يتحدث في القضاء.. أو يعلق علي أحكام القضاء.. أو يفسرها.. لابد أن يكون أهلاً للكلام في هذا الجانب، لأن القانون لابد أن يكون لأصحاب العلم والدراية به.. وليس ل»الفهلوية« أو »الفتايين« والكذابين. والحديث عن موقف سمير زاهر يخضع لأمور أخري غير قضائية، خاصة فيما يتعلق بمشواره الكروي الذي أثراه بإنجازات غير مسبوقة، وعليه فإنه ينبغي عدم استهانة البعض في الشارع الرياضي بأداء زاهر عبر سنوات طويلة، إلا إذا كان هؤلاء الذين يتناولونه بالشماتة أو الحقد يميلون إلي استخدام عبارة.. إذا وقع ال ...... ا! ولعل الطريق القضائي الطويل.. لا يمنع من استعراض وجهات نظر منطقية تسمح بإيضاح حقائق يمكن أن تدفع إلي تثبيت مبدأ العدالة التي تعمل المحاكم بكل تأكيد علي إقامته. من هذا المنطلق بدأ زاهر وجهازه المعاون من المحامين رحلة بحث أخري عن أسباب تسمح له بتوضيح سلامة ذمته كمواطن أولاً.. وليس للعودة لرئاسة اتحاد الكرة. وطالما أن الأمر سيظل لفترة أمام القضاء، فقد بات من الطبيعي والمنطقي أن يكف من يصطادون في الماء العكر عن ممارسة دورهم في »التلطيش« و»التلويش« لمجرد خلاف أو مصلحة أو ضعف في النفوس. سمير زاهر.. إذا كان بحاجة لمن يدافع عنه أمام المحكمة.. إلا أنه لا يحتاج من يدافع عن مسيرته مع الكرة المصرية.. لأنها تمثل مجموعة إنجازات كبيرة. إذن الانتظار مطلوب، وعدم التسرع في الحكم علي الرجل قضائياً مطلوب أكثر، لأن مشوار القضاء الذي لا تعليق عليه لم ينته بعد. أخيراً.. اتحدوا اتحاد كرة القدم لم يجتمع علي قلب رجل واحد إلا عندما صدر حكم بطلان ترشيح سمير زاهر لرئاسة الاتحاد. الشهور والأسابيع الماضية.. بل منذ نجح مجلس الإدارة الحالي في الانتخابات قبل عامين تقريباً شهدت خلافات وانقسامات بين أعضاء المجلس، استحوذت هذه الأمور علي اهتمامات الصحافة الرياضية والفضائيات.. ثم تغير الوضع منذ صدور الحكم، والتف الكل أو بمعني أصح الأغلبية حول زاهر. والواقع.. أنه إذا كان هذا الدعم من القلب فهو شيء رائع يكشف عن المعادن الأصيلة للأعضاء.. أما إذا كان الدعم شكلاً مظهرياً من البعض لركوب الموجة.. فكل عام وأنتم بخير. شائعات واجتهادات عندما لا تتضح الصورة علي لسان المسئول.. تكثر الاجتهادات والشائعات في الشارع عموماً.. ومن بين ما يتردد مثلاً إن تحويل ملاحظات الجهاز المركزي للمحاسبات الخاصة باتحاد الكرة إلي نيابة الأموال العامة.. ثم عدم انضمام المجلس القومي للرياضة لاتحاد الكرة- كما حدث عند صدور الحكم الأول- في إقامة دعوي أو إشكال أو أي شيء من هذا القبيل بعد الحكم الثاني.. هذا الموقف يفسره البعض بأن صقر رفع يده عن زاهر للتخلص منه لأنه المتسبب في أزمة الجزائر، وإبعاده يهدئ الأوضاع. بالتأكيد.. هذه اجتهادات وشائعات! المهمة الصعبة إدارة شئون اتحاد كرة القدم في غاية الصعوبة ولا تحتاج إلي قواعد ونظم إدارية فقط، وإنما تحتاج أيضاً إلي موهلات أخري لا ترتبط بالذكاء فقط، وإنما أحيانا للدهاء أيضاً. ومسئولية المهندس هاني أبوريدة إذا تولي رئاسة الاتحاد- حتي تجري الانتخابات في سبتمبر- لن تكون سهلة برغم ذكائه ودهائه.. لأن المشاكل منذ انتهاء الموسم الماضي »بالهبل«.. وستزيد كلما اقترب الموسم الجديد، وأشياء أخري لاداعي للدخول في تفاصيلها حتي تتضح الصورة. جمال »خلع«! إذا كان جمال حمزة »خلع« من الأهلي لأنه لن يتم قيده افريقياً فهذا حقه لاسيما أن عدد الموجودين في مركزه كثيرون. وإذا كان »خلع« لأنه باستقراء الأوضاع اكتشف أنه لن يكون إلا احتياطياً في الدوري المحلي.. فهذا أيضاً حقه. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا الكلام لم يطرحه الجهاز الفني للأهلي علي جمال قبل التعاقد معه.. أم أنه طرحه كما تفعل الأجهزة الفنية للأندية في أوروبا.. حيث الاحتراف الحقيقي. وليس كما هو الانحراف المحلي. التعليقات في بعض الصحف بدأت.. وأبرزها بل وأخطرها أن جمال لم يتعود علي الانضباط الذي يحكم به في النادي الأهلي، فقرر أن ينفد بجلده. أزمات وليست عاراً الأزمات المالية تهدد جميع الأندية بلا استثناء.. هذه الأزمات ليست عيباً فالدول الكبري تعاني، والموازنة في مصر تعاني.. إلا أن بعض حضرات الأفاضل في الأندية يرون أنه من العار أن تلتصق عبارة »أزمة مالية« بخزينتهم. المدهش.. أن الأعباء التي تتحملها الدول بما فيها مصر تكون لأجل المواطن البسيط، ولكنها في الأندية بسبب »العبط والسفه« في الصرف علي »البهوات« من اللاعبين دون ضابط أو رابط. إنهم في أندية مصر لا يبحثون عن الموارد لتحسين خدمة أو تطوير منشأة، أو لتشغيل الشباب، وإنما لمزيد من الاغتراف في الاحتراف الوهمي الفاسد الذي يخدم فئة محدودة جداً من اللاعبين.. عكس الحكومة.. أي حكومة تعمل للقاعدة العريضة. موسم الخناقات موسم الانتقالات أوشك علي الانتهاء.. وعندما سيتم إغلاق باب »الخناقات« كما أسماه الزميل والصديق العزيز حسن المستكاوي، سيكتشف الكثيرون ممن تعاقدوا مع بعض »الجهابذة« أنهم اشتروا التروماي!