ما يدور في كأس أمم آسيا في نسختها ال17 ليست مجرد رياضة أو كرة قدم، بل هي رسالة من هذا البلد الذي يتعايش علي أرضه عدد كبير من أجناس ولهجات من مختلف بلدان العالم هي رسالة تحمل في طياتها التسامح والسلام إلي كل أجناس الأرض، لأن عام 2019 أطلقوا عليه الاماراتيين عام التسامح فإن أول العام(2019) شهد حدثا كرويا رائعا يشارك فيه 24 منتخبا لأول مرة بهذا الحجم الكبير بعدد 552 لاعبا من كافة بقاع القارة الصفراء بل إن منهم منتخباً بالكاملاً في استراليا وهي التي تمت اضافة مسابقاتها علي مستوي المنتخبات إلي قارة آسيا. والتسامح الذي نشاهده في ملاعب الامارات المختلفة ما بين دبي وأبوظبي والشارقة والعين ليس مجرد مباراة بين فريقين بل آلاف الجماهير تجوب كافة مدن الامارات زاحفة خلف فريقها الذي ينتقل في ملاعب الدولة، وهذا التنقل بين الجماهير يساهم بدون شك في اختلاط الاجناس واللغات والجماهيرفي ود وتسامح لا مثيل له في العالم، وهي رسالة مهمة أراد أولاد زايد ايصالها للعالم باجمعه بأنه مهما اختلفت واللغات والاجناس علي هذه الأرض يظل التسامح والحب شعار الحياة الذي تسعي اليه الامارات من خلال رؤيتها المقبلة. لم تظهر أي شكوي من أي منتخب من المنتخبات ال24، ولم تحدث مشادة بين الجماهير التي جاءت من بلدانها ومن أولئك الذين يعملون ويعيشون علي أرض الامارات، لم نجد طوبة أو قارورة ماء يتم قذها في أرض الملعب، أو عبارة بذئية يتم توجيهها للاعب أو حكم أو حتي مسؤول بأي منتخب، وكأن الجماهير الغفيرة التي تتابع المباريات أدركت من البداية أن عنوان البطولة إلي جوار أنها منافسة رياضية قوية ، لكن يغلب عليها أجواء التسامح. ودخلت البطولة أجواءها المثيرة والقوية، ورغم المفاجآت التي حدثت في ضربة البداية ومنها الإطاحة بحامل اللقب بهزيمة قاسية من الاردن بهدف نظيف جعل البطولة ترتعد من البداية ثم ظهور لافت للمنتخب الهندي الذيتفوق علي المنتخب التايلاندي، لكن مع مرور المباريات بدأت القاعدة الرسمية والقوية للفرق الكبيرة في القارة الاسيوية تجد نفسها تسير علي أرض ثابتة ومنها ايران التي رفضت أن تستسلم لأي مفاجأت واليابان وكوريا الجنوبية والمنتخب السعودي والاماراتي واللافت للنظر في هذه النسخة”نشامي” المنتخب الاردني. ومن الواضح أن الكرة العربية من خلال منتخبات الامارات والسعودية والاردن تريد أن تستعيد هيبة الكرة العربية في القارة الاسيوية فهذه المنتخبات تحمل لواء الدفاع عن الكرة العربية في المحفل القاري الذي شهد خلال السنوات الاخيرة طغيان من كوريا واليابان ثم جاءت استراليا لتفرض نفسها علي القارة الصفراء، وسيكون علي الثلاثي الاماراتي والسعودي والاردن ضرورة الدفاع عن سمعة الكرة العربية وهو ما ننتظره من هذه المنتخبات خلال الفترة المقبلة من البطولة التي يسدل عليها الستار يوم الاول من الشهر المقبل. والشيء اللافت للنظر في هذه النسخة الاسيوية وجود حضري جديد يعتبره الجميع هنا هو عصام الحضري الكرة المصرية، حتي الحارس نفسه يعرف الكثير عن عصام الحضري ويتمني أن يستمر مثله إنه حارس منتخب أوزبكستان نيستروف وهو المنتخب الذي يدربه هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر الاسبق، وقال نسيتروف إنه فخور بخوض 5 بطولات لأمم آسيا بين عامي 2004 و2018، مما جعله ينفرد بالرقم القياسي التاريخي كأكثر لاعب شارك في أكبر عدد من نسخ البطولة، واللافت أيضاً أن هذه المشاركات متتالية دون توقف عن الظهور في البطولات الخمس. وقال نيستروف: »بالطبع هذا فخر كبير لي وللكرة الأوزبكية، سوف أتذكر أنني حققت هذا الإنجاز الشخصي علي أرض الإمارات في بطولة نطمح لتحقيق الكثير فيها، ونطمح إلي تحقيق إنجاز كبير يتناسب مع تطور منتخبنا في السنوات الأخيرة». وأضاف الحارس الذي يبلغ 35 عاماً، وبدأ في الدفاع عن عرين منتخب بلاده قبل 16 عاماً: أنا من المعجبين بعصام الحضري لانه استطاع ان يحافظ علي مستواه طوال هذه السنوات انه اسطورة يحتذيي بها في العالم”. يذكر أن الحارس الأوزبكي المولود في سمرقند بأوزبكستان عام 1983، رغم دخوله تاريخ الكرة الآسيوية من الباب الكبير، إلا أنه سيكون مهدداً في البطولات القادمة بتجاوز رقمه القياسي، إلا أن الأمر لن يحدث بسهولة، خاصة أن هناك بعض اللاعبين سبق لهم خوض 4 بطولات آسيوية، إلا أنهم في مرحلة عمرية متقدمة قياساً بإمكانية البقاء في الملاعب، وعلي رأسهم عامر شفيع حارس مرمي المنتخب الأردني الذي يبلغ 37 عاماً. نيستروف سبق له المشاركة في نسخ كأس آسيا أعوام 2004 و2007 و2011 و2015، و2018، ودافع عن العرين الأوزبكي في 14 مباراة بالبطولة القارية، ويبدو أن هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الأوزبكي أصبح موعوداً بحماة العرين الذين يقتحمون التاريخ الكروي، فقد منح فرصة العمر للمصري عصام الحضري للمشاركة في مونديال روسيا 2018 لينتزع الحارس المصري مكانة خاصة في التاريخ بعد أن أصبح أكبر لاعب في التاريخ يشارك في كأس العالم ببلوغه 45 عاماً، وعاد ليكرر هذا السيناريو مع نيستروف الذي حقق رقماً قياسياً تاريخياً علي المستوي الآسيوي.