قصفت مقاتلات حربية سودانية مجددا أمس مدينة بنتيو الحدودية في جنوب السودان وكبري مدن ولاية الوحدة النفطية موقعة قتيلا علي الأقل، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وصرح ماك بول المدير المساعد للاستخبارات في جنوب السودان باستهداف المقاتلات لجسر استراتيجي وإحدي الأسواق مما أدي إلي مقتل طفل علي الأقل مشيرا إلي إرسال فريق للتحقق من عدد القتلي في هذه الهجمات. وأضاف: إن الحصيلة المؤقتة هي مقتل طفل وإصابة ثلاثة مدنيين بجروح وتابع أن ذلك يعد تصعيدا خطيرا وانتهاكا لأراضي جنوب السودان واستفزازا واضحا. وسقطت القذائف التي استهدفت الجسر الواقع علي طريق بين «بنتيو» والحدود مع السودان 60 كلم إلي الشمال. وتصاعدت سحب الدخان من السوق التي اندلعت فيها النيران بينما راح المدنيون المذعورون يركضون في أرجائه. وفي تطور لاحق أعلن قائد القوات السودانية في «هجليج» كمال معروف أمس أن قرابة 1200 جندي جنوب السودان قتلوا في المواجهات للسيطرة علي هذه المنطقة النفطية. وصرح معروف أن عدد القتلي بلغ 1200 جندي في صفوف جيش جنوب السودان. وكانت الخرطوم قد أشارت إلي سقوط 400 قتيل بين صفوف قوات جنوب السودان الذي أعلن استقلاله في يوليو 2011. كما أعلنت جوبا بعد معارك استمرت بضعة أيام سقوط 19 قتيلا بين قواتها و240 من الجيش السوداني. وكانت الخرطوم قد استعادت السيطرة علي هجليج والتي استولي عليها جيش جنوب السودان في العاشر من الشهر الجاري إلا أنه أعلن انسحابا تدريجيا منها تحت ضغوط دولية. وتشكل منطقة هجليج نصف الإنتاج النفطي السوداني منذ استقلال الجنوب. وتطالب جوبا بالسيادة علي هذه المنطقة والتي تعتبرها الأسرة الدولية تابعة للخرطوم. ولا يزال التوتر حادا بين البلدين اللذين لم يتمكنا عبر السبل الدبلوماسية من حل المسائل التي لا تزال عالقة بعد انفصال الجنوب وفي مقدمتها ترسيم الحدود وتقاسم العائدات النفطية. وفي الأثناء وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلي هجليج وذلك بعد أن أعلن الجيش السوداني طرد قوات الجنوب من المنطقة وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.