مع تصاعد المطالب من أجل تحرك دولى ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد إثر مذبحة التريمسة فى حماة التى راح ضحيتها أكثر من مائتى شخص. طالبت المعارضة السورية الزعماء العرب بإرسال قوات عربية لدعم المدنيين السوريين.
فيما يثير ملف الأسلحة الكيماوية لدى النظام السورى قلق العالم مع اتهام الأسد باستخدام قنابل عنقودية محرمة دوليًا ضد المدنيين.
ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سوريا، كوفى أنان، مجلس الأمن إلى الإصرار على تنفيذ قراراته بشأن سوريا، مطالبًا المجلس المنقسم حيال الأزمة السورية بتحذير جميع الأطراف من أنه ستكون هناك عواقب فى حالة عدم الالتزام بالقرارات.
من جانبه أعلن الكسندر بانكين نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة أن موسكو مستعدة لقبول حلول وسط بشأن قرار تمديد مهمة المراقبين الدوليين فى سوريا، الذى يسعى أعضاء مجلس الأمن الدولى لإصداره.
وفى الوقت نفسه شدد الدبلوماسى الروسى فى تصريحات اذيعت بموسكو اليوم على أن فرض العقوبات الدولية على دمشق يعتبر«خطا أحمر» بالنسبة لروسيا.وأوضح ان من المستحيل مواصلة عملية التسوية وعمل بعثة المراقبة فى سوريا فى ظل عقوبات مفروضة على أحد الأطراف المتنازعة فى سوريا فقط.
واعتبر بانكين أن دعوات بعض ممثلى المعارضة السورية الى إبعاد الوسيط الدولى كوفى أنان عن عملية التسوية فى سوريا، غير لائقة، مشيرا الى أن المعارضة نفسها متورطة فى عمليات عنف.
فيما دعا المجلس الوطنى السورى، الممثل الأكبر للمعارضة، إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن لبحث الوضع بعد مجزرة التريمسة، كما طالب الدول العربية بإرسال قوات إلى سوريا.
ودعا رئيس المجلس الوطنى السوري، عبدالباسط سيدا، مجلس الأمن للانعقاد وبحث الوضع فى بلاده، وناشد فى مؤتمر صحفى الزعماء العرب دعم الشعب السورى.
وحض سيدا مجلس الأمن على حماية الشعب السورى، وطالب بتحقيق دولى فى المجازر «التى ارتكبت وسترتكب وتقديم النتائج لمحكمة الجنايات» وأضاف: «ونطالب بعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لمناقشة كل الخيارات بما فى ذلك إرسال قوات عربية لسوريا».
وأعرب نائب رئيس وزراء النمسا وزير الخارجية «ميخائيل شبندلاجر» عن «انزعاجه الشديد» إزاء الأنباء التى نقلتها منظمة مراقبة حقوق الإنسان «هيومن رايتس ووتش» مؤخرا عن استخدام قوات النظام السورى لذخائر عنقودية ضد المدنيين فى المناطق الجبلية المحيطة بمدينة حماة السورية ، مطالبا النظام السورى «بتقديم توضيح عاجل بشأن استخدام الذخائر العنقودية فى سوريا».
وحذر «شبندلاجر» فى تصريح رسمى له من استخدام الذخائر العنقودية ضد المدنيين قائلا «الذخائر العنقودية تعد من أقصى الأسلحة فتكا بالمدنيين وأدومها أثرا بعد انتهاء الصراع العسكرى» منددا باستخدام هذا النوع من الذخائر، كما شدد «شبندلاجر» منتقدا هذه الذخائر التى تواصل قتل وتشويه المدنيين على مدار عقود بعد انتهاء المواجهات العسكرية».
كما أعلن مسئولون اسرائيليون وغربيون ان سوريا تنقل سرا بعض الأسلحة الكيماوية من مواقع التخزين، مما أثير المخاوف من تسربها لأيدى عناصر ارهابية.
ويرى بعض المحللين أن هذه الخطوة تخدم غرضا مزدوجا يتمثل فى الحفاظ على الأسلحة من الثوار وحرمان خصوم سوريا فى الغرب من أى ذريعة للتدخل بهدف تأمين المواد الخطرة.
وتنفى الحكومة السورية تنفيذ هذه العملية التى وردت اول تقارير بشأنها فى صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، لكن لا توجد معلومات حاسمة بشأن المواد التى تشملها هذه العملية. وتشير تقارير الى ان مخزون سوريا يشمل غاز الاعصاب (السارين) وغاز الخردل والسيانيد.
وتزيد التقارير من حدة القلق الدولى بشأن ما يعتقد أنه أكبر مخزون من الأسلحة الكيماوية فى الشرق الأوسط.
وقال مسئول اسرائيلى ان هذه التحركات تعكس محاولة بشار الأسد لاتخاذ «ترتيبات لضمان عدم وقوع الأسلحة فى أيد غير مسئولة».
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) جورج ليتل ان البنتاجون يعتقد ان الأسد ما زال يسيطر على الأسلحة الكيماوية لكن الولاياتالمتحدة وشركاءها يراقبون عن كثب.
وتشير التقارير الى ان المواقع المشتبه بها تقع فى حوالى ست مدن وبلدات بما فى ذلك العاصمة دمشق واللاذقية وحماة وقرب حلب.