علمت »أخبار الرياضية» من مصادر وثيقة بالاتحاد الدولي لكرة القدم، أن فتح ملف استضافة قطر لمونديال 2022، بات قريبا من الحدوث، لاسيما في ظل الضغوط التي تمارسها وسائل إعلام أمريكية وأوروبية علي الفيفا، لسحب ملف التنظيم من قطر التي ارتبط أسمها بقضايا فساد ورشاوي، هذا عرش الفيفا خلال السنوات السبع الأخيرة، وأدت للقبض علي عدد من قيادات الاتحاد الدولي، وادانتهم بعد ثبوت تلقيهم أموالا من قطر للتصويت لصالح ملفها لاستضافة المونديال. وتفيد المتابعات مع المصادر، أن جياني انفانتينو عقد قبل يومين اجتماعا مع مستشاريه بحضور مستشاره القانوني ماريو جالافوتي، لبحث إمكانية الاستجابة للمطلب الزائد علي ضرورة حرمان قطر من استضافة المونديال وسحبه منها وإسنادة لأمريكا أو أي دولة جاهزة لهذا الحدث، علي مستوي البنية التحتية والامكانيات، مثل استراليا أو اليابانوكوريا الجنوبية. ضغوط هائلة وتتزايد الضغوط علي الاتحاد الدولي لكرة القدم، لاجباره علي سحب ملف المونديال القطري، الذي بسبب في هز سمعة الفيفا وتلويثها بناء علي حجم الأموال الفاسدة التي انفقتها قطر لخطف البطولة، ومن جانبها أكدت كلوديا روث، نائب رئيس مجلس النواب الألماني، أن قطع العلاقات السياسية بين السعودية والإمارات والبحرين مع قطر دليل دامغ علي أن الأخيرة ليست البلد المناسب لاستضافة كأس العالم، ومطالبة في الوقت ذاته رينهارد غريندل، رئيس الاتحاد الألماني وعضو مجلس فيفا، بوضع معايير واضحة لمنح تنظيم كأس العالم. وقالت روث في تصريح لصحيفة دي فيلت: اختيار قطر منذ البداية كان قراراً خاطئاً، ولم يكن رياضياً، بل جاء بسبب المال، فكيف يتم منح تنظيم كأس العالم ليس لها تاريخ كروي وترعي الإرهاب حول العالم، ولا تحترم حقوق الإنسان؟ ودليل ذلك وفاة أكثر من عامل في المنشآت التي تبني استعداداً لتنظيم كأس العالم. وفي تصريحات أخري لروث نقلتها صحيفة إتش إن أي الألمانية الإلكترونية، قالت كلوديا: لطالما كنت أطلب من رينهارد غرجريندل رئيس الاتحاد الألماني وعضو الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل وضع معايير واضحة لاستضافة بطولة كأس العالم. وسبق أن صرح رينهارد جريندل، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، بأنه يتوقع مقاطعة كأس العالم 2022، مشيراً إلي أن البطولة لا يمكن أن تلعب في بلدان ناشطة في دعم الإرهاب. سحب الاستضافة ليس صحيحاً أن »الفيفا» لم يسبق له إقامة كأس العالم في بلد آخر بخلاف البلد الذي وقع عليه الاختيار، فقد حدث أن تم نقل مونديال 1986 من كولومبيا إلي المكسيك، وكان السبب في ذلك مواجهة كولومبيا مشكلات اقتصادية، ولكن ماذا لو قرر »الفيفا» سحب تنظيم المونديال من قطر؟ في حال حدث ذلك قبل موعد المونديال بوقت قصير فسوف تكون الولاياتالمتحدةالأمريكية هي البديل المؤكد، لأكثر من سبب، أهمها أن أمريكا كانت هي المنافس لقطر حتي جولة التصويت الأخيرة عام 2010، وأشار تقرير ل»سي إن إن» إلي أن الولاياتالمتحدة بما تملكه من ملاعب وبنية تحتية قوية لديها القدرة علي استضافة المونديال ليس في عام 2022، بل يمكنها أن تستضيفه غداً، علي حد قول التقرير الذي نشر قبل أيام قليلة مضت. وفي سيناريو آخر قد يعمل »الفيفا» بمبدأ المداورة بين القارات الذي اعتمده من قبل، ومن ثم تصبح دولة آسيوية هي الأقرب لاستضافة المونديال، وخاصة اليابان وأستراليا وكذلك كوريا الجنوبية، وهي البلدان التي تنافست مع قطر علي استضافة مونديال 2022، أما السيناريو الثالث فإنه يتعلق بطريقة وأسباب سحب التنظيم من قطر، وهو ما قد يؤدي إلي إعادة التصويت من جديد، وفي هذه الحالة يصبح من حق الجميع التقدم لسباق الاستضافة. ضغوط إنجليزية ومن المعروف أن إنجلترا تسعي بقوة إلي تنظيم كأس العالم، باعتبارها مهد كرة القدم ووجهتها العالمية الأشهر، والتي تملك التقاليد الكروية الأكثر عراقة، كما أن الصين بما تنفقه من أموال علي كرة القدم علي المستويات كافة تجعل من هذا البلد الكبير وجهة محتملة لاحتضان كأس العالم في حال قرر »الفيفا» سحب التنظيم من قطر، سواء لأسباب تتعلق بوقوعها تحت ضغط المقاطعة العربية والعزل من جانب الجيران، أو لأسباب تتعلق بارتباطها بالإرهاب وتمويله، وربما يكون لقنبلة الانتهاكات العمالية دور في حرمان قطر من الحلم الذي أنفقت من أجله المليارات، وجعلته قاطرة لتنميتها، وأداة لمحاولة تحسين صورتها عالمياً. توتر العلاقة لقد أخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم في الحسبان توتر العلاقات بين الدوحة وجيرانها الخليجيين، ونظرا لحرصه الشديد علي أمن مشجعي الكرة المستديرة، فمن غير المعقول أن يقبل علي المجازفة ويجعل من مئات آلاف الرياضيين والمشجعين يأتون إلي دولة ترعي الإرهاب، بالإضافة إلي الملفات القديمة التي أرقت قطر والتحقيقات في قضايا الفساد والرشاوي وحقوق الإنسان التي أثارتها منظمات حقوق الإنسان في أكثر من مكان، بعد وفاة أكثر من أربعين عاملا من النيبال بسبب ظروف العمل المزرية وغير الآمنة. الهند بدورها صرحت من خلال سفارتها في الدوحة عن أرقام مقاربة لوفيات بين العمال الهنود. التلاعب بالرياضة ومنذ لجأت قطر إلي استخدام الرياضة بشكل منهجي للإعلان عن نفسها كعلامة تجارية عالمية، فهي تمتلك نادي باريس سان جيرمان الفرنسي وترعي نادي برشلونة الإسباني حامل لقب دوري أبطال أوربا. ومن دون شكّ ستكون استضافة مونديال 2022 الحلقة الأخيرة لاستكمال هذه الصورة، وفي حال حدوث العكس سيكون من المهين جدا أن يتمّ تجريد قطر من استضافة المونديال. ومن شأن ذلك أن يدمر العلاقات القطرية بالغرب الذي تستثمر فيه قطر بقوة حيث تعتبر الدوحة من أكثر الدول نشاطاً في مجال الاستثمار الداخلي والخارجي، وفي توظيف العوائد المالية الضخمة التي حققتها خلال سنوات ارتفاع أسعار النفط الغاز، في استثمارات مدرّة للدخل.