرئيس محمد مرسى بالتدخل لوقف «المذبحة التى تعرضت لها الثقافة»، وقال إن: هذا الحادث لن يمر مرور الكرام لأنه فاتحة لا تنبئ بالخير فى المرحلة المقبلة.
وطالب رئيس الجمهورية بتعويض أصحاب أكشاك الكتب.. وقال: ليس هكذا تعامل الكتب التى هى مستودع الفكر والأدب والثقافة والعلم والمعرفة.
واعتبر الدكتور خالد عزب هذه الحملة نوعا من الاستهتار وعدم الاعتناء والاكتراث بقيمة المكان، معتبرا أن ما حدث تدمير لمستقبل الثقافة فى المدينة.
واستنكر حسين سلمان رئيس جمعية بائعى كتب «النبى دانيال» هذه الحملة، مشيرا إلى أن أكشاك «النبى دانيال» مرخصة وليست مخالفة. وقدر الخسائر المادية للحملة بعشرات الآلاف من الجنيهات إلا أن الخسارة الأدبية لا تقدر بمال.
ووصفت الكاتبة فاطمة ناعوت الحدث ب«المذبحة» معتبرا أنها جريمة فى حق مصر.