يختتم السفير إبراهيم علي حسن المسئول عن متابعة محور السياسة الخارجية في برنامج الرئيس الانتخابي حواره مع «روزاليوسف» حول العام الدبلوماسي الماضي والقضايا المدرجة علي أجندة العام الجديد وفق الأطر المحددة للسياسة الخارجية المصرية والتي ترمي للحفاظ علي أمن مصر القومي بمفهومه الشامل وخلق مناخ يدفع حركة التنمية في مصر وعلي مدار الحلقتين الماضيتين تناول السفير حسن في حديثه قضية المياه والعلاقة مع حوض النيل والوضع في السودان وفلسطين والعمل المصري علي الصعيد الاقليمي والدولي وعلاقات مصر بالقوي المؤثرة علي المسرح العالمي والسعي المصري لاخلاء المنطقة من السلاح النووي ويكشف الكثير من التفاصيل في الجزء الثالث من الحوار علي هذا النحو من التفصيل: الاتحاد من أجل المتوسط لم يحقق تطوراً ملموساً سياسيا حتي الان لماذا؟ - التعاون المتوسطي في إطار محفل برشلونة أنطلق عام 95 وحقق نجاحات علي الصعيد الاقتصادي من خلال برنامج «الميدا» ولكن بطبيعة الحال التعاون في هذه المنطقة مرتبط أيضا بالأوضاع السياسية في المنطقة وفي مقدمتها عملية السلام التي تشهد تعثراً واضحاً الأمر الذي حال دون تقدم العمل في الشق السياسي في مبادرة برشلونة ومع انطلاق الاتحاد من أجل المتوسط تجدد الأمل في تعزيز الجهد ولدعم التعاون في مختلف المجالات بين دول المتوسط وإن كانت عملية السلام لازالت تراوح مكانها نحن نهتم أيضا بالتوازي مع ذلك بالتعاون مع القوي الاقتصادية الأخري مثل روسيا التي تربطها بمصر علاقات وثيقة وتاريخية كما نسعي للتحرك شرقاً وعلاقاتنا مع الصين تتنامي بشكل مستمر أن مصر استضافت في نهاية 2009 منتدي الصين أفريقيا وفي 2010 عقد مؤتمر وزراء خارجية أفريقيا والصين برئاسة مشتركة بين مصر و الصين وتستمر هذه الرئاسة المشتركة للمنتدي الفاعل حتي عام 2012 الأمر نفسه بالنسبة لليابان.. فهناك مجالات تعاون مصرية يابانية مشتركة.. اليابان دولة مهمة وتطلع لعضوية مجلس الأمن ولها دور مؤثر في منطقتها وبالتالي من المهم أن يكون هناك تواصل بين القاهرة وطوكيو وفي 2010 عقد المنتدي العربي الياباني وكان لمصر اسهاماتها في أعماله والتحرك المصري نحو الشرق يركز أيضا علي تطوير وتنمية العلاقات مع الهند التي تضاعف استثماراتها في مصر بشكل ملحوظ كما أن علاقاتنا السياسية معها هي علي أعلي مستوي ونحن منفتحون أيضا علي العلاقات مع دول جنوب شرق آسيا ودول الكومنولث الإسلامية. وماذا عن العلاقات المصرية الأمريكية لاسيما أن العام المنقضي شهد شداً وجذبا بين القاهرة وواشنطن في العديد من الموضوعات؟ - العلاقات المصرية الأمريكية منذ انطلاقها مبنية علي أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة وواشنطن تأخذ في الاعتبار دور مصر المحوري في المنطقة والقاهرة تدرك أن الولاياتالمتحدة هي قوة كبري وعظمي ولها دورها المؤثر والعلاقات بين البلدين تشمل إلي جانب المشاورات الخاصة بالقضايا الإقليمية أبعاداً ثنائية وتعاون في العديد من المجالات وخاصة علي المستوي التجاري والاقتصادي وإن كان قد تأثر بعض الشيء بالأزمة الاقتصادية العالمية. النشاط المصري المكثف علي الساحة اللاتينية والذي يتزامن مع رئاسة مصر لحركة عدم الانحياز هل كان له تأثير في توالي الاعترافات اللاتينية بالدولة الفلسطينية؟ - هذه نقطة مهمة ومصر دائماً كانت تقود وتدفع للحوار مع أمريكا اللاتينية ونشطت بقوة فيما يعرف بتعاون الجنوب ولديها سفارات مقيمة في معظم دول أمريكا اللاتينية وعدد كبير من هذه الدول أعضاء في حركة عدم الانحياز التي تتولي مصر رئاستها وحرصت الدبلوماسية المصرية علي كسب تأييد هذه الدول ومساندتها للحقوق والقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وخلال العام المنقضي وقعت مصر اتفاقاً للانضمام كعضو مراقب في تجمع الميركسور وكان هناك زخم في حجم الزيارات المتبادلة حيث قام وزير الخارجية أحمد أبوالغيط بزيارة البرازيل وبعض دول أمريكا اللاتينية إلي جانب زيارة وزير التجارة والصناعة لعدد من الدول اللاتينية كما توافد علي مصر العديد من المسئولين حيث جرت جولات من المشاورات السياسية بين الجانبين إذن نحن أمام شبكة واسعة من التحرك في مختلف المحاور وكل ذلك وكما ذكرت لتحقيق هدفين أساسيين هما الحفاظ علي الأمن القومي المصري وخدمة برامج التنمية في الداخل. كيف انعكس هذا الأداء المصري النشط في مختلف المحاور التي ذكرتها علي وضعية وتواجد مصر داخل الأممالمتحدة والمنظمات الدولية ذات التأثير علي المسرح العالمي؟ - بالتأكيد كان له مردوده وخاصة داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك أو داخل مجلس حقوق الإنسان بجينيف وخلال العام الماضي تمكنت مصر في إطار قيادتها لحركة عدم الانحياز في استصدار العديد من القرارات الدولية المؤثرة كما شهد العام الماضي نجاحاً كبيراً للترشيحات المصرية في مناصب دولية رفيعة مثل الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار السابق الذي أصبح مديراً للبنك الدولي ورئاسة الدكتور يوسف بطرس غالي للجنة المالية لصندوق النقد الدولي والسفيرة نائلة جبر التي حصلت علي عضوية لجنة المرأة بالأممالمتحدة وقبل أيام انتخب السفير جهاد ماضي لعضوية لجنة حقوق الطفل بالأممالمتحدة وبفارق كبير من الأصوات عن منافسيه ولا يفوتنا أن مصر أيضا هي من الدول الأكثر مساهمة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وهي الآن الدولة الخامسة علي مستوي العالم فنحن لدينا ما يقرب من 1500 جندي وضابط في قوة حفظ السلام بالكونغو الديمقراطية ولدينا تواجد مكثف في دارفور يصل إلي ما يزيد علي 2000 جندي وضابط ولدينا ما يقرب من 1000 جندي وضابط في جنوب السودان إذن نحن نتواجد بقوة وبالأداء الذي يعكس الثقل الذي تمثله مصر التي ترأس حركة عدم الانحياز وتستعد لرئاسة المؤتمر الإسلامي وترأس مع فرنسا الاتحاد من أجل المتوسط وترأس مع الصين منتدي الصين أفريقيا. وماذا عن الجاليات بالخارج باعتبار أن المواطن المصري ومصلحته هو أساس جميع تحركات الدولة سواء داخلياً أو خارجيا؟ - الدبلوماسية المصرية حريصة علي رعاية المصريين بالخارج والحفاظ علي حقوقهم وتأمين مصالحهم وربطهم بالوطن ودعوتهم للمشاركة في جهود التنمية في الداخل ونجحنا علي سبيل المثال في تقنين أوضاع المصريين بإيطاليا باتفاق مع الحكومة الإيطالية يسمح باستقدام 8000 من العمالة المصرية كل عام ونجري مفاوضات مماثلة مع عدد من دول البحر المتوسط ووفقاً لتوجيهات وزير الخارجية أحمد أبوالغيط توسعنا في إنشاء المكاتب القنصلية في مختلف المحافظات وأصبح لنا فيها الآن 26 مكتباً قنصلياً وذلك لتخفيف المشقة علي المواطنين بعد ما كان المواطن يأتي من أسوان أو محافظات الصعيد الأخري للقاهرة لكي يقوم بالتصديق علي مستنداته أو ما إلي ذلك ونسعي لإقامة هيئة لرعاية المصريين بالخارج بما يتيح توفير رعاية خاصة لهم في الدول التي تتواجد بها عمالة مصرية كثيفة ونأمل في أن يتم إقرارها من مجلس الشعب خلال دورته الراهنة.