يبدو أن ظاهرة »الردح« التي كانت سمة المتعاركين في الأحياء الشعبية قد انتقلت إلي أولاد الذوات والمثقفين.. بل وتحولت إلي دستور أخلاقي يحكم كل تصرفاتهم حتي لو كانوا يحتلون مراكز اجتماعية مرموقة.. ذلك لأنهم سلموا عقولهم إلي لغة الأقدام والتعصب وليست لغة الفكر وأعمال العقل.. وتحولو إلي مشاهد في فيلم سينمائي مثير. المشهد الأول: ما بعد زلزال قرار اتحاد الكرة بشأن الكابتن جدو.. مجدي عبدالغني يتعارك مع أيمن يونس إعلامياً علي صفحات الجرائد والفضائيات بحكم التعصب الأحمر والأبيض.. هاني أبوريدة في ضيافة عبدالغني غضبان، ويرفض زاهر.. رئيس الجبلاية العائد.. هربان من الليلة وفاضي للفضائيات وعمال يصنف الأشخاص.. هذا جبان.. هذا صديق.. وهذا خائن. كلهم يطالبون بالإستقالة وصدقوني.. هؤلاء لن يستقيلوا أبداً لأن الأضواء كالمسكرات.. عشق وإدمان. المشهد الثاني: تصريحات نارية لرجل القضاء المستشار سامر أبوالخير رئيس لجنة الانضباط المستقيل من عمله في اتحاد الكرة منذ أسابيع.. الرجل كان الموسم الماضي يعيش عصور الفضاء، وذات إطلالة يومية وسعادة بالظهور التليفزيوني وتصريحات هنا وهناك، وقصيدة حب في الاتحاد.. هذا الرجل فتح النار بعد خروجه.. وللأسف تحت ضغط الألوان وزلزال جدو، وأعلن أن العشوائية والانتماءات والمجاملات شعار الجبلاية.. ولجنة المسابقات تكيل بمكيالين، وزاهر فاشل.. وصلاح حسني جاهل باللوائح. كيف يسقط رجل القانون هكذا.. الشجاعة في لحظة الاختلاف وليس بعد الخروج. المشهد الثالث: أيضاً من توابع الزلزال.. تلك المحاكمة الفاضحة علي قناة دريم للأخ خالد الغندور، ومن وجهة نظر واحدة لا تقبل الرأي الآخر.. مش عاجبه قرار جدو.. هذا من حقه.. ولكن تطاوله علي كل الشرفاء والإعلاميين وتصنيفهم عاملين بقاعدة »اللي معايا يكسب.. واللي يخالفني في الرأي جاهل وأحمر« فهذا قمة السفه والسقوط. عيب يا كابتن.. اخلع رداء التعصب.. وتذكر أنك تخاطب جماهير محترمة وليس رواد قهوة الست أم بحلق!!