دخان كثيف يتصاعد من موقع قصفته القوات السودانية قام الرئيس السوداني عمر البشير أمس بزيارة مفاجئة لمنطقة هجليج علي الحدود مع الجنوب وذلك بعد ثلاثة أيام من اعلان جنوب السودان انسحابه منها واعلان الخرطوم "تحريرها" في زيارة يبدو انها تهدف الي هدفها التأكيد علي استعادة السيطرة الكاملة علي المنطقة. واكد البشير خلال الزيارة رفضه القاطع للتفاوض مع جوبا. وتزامنت زيارة البشير مع قيام المقاتلات السودانية بشن غارات جوية علي بلدة بنتيو كبري مدن ولاية الوحدة في جنوب السودان مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل. وقال ماك بول نائب مدير المخابرات العسكرية في جنوب السودان في بلدة بنتيو الحدودية بالجنوب ان طائرتين سودانيتين من طراز (ميج- 29) أسقطتا أربع قنابل علي المنطقة. واضاف ان التحرك السوداني تصعيد خطير وانتهاك لاراضي جنوب السودان. ومن جهته، نفي السودان هذه الاتهامات وقال انه ايضا صد هجوما"ضخما" شنه مقاتلو الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال في ولاية جنوب كردفان علي الجانب السوداني من الحدود. وفي تلك الاثناء، أعلن قائد القوات السودانية في هجليج، كمال معروف ان 1200 جندي جنوبي قتلوا في معارك استعادة السيطرة علي هجليج. بينما قال نافع عي نافع مستشار البشير ان عدد القتلي في صفوف الجيش الجنوبي و"المرتزقة" في المعركة بلغ 400 وهي أنباء لم تؤكدها أو تنفها مصادر مستقلة إلا ان مراسل وكالة الانباء الفرنسية قال ان المنطقة كانت مليئة بجثث جنود جنوب السودان. وأضاف المراسل ان اضرارا فادحة لحقت بحقل النفط في هجليج جراء المعارك بين الطرفين. وقال اسحق ادم جامع وزير الدولة السوداني للنفط ان فرص توصل الجانبين الي تسوية بعيدة جدا الان، مشيرا الي ان الخرطوم ربما تطلب تعويضا عن الاضرار التي لحقت بهجليج قبل العودة الي المحادثات.